روسيا بدأت غزوها أوكرانيا في 24 فبراير

ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، القصف الروسي الذي استهدف العاصمة الأوكرانية كييف، للمرة الأولى منذ نيسان/ أبريل الماضي، وكذا تهديد الرئيس فلاديمير بوتين بمزيد من الغارات في حال سلّم الغرب صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، والتي طالبت بمساعدات عسكرية منتظمة وليس شحنات ظرفية.

الأخطر من تهديد الرئيس الروسي، هو تحليق صواريخ روسية فوق محطة للطاقة النووية، فيما اعتبر لجوء موسكو مجدداً إلى الإرهاب النووي، بينما ميدانياً تتجه الأنظار نحو مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية الصغيرة في شرق البلاد، حيث فاجئت القوات الأوكرانية الروس بهجوم مضاد استعادت من خلاله نصف المدينة التي تشهد حرب شوارع وقتل مستميت للسيطرة عليها مع تركيز روسيا على شرق أوكرانيا.

من ناحيته قال الدبلوماسي الأوكراني السابق فلاديمير شوماكوف، في حواره مع سيف الدين ونوس، لـ “ستديو الآن”، إن أوكرانيا أسقطت عدة صواريخ روسية في سماء كييف، ولم يكن هناك أي مدرعات تم استهدافها كما تدعي موسكو.

وأضاف أن روسيا تمارس “دعاية سوداء” ضد بلاده، مشيرًا إلى أنها تعتمد على نشر المعلومات المضللة، والأخبار الكاذبة.

وأوضح أن القوات الأوكرانية تشتبك في معارك عنيفة مع القوات الروسية في شرق أوكرانيا، مؤكدًا الأخبار التي تحدثت عن تحرير القوات الأوكرانية لنصف مدينة سيفيرودونيتسك.

وكانت قد أكدت أوكرانيا، مساء الأحد، أن قواتها باتت تسيطر على نصف مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في شرق البلاد والتي تشهد معارك طاحنة في إطار الهجوم الروسي على حوض دونباس.

وقال حاكم منطقة لوهانسك سيرغي غايداي في مقابلة بثت على منصات التواصل الاجتماعي إن “قواتنا المسلحة طهّرت نصف” هذه المدينة الصناعية من القوات الروسية، مضيفا أن “نصف المدينة بات تحت سيطرة قواتنا”.

وتعد سيفيرودونيتسك أكبر مدينة لا تزال في أيدي الأوكرانيين في منطقة لوهانسك التابعة لحوض دونباس.

وقد تقدمت القوات الروسية تدريجاً في المدينة خلال الأسابيع الأخيرة بعد انسحابها أو دحرها عن مناطق أخرى، بما في ذلك محيط العاصمة كييف.

من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي محمد العروقي، في حواره مع سيف الدين ونوس لبرنامج “ستديو الآن” إن الضربات الروسية على كييف تأتي ردًا على تقدم القوات الأوكرانية في الشرق، مشيرًا إلى استهدافها بنى تحتية مدنية.

وأضاف العروقي، أن الأيام الماضية شهدت تقدم ونجاح القوات الأوكرانية في مناطق مختلفة، وذلك يأتي نتيجة للدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن روسيا تعتقد أنها بهذه الغارات يمكنها قطع الإمدادات عن كييف.

وأكد أن روسيا في الوقت الحالي هي في مأزق حقيقي.

 

وفي السياق، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستزود أوكرانيا قاذفات صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومترا لمواجهة الغزو الروسي على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الاثنين.

وقالت الوزارة في بيان إن أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (M270 MLRS) “ستزيد في شكل كبير قدرات القوات الأوكرانية”.

واتُخذ هذا القرار “بتنسيق وثيق” مع الولايات المتحدة التي أعلنت من جهتها الأسبوع الماضي أن حزمة المساعدات الجديدة التي سترسلها إلى أوكرانيا للتصدي للغزو الروسي تشمل خصوصا راجمات صواريخ طراز “هيمارس”.

وما انفك الأوكرانيون يطالبون منذ أسابيع بقاذفات صواريخ متعددة تسمح لهم بضرب المواقع الروسية. وحرصا منه على تجنب اعتبار الولايات المتحدة طرفا في الحرب، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن تسليم أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا يمكن أن تصل إلى روسيا، رغم الطلبات المتكررة من كييف للحصول على أسلحة كهذه.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد من أن موسكو ستستهدف مواقع جديدة إذا سلّم الغرب صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا.

ونقلت وكالات إخبارية روسية عن بوتين قوله إنه إذا تم تسليم صواريخ إلى أوكرانيا “فسنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا… لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن”، دون أن يحدد الأهداف التي يتحدث عنها.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس “إذا حافظ المجتمع الدولي على دعمه فإن أوكرانيا يمكنها الانتصار”.

وأضاف “استراتيجية روسيا تتغير، ودعمنا يجب أن يتغير أيضا”، مشددا على أن هذه الأسلحة الجديدة ستتيح للأوكرانيين “حماية أنفسهم في شكل أفضل من الاستخدام الوحشي للمدفعية البعيدة المدى التي استخدمتها قوات بوتين بشكل عشوائي لهدم المدن”.

وبلغ الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا حتى الآن أكثر من 750 مليون جنيه إسترليني (874 مليون يورو).