هل خدشت سمعة حزب المحافظين بعد نهاية حكومة جونسون؟

  • جونسون كان يعول على فريق عمل جديد
  • الخروج من الاتحاد الأوروبي بنظر حزب الحافظين هو إنجاز

 

ناقشت حلقة الجمعة من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وتأثير ذلك على الشارع السياسي البريطاني.

وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “بدا واضحا أنه تمت محاكمة جونسون على شخصه وليس عمله بوصفه بعدم الاكتراث غير الجدي، مطالبين برجل منضبط أكثر على حد وصفهم وتم تجاهل ما حققه للحزب بأعلى نسبة تصويت لحزب المحافظين بحصده 14 مليون صوت وهذا لم يحدث سوى على عهد مارغريت تاتشر وقيادته بريطانيا في جائحة كورونا وقيادته الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث تحولت روح المفاوضات في بركزت بشكل إيجابي لصالح بريطانيا لأنه كان محاورا بارعا.. إضافة الى موقفه الحاسم من الحرب في أوكرانيا فهل استفاد المحافظون من شعبيته وتم رميه بانتهاء المصلحة منه”.

في هذا الصدد قال أحمد ياسين عضو حزب المحافظين البريطاني إن “جونسون كان يعول على فريق عمل جديد خاصة بعد انضمام ناظم الزهاوي إلى وزارة المالية.. والبريطانيون كانوا ينتظرون تقديم خطة اقتصادية متكاملة للدفع بعجلة الاقتصاد قدما لذا جونسون كلف الزهاوي مسؤولية ذلك لكنه سرعان ما انقلب عليه”.

وأضاف: “الخطوة الأخيرة التي جعلت من جونسون يغير موقفه هو رئيس لجنة 1922 والذي قال له وقتك قد انتهى وهو الكلام الذي قيل سابقاً لتيريزا ماي”.

وتابع: “خدشت سمعة حزب المحافظين بسبب الفضائح الأخلاقية خلال الأشهر الـ 6 الأخيرة”، مؤكداً أن الأخطاء يمكن أن تحدث من قبل أي حزب.

وأردف: “شهدنا درجة كبيرة من النفاق السياسي من أحزاب أخرى مثل حزب العمال”

بدوره أكد كايد غياظة عضو حزب العمال البريطاني أنه “لو لم يستقل جونسون كان هناك خيار حزب العمال جاهز وهو بدعوة البرلمان كله للتصويت بحجب الثقة وكان جونسون سيرحل في طبيعة الحال”.

وتابع: “لم يكن أزمة دستورية إنما ضغوط من حزب المحافظين على بوريس جونسون”، وأضاف: “ما يراه البعض إنجازات يراه الآخرون دمار”.

وأردف: “الخروج من الاتحاد الأوروبي بنظر حزب الحافظين هو إنجاز لكنه تخريب بنظر أحزاب أخرى.. كان جونسون يعول على أن الاقتصاد البريطاني سيتحسن بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لكن ذلك كان كذباً وهراء”.

وفي كلمة متلفزة مقتضبة ألقاها من أمام مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننج ستريت بقلب لندن، قال جونسون إنه بات من الواضح أن «إرادة» النواب المحافظين في مجلس العموم، تتجه نحو اختيار زعيم جديد، وذلك في إشارة إلى موجة التمرد التي شهدها حزبه منذ مساء الثلاثاء الماضي، وتجسدت في استقالة عشرات الوزراء والمسؤولين البارزين من الحكومة، وسحب كثير من أعضاء البرلمان دعمهم لها.

وبرر جونسون رفضه طيلة يومين كاملين الاستجابة للمطالبات التي وُجِهَت له بالاستقالة، بأنه «تريث» في اتخاذ هذا القرار، نظراً لحرصه على الوفاء بما يُمليه عليه «التفويض» الممنوح له من الناخبين، مشيراً بذلك إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي قاد فيها حزب «المحافظين» لتحقيق فوز برلماني كبير على غريمه «العمال»، وذلك بأغلبية وُصِفَت بالأكبر منذ عام 1989. وهيمنت مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، في ديسمبر 2019، على فترة رئاسته.

وأقر رئيس الوزراء البريطاني، في كلمته التي لم تستمر أكثر من ست دقائق، بفشل محاولاته لإقناع وزرائه المعارضين له، بأن استقالة حكومة تحظى بهذه الأغلبية سيكون «أمراً غريب الأطوار»، معتبراً أن إصرار كثير من الوزراء والنواب، على تخليه عن منصبه يعود لـ«عقلية القطيع» التي سادت أروقة الحكومة.