جدري القرود.. قلق بعد انتقاله من إنسان إلى آخر

  • 92 حالة مؤكدة حتى السبت الماضي

حالةٌ من الجدل بعد الإعلان عن تسجيل عشرات الحالات المُصابة بـ”جدري القرود“، في عدة دول حول العالم، خلال الأيام الماضية.

وناقشت حلقة، الاثنين، من “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، تداعيات انتشار الفيروس، ومدى خطورته على العالم، خاصة مع استمرار فيروس كورونا في الانتشار في دول حول العالم، مثل الصين، وكوريا الشمالية.

واستضاف ونوس في حلقة الاثنين من ستديو الآن، أخصائي علم الأوبئة الدكتور عبد الكريم قزيز، وكذلك الأخصائي والباحث في علم الفيروسات الدكتور يحيى مكي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع رصد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود، في الوقت الذي توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه حتى السبت، تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو لا يتوطن فيها الفيروس، مضيفة أنها ستقدم مزيدا من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية الحد من انتشار جدرى القرود.

وأضافت الوكالة أن “المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض”.

ويعد جدرى القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا.

وينتشر عن طريق الاتصا

جدري القرود.. هل يجب أن نقلق؟

من ناحيته قال قزيز، إنه حتى الآن لا يوجد تسجيل عدد حالات هائل من الإصابة بفيروس جدري القرود، مشيرا إلى ما دعا القلق في عدد من الدول هو انتقال الفيروس من إنسان إلى الآخر، خاصة وأنه كان في السابق ينتقل من حيوان إلى الإنسان.

وأضاف أخصائي علم الأوبئة، أنه لا داعي للقلق من هذا الفيروس، خاصة وأن انتشاره ليس بالأمر السهل، مقارنة بالفيروسات الأخرى، مثل الأنفلونزا، وكورونا، وغيرها.

وأكد أنه لا داعي للإغلاق الذي قد يشمل البلاد، ولكن فقط يمكن الاكتفاء بحجر الشخص المصاب.

وفي إطار الحديث عن رؤية منظمة الصحة العالمية، قال رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية ديفيد هيمان إن المنظمة تعمل على تقديم مزيد من التوجيهات للدول بشأن كيفية الحد من انتشار جدري القرود وسط مخاوف من احتمال زيادة عدد الإصابات خلال أشهر الصيف.

وأوضح هيمان أن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن هو أن التفشي الحالي ناجم عن الاتصال الجنسي.

ويعد جدرى القرود مرضًا معديًا عادة ما يكون خفيفا وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا.

من ناحيته قال الأخصائي والباحث في علم الفيروسات الدكتور يحيى مكي، في حواره مع سيف ونوس، في ستديو الآن، إنه يجب عزل كل المصابين بفيروس جدري القرود، وكذلك تشخيص كل من خالطهم.

وأكد مكي أنه يجب على الطاقم الطبي، حماية أنفسهم في التعامل مع المصابين بهذا الفيروس.

 

ويقول علماء إن تفشي المرض في 11 دولة لا يتوطن فيها أمر غير معتاد، وتم تسجيل أكثر من 100 إصابة مؤكدة أو مشتبه بها ومعظمها في أوروبا.

وقال هيمان إن الاختلاط المباشر هو الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس لأن الطفح الجلدي المصاحب عادة للمرض معد للغاية.

وعلى سبيل المثال يكون الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضين للخطر وكذلك العاملون الصحيون وهذا هو السبب في أن بعض الدول بدأت في تطعيم الفرق التي تعالج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري.

وتم اكتشاف كثير من الإصابات الحالية في عيادات الصحة الجنسية.

من ناحيتها، فرضت السلطات الصحية في بلجيكا حجراً صحياً على أي شخص يثبت إصابته بمرض جدري القرود. وهي تعد أول دولة تأخذ هذه الخطوة.

وذكرت صحيفة “لا ليبر” البلجيكية أن السلطات في بروكسل أقرت خضوع المريض في عزل لمدة 21 يومًا ومع ذلك ، تشير السلطات إلى أن المخالطين ذوي الخطورة العالية لا ينبغي أن يعزلوا أنفسهم ، بل ينصحوا هؤلاء الأشخاص بالبقاء يقظين ، لا سيما فيما يتعلق بالأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.

حيث تؤكد 14 دولة الآن تفشي المرض ويحذر الأطباء من “ارتفاع كبير” في حالات الإصابة بالمملكة المتحدة.

وقالت السلطات الصحية في بلجيكا إن أولئك الذين أصيبوا بالفيروس سيضطرون الآن إلى عزل أنفسهم لمدة ثلاثة أسابيع ، بعد تسجيل ثلاث حالات في البلاد.