تسريبات شينجيانغ كشفت آلاف الصور لمعتقلين

ناقشت حلقة السبت من “ستديو الآن”، والتي قدمها وسيم عرابي، تداعيات تسريبات شينجيانغ، والتي كشفت ممارسات السلطات الصينية بحق أقلية الإيغور المسلمة.

وكانت قد شهدت الساحة الدولية، خلال الأيام الماضية، حالةُ جدلٍ واسعة، بسبب ما أوردته البيانات التي تم تسريبها إثر عملية اختراق لخوادم أجهزة الكمبيوتر التابعة لشرطة إقليم شينجيانغ الصيني.

وكشفت تسريبات شينجيانغ عن آلاف الصور لمعتقلين من أقلية الإيغور المسلمة، ومعلومات عن سياسات التعامل معهم، التي اشتملت على سياسة “قتل المحتجزين الذين يحاولون الهرب بالرصاص”.

وكشفت تسريبات شينجيانغ عن تفاصيل غير مسبوقة بشأن استخدام الصين للمعسكرات التي تطلق عليها اسم “معسكرات إعادة التأهيل”، والسجون الرسمية، كنظامين منفصلين، لكن مرتبطين للاحتجاز الجماعي للإيغور.

وتشمل تسريبات شينجيانغ خطابات سرية لكبار المسؤولين ورجال الشرطة، وتفاصيل اعتقال أكثر من 20 ألفاً من الإيغور، وأكثر من 5000 صورة للإيغور؛ تم التقاطها بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) 2018، تم اعتقال 2884 منهم على الأقل بواسطة الشرطة، في حين تم إدخال الآخرين لمعسكرات الاحتجاز، وتُظهر بعض صور معسكرات الاحتجاز حراساً مسلحين بالهراوات.

وتعود مجموعة البيانات التي يشار إليها باسم “ملفات شرطة شينجيانغ” أو تسريبات شينجيانغ، والتي نشرها اتحاد من وسائل الإعلام، إلى العام 2018 وتمّ نقلها من قبل المتسللين إلى الباحث في شؤون الإيغور أدريان زانز (Adrian Zenz)، الذي أجرت معه “أخبار الآن” لقاءً خاصاً  شرح فيه التورط المباشر لكبار المسؤولين الحكوميين، مثل الرئيس الصيني تشي جين بينغ وغيره من مسؤولي الحكومة المركزية، بعمليات الإعتقال الجماعية بحق أقلية الإيغور.

وقال زانز: “لدينا بيانات تسريب لتشاو كي تشي، وزير الأمن العام، يقول فيها إنّ بكين لديها خطة خمسية سرية التي تنفذ بموجبها حملة الإعتقالات الجماعية وطُلب من رئيس جمهورية الصين الحضور إلى المنطقة لتهدئة الأوضاع في شينجيانغ، وتلك الخطة بدأت في العام 2017، في السنة الأولى حين حصلت موجة الإعتقالات الجماعية، وفي السنة الثانية بدأت عملية الدمج، وكان من المفترض أن تنتهي بعد خمس سنوات”.

من ناحيتها علّقت مسؤولة ملف الصين في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، صوفي ريتشاردسن (Sophie Richardson)، في حديث خاص مع “أخبار الآن“، على زيارة المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت الصين، خصوصاً أن الأخيرة اختتمت الزيارة بدعوة إلى مراجعة مكافحة الإرهاب، مدافعةً بالتالي عن زيارتها المثيرة للجدل.

وقالت ريتشاردسن إنّ “ما يجب أن تفعله للمحافظة على مصداقيتها ومصداقية الأمم المتحدة، هو نشر التقرير الذي وضعه مكتبها حول تعدّيات الحكومة الصينية وجرائمها ضدّ أقلية الإيغور وسكان تلك المنطقة، وأن تشرح قيّدت السلطات الصينية حركتها، ونحن نعلم أنّهم قاموا بذلك، فهم لم يسمحوا لها برؤية إلّا ما يوافقون عليه”.

كما دعتها إلى “وضع جدول أعمال قوي للغاية لرصد تلك الإنتهاكات من قبل الحكومة الصينية والإبلاغ عنها، وأن تضع آلية معينة لتقديم تقارير بطريقة دورية، فتلك دولة من الأعضاء الخمسة الأساسية في الأمم المتحدة، وهي تقوم بجرائم فظيعة، وهي في ذلك المنصب وإذا ما فشلت بالتصرف بالطريقة المناسبة، فذلك يعني أنّ الحكومة الصينية ستظن أنّ بوسعها التنصل من تلك الجرائم حتى من خلال تلك المنظومة”.

وما إنْ انتشرت الوثائق والصور التي احتوتها ملفات شرطة شينجيانغ، حتى بدأ الإيغور المتواجدون في الخارج يبحثون عن صور ذويهم، وقد تبيّن وجود تطابقات متعدّدة في البيانات، ما يوفّر دليلاً ثابتاً على أنّ المعلومات تحتوي على أشخاص حقيقيين. أحد هؤلاء الناشط الإيغوري عبد الوالي أيوب (Abduweli Ayup)، الذي عثر على صورة شقيقه المعتقل في شينجيانغ منذ العام 2017، إركين أيوب، والذي حكم عليه 14 سنة.

وقال ايوب لـ”أخبار الآن“: “لقد نظرت إلى الصور من تسريبات شينجيانغ وقد وجدت معلّمتي في المدرسة الإبتدائية، واسمها طاجغول عبد الرسول. وجدت أنّها بلغت سنّاً متقدّمة وكانت في مخيم الإعتقال. لقد مكثت في مخيمات الإعتقال لذلك أعرف أنّ ذلك صعب للغاية خصوصاً بالنسبة إلى الكبار في السن، إذ يصعب عليهم ذلك كثيراً لأنّه يتعيّن عليهم أن يستيقظوا باكراً جدّاً، أي عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت بكين والساعة الرابعة بتوقيت الإيغور. بعد ساعة ونصف، يتعين على المرء الجلوس لمدة 14 ساعة تقريباً، لأنّه يتعين عليك أن تشاهد الفيديوهات الخاصة بالبروباغندا الصينية، والتي ترغمك على التنديد بدينك وثقافتك ولغتك وتاريخك، وإنّه لأمر محزن أن يضطر المرء إلى التنديد بأفراد عائلته”.