مليونية الصدر تُثير الكثير من التساؤلات في العراق

  • تعجز القوى الشيعية عن الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي
  • دعا الصدر خصومه “إذا ما أرادوا تشكيل الحكومة” الالتزام بـ10 نقاط”

ناقشت حلقة السبت من برنامج “ستديو الآن” والتي قدمتها سونيا الزغول، حالة الجدل التي أحدثتها “الصلاة الموحدة” في العراق، وتجمع مئات الآلاف من مؤيدي زعيم التيار الصدري، رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بدون أن يكون حاضرًا، في خطوة تهدف إلى الضغط على خصومه السياسيين والدفع باتجاه تشكيل حكومة وسط أزمة سياسية معقّدة تمرّ بها البلاد.

ومنذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر المبكرة، لا يزال العراقيون الذين يواجهون أزمة اجتماعية واقتصادية، يجهلون من سيكون رئيس حكومتهم المقبل.

وتعجز القوى السياسية الشيعية البارزة، أي التيار الصدري والإطار التنسيقي الشيعي، منذ أن أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية عن الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي، وتشكيل حكومة.

وبفوزه بـ73 نائباً من أصل 329، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي تشكيل حكومة توافقية. لكن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي، في خطوة اعتبرت أنها تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين.

من ناحيتها قالت الزغول في مقدمة الحلقة: “مليونية الصدر في الصلاة الموحدة، أكدت أن انسحاب التيار من العملية السياسية، لا يعني ترك المجال مفتوحًا أمام خصومه. صلاة فُسرت في الأوساط السياسية بأنها ضوء أخضر لحراك جماهيري قادم قد يمهد لدخول أنصار الصدر المنطقة الخضراء، إذا لم يتحمل زعماء الإطار التنسيقي مسؤوليتهم ويعالجوا الأزمة، وبعدم قدرتهم على علاجها فإن القادم ينبئ باستمرار الانسداد السياسي ويمهد الطريق إلى اقتتال داخلي يطيح بما تبقى من نظام 2003”.

انسحاب التيار من العملية السياسية لا يعني ترك المجال مفتوحًا أمام خصومه

وأضافت: “الإطار التنسيقي الذي شعر بالانتصار عقب انسحاب الكتلة الصدرية بدأ الآن يدفع ثمن ذلك ببروز خلافات بين قياداته ولم يتمكن من الاتفاق على مرشح واحد لتشكيل الحكومة، وأبدت قوى داخل الإطار التنسيقي تصرفات عقلانية منذ البداية، برفض التعامل باستسهال مع خروج الصدر من البرلمان، وهذا ما شهدناه بانسحاب هادي العامري وحيدر العبادي وعمار الحكيم، فيما بقي نوري المالكي مُصّرا على وضع يده على عملية التشكيل الحكومي”.

من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالرزاق علي، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن”، إن الأعداد التي ظهرت في وسائل الإعلام هي أعداد غير مسبوقة من قبل، كما أن التجمع الذي حدث، حمل رسالة إلى الإطار التنسيقي، بأن لا حكومة قادمة بإقصاء التيار الصدري، خاصة وأنه صاحب الشعبية الأكبر ومقاعد البرلمان الأكبر، وهو ما يشير إلى استمرار حكومة الكاظمي حتى إعادة الانتخابات.

وأضاف “أنه المضي قدما وكأن التيار الصدري ليس موجودا فهذه مغامرة”.

 

وبانسحاب نواب الكتلة الصدرية، بات للإطار التنسيقي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان العراقي. ويضم الإطار كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، لكن حتى الآن لم يتمكّن الإطار أيضاً من الاتفاق على اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة.

ويتمتّع الصدر بمكانة سياسية وازنة في المشهد السياسي العراقي منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 إثر الغزو الأمريكي.

وفي الخطبة التي ألقاها بالنيابة عنه الشيخ محمود الجياشي، قال الصدر: “إننا أمام مفترق طريق صعب ووعر إبان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم والذين جربناهم سابقاً ولم يفلحوا”، في إشارة إلى خصومه السياسيين من الإطار التنسيقي الشيعي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن”: “نتوقع أن يرشح الإطار التنسيقي محمد السوداني لمنصب رئيس الوزراء في العراق بعد انسحاب قيادات الصف الأول والثاني”.

ودعا الصدر خصومه، “إذا ما أرادوا تشكيل الحكومة” الالتزام بعشر نقاط، أبرزها متعلّقة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل شيعية مسلّحة أغلبها موالية لإيران.

وقال “إنهم يعدون الشعب بأن تكون حكومتهم المقبلة ليست كسابقاتها فأٌقول إن أولى خطوات التوبة هي محاسبة فاسديهم علناً”.

واعتبر الصدر أنه “لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميلشيات منفلتة لذا عليهم أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حل جميع الفصائل”.

ورأى أنه ينبغي “حفاظا على سمعة الحشد”، أن تتم “إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة والاعتناء بالمجاهدين منهم والاهتمام بأحوالهم”.

ودعا إلى “إبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية وعدم جزه بحروب طائفية أو خارجية وإبعاد الحشد عن السياسة والتجارة حبا وحفاظا على سمعة الجهاد والمجاهدين”.

وبعيد الصلاة، كتب الصدر في تغريدة “شكرا لله على هذا النصر العظيم”.

ونظّم الحدث الجمعة وسط إجراءات أمنية مشدّدة، إذ أقيمت أكثر من نقطة للتفتيش والتحقق من الأوراق الثبوتية من قبل عناصر في التيار الصدري.