المرصد ٢٣٤: هل ينجح عطون في الدفاع عن أمير هيئة تحرير الشام؟

نهاد الجريري

هل ينجح عطون في الدفاع عن أمير هيئة تحرير الشام؟  ”علية القوم“ في إدلب يطالبون بعزل الجولاني، والقاعدة تعزي بشقيق الظواهري مع صمت مطبق حول مصير زعيم القاعدة، ودراسة تحذر من ”زحف“ داعش في إفريقيا. التفاصيل في الحلقة 234 من بودكاست المرصد.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)
المرصد ٢٣٤: هل ينجح عطون في الدفاع عن أمير هيئة تحرير الشام؟
”علية القوم“ في إدلب يطالبون بعزل الجولاني

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٦ فبراير إلى ٣ مارس ٢٠٢٤.

عناوين هذه الحلقة:

هل ينجح عطون في الدفاع عن أمير هيئة تحرير الشام؟  ”علية القوم“ في إدلب يطالبون بعزل الجولاني
القاعدة تعزي بشقيق الظواهري مع صمت مطبق حول مصير زعيم القاعدة
دراسة تحذر من ”زحف“ داعش في إفريقيا

ضيف الحلقة:

الدكتور محمد بوشيخي، الباحث المغربي المتخصص في القضايا الجيوسياسية والحقل الديني. دراساته وأبحاثه منشورة في مركز المستقبل، ومركز دراسات الوحدة العربية ومؤسسة مؤمنون بلا حدود ومركز تريندز، والمركز الديمقراطي العربي، ومواقع متخصصة مثل حفريات؟ 

نص الحلقة :

غزة: الأسبوع ٢١ 

أهلاً بكم في أخبار الآن. في غزة، ”تقول سيّدةٌ …. دَلَلْتُ اُبني على قبري، فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني. (محمود درويش). في عالم الجهادية، هل تعود المعارضة السورية سيرتها الأولى حتى بتفاصيلها الصح والخطأ؟ إلى التفاصيل.

 

”فاتكم القطار“

هل بدأت هيئة تحرير الشام تستشعر الخطر على خلفية قضية العمالة وما فرخته من تعذيب واتهامات جزافية وإفراجات غير منطقية؟ ربما، والدليل ليس فقط التظاهرات الأخيرة الواسعة وإنما في تصدر معارضين من كبار المنشقين الدعوات لعزل قيادة الهيئة.  

في ٢٨ فبراير، نشر عبدالرحيم عطون، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء التابع للهيئة، رداً على ”رسالة“ وجهها أبو مالك التلي القيادي السابق في الهيئة في تاريخ ٢٦ فبراير يدعو فيها زعيم الهيئة أبا محمد الجولاني إلى ”التنازل“ عن القيادة.

التلي كان من أهم قيادات جبهة النصرة/هيئة تحرير الشام حتى انحيازه عنهم في صيف ٢٠٢٠ عندما أسس لواء المقاتلين الأنصار كجزء من غرفة عمليات ”فاثبتوا“ التي لم تُعمّر طويلاً.

الرد بالكيفية التي نُشر بها يُذكر برد عطون على زعيم القاعدة أيمن الظواهري سواء عند فك الارتباط أو عند الاقتتال مع حراس الدين. وعليه، أن يتصدر عطون الرد على التلي يشي بأن الهيئة استشعرت أهمية في موقف التلي.  

بعبارات لطيفة واحترام شديد حاول عطون تفنيد موقف التلي بدءاً من استنكار العلنية في ”النصح“ الذي قال التلي إنه جاء به، وليس انتهاءً بالتشكيك في نية الرجل الذي لم يقرر الحديث في القضية إلا أخيراً. 

يكرر عطون موقف الهيئة من القضية أو ما سمّاه ”الخلل؛“ وهو أن الخلل عظيم ولكنه ليس شاملاً ولا ينسحب على كل مفاصل الهيئة. وبالتالي ليس ثمة مسوغات شرعية أو قانونية تستعدي ”تغيير“ قيادة الهيئة.  بل، بحسب عطون، يُحسب للهيئة أنها ”رفعت الظلم“ بمجرد أن تنبهت إلى ذلك الخلل. 

في محاولة لاستمالة التلي في غير موقع، يدعو عطون إلى ”الانضواء تحت راية الجماعة“ بقيادتها الحالية، ذلك أن الهيئة، بحسبه أصبحت ”مشروعاً“ مؤسَساتياً آخذاً في التطور. 

وهكذا، يكمن الحل، بحسب عطون في ”(اتخاذ) مجموعة من الإجراءات تضمن عدم الوقوع في هذا الخطأ والخلل مرة أخرى.“

لكن في ١ مارس، جدد التلي الدعوة إلى تغيير قيادة الهيئة وذلك من خلال ”تنحي الجولاني فوراً مع بعض الأشخاص غير المرغوب فيهم.“

تصدر تفنيد رد عطون رجل عارف بمداخل الهيئة هو أبو العلاء الشامي وكان مسؤولاً أمنياً في الهيئة قبل أن يتركهم في ٢٠١٦. 

في حسابه ”وحي وخواطر،“ يعتبر أن عطون كمن يدعو إلى تناسي خلافات ”عائلية أو بين جيران.“ ويقول ”وإن طلبت اليوم نسيان جرائم الجولاني والموبقات التي ارتكبها فهل ستطلب غداً نسيان جرائم الأسد وشبيحته وذريته الشيطانية؟!.“

وهكذا يفند أبو العلاء مبررات عطون بأن القيادة لم تكن تعلم ”بالخلل“ الحاصل، أي التعذيب، باستذكار شواهد على أن الجولاني وبطانته كانوا يعلمون بل ويوجّهون بانتهاج التعذيب. 

 

تظاهرات ضد الجولاني

قيادة الهيئة تعهدت باتخاذ إجراءات من باب ”الإصلاح“ في الجهاز الأمني؛ بدءاً ”بتبييض“ السجون واحتمال الإعلان عن عفو عام قريب، كما قال عطّون. 

لكن لا يبدو أن شيئاً سيخفف من وطأة تداعيات قضية العمالة خاصة مع انطلاق تظاهرات حاشدة ضد الهيئة في إدلب ومحيطها وُصفت ”بالثورة الثانية“ و#ثورة_آذار_الجديدة. 

ومع هذا التوتر، هل سيغامر الجولاني في إطلاق سراح أبي ماريا القحطاني؟ هل فعلاً فات الهيئة ”القطار“ كما قال أحد المعارضين؟ 

الباحث عباس شريفة وصف ما يحدث بأنه ”نقطة تحول مفصلية“ في ”نموذج“ هيئة تحرير الشام. يقول: ” سقط النموذج الذي كانت تتباهى على غيرها كنموذج متميز عن الشمال بالضبط الأمني، و القيادة المركزية. ليتبين أن العمل الأمني هو مجرد مسالخ بشرية  تديره عصابة مفياوية. والقيادة المركزية مجرد هالة إعلامية لا حقيقة لها قد سقطت هيبتها وانعدمت الثقة بها أمام أول اختبار لها في هذه الأزمة الداخلية.“

حساب شام الكرامة وشامة الشام كتب عن ”بديل“ الهيئة. قال: ”فكرة عدم وجود بديل للجولاني أو للأسد أصبحت مثار شك وسخرية حتى من قبل الجمهور المؤيد لهذا او ذاك … فأين هو الجولاني وأين أصبح حال الشعب؟ حتى الطبقات المؤيدة له تعاني كما يعاني منه معارضوه.“ 

أما أحمد زيدان، عراب الهيئة الذي ما انفك يتغنى ”بنموذج“ إدلب من شوارعها إلى سوق خضارها، حذر مِن ”مَن يريد استغلال ما جرى ويجرى من أجل أجنداته، وأزماته النفسية للإطاحة بمكتسبات المحرر.“ 

لكن، التعليق الذي لفت أكثر جاء من حساب أو اثنين يدعوان تنظيم حراس الدين إلى النهوض مجدداً. حراس الدين هم فرع القاعدة في الشام. في هذه الدعوة نقرأ: ”لم يبقى في الساحة غيركم لم يتحرك … تحركوا لأجل دماء إخوانكم يا قادة الحراس.“ وهنا نسأل: ألم تعاني الثورة الأولى من دخول القاعدة ثم داعش على الخط؟ هل تتكرر ”الثورة“ بذات الأخطاء؟ 

 

تعزية الظواهري الأخ

في تاريخ ٢٨ فبراير، أصدر تنظيم القاعدة في اليمن ”بيان تعزية“ في محمد الظواهري، الشقيق الأصغر لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. الظواهري الشقيق توفي في القاهرة في ١٣ فبراير. 

البيان، في ثلاث صفحات، وصف الحدث بأنه ”مصاب جلل، وخطب عظيم؛“ ووصف المتوفى بأنه ”رجل من رجالات (الأمة)، وقامة من قاماتها.“ لكن البيان لم يأتِ على ذكر الظواهري الأكبر، زعيم القاعدة؛ حتى إنه سرد سيرة الشقيق وذكر أشهر أقربائه من عائلتيه لأمه وأبيه؛ إلا أنه لم يقدم تعزية - على أقل تقدير - إلى زعيمهم وشقيقه الأكبر وربما الأشهر بين آل الظواهري. 

حتى الآن، يمتنع إعلام القاعدة عن حسم مصير الظواهري حياً كان أم ميتاً بعد أن أعلنت أمريكا أنها قتلته في العاصمة الأفغانية كابول في اليوم الأخير من يوليو ٢٠٢٢. 

 

داعش "يزحف" على إفريقيا

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة تحذر من التراخي في مكافحة الإرهاب في إفريقيا بما يسمح لداعش تحديداً ”بإحراز تقدم“ في القارة. 

الدراسة للباحث هارون زيلين تركز على جانبين: تجنيد المقاتلين الأجانب، والاستحواذ على موارد ترفد خزينة فروع داعش المحلية. 

في الجانب الأول تحذر الدراسة من أن خلايا التنظيم في المغرب وإسبانيا كانت تعمل على تجنيد مقاتلين للسفر إلى إفريقيا - مالي والصومال تحديداً. بالرغم من تفكيك تلك الخلايا إلا أن هذا لا يعني أن مقاتلين لم يذهبوا إلى تلك المناطق بدليل القبض على مغاربة ضمن فرع داعش الصومال. 

بحسب الدراسة، عمليات التجنيد هذه قد يمتد خطرها إلى الغرب. وعليه توصي الدراسة بالاستعداد لهذا السيناريو ”خاصةً بعد أن نقل تنظيم … (داعش) جزءاً كبيراً من جهود التخطيط لعملياته الخارجية من سوريا إلى (خراسان).“  

في الجانب الآخر، تحذر الدراسة من انسحاب القوات الحكومية والتحالف الإفريقي من موزمبيق بعد أن حققت نجاحاً في مكافحة الإرهاب في كابو ديلغادو وهو المقرر في يوليو المقبل. تلحظ الدراسة أن داعش عاود نشاطه في الأسابيع الأخيرة وقد يكثف هجماته مع استمرار مشاريع استخراج الغاز الطبيعي في المنطقة.

في المطلق، تلفت الدراسة إلى أن جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا تواجه تحدياً ليس فقط من طبيعة التنظيمات الإرهابية وإنما من ”هيمنة روسيا“ على بعض الدول بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والانقلابات في مالي وبوركينافاسو والنيجر. 

 

داعش "ينكمش" في تركيا

تواصل تركيا شن حملات اعتقال في صفوف خلايا داعش. في الأسبوع الأخير من فبراير، أُلقي القبض على أكثر من ستين شخصاً في مدن تركية مختلفة؛ جلّهم كان في أنقرة وإسطنبول. بحسب ما نُقل عن أجهزة مكافحة الإرهاب، معظم المعتقلين كانوا أجانب؛ وتورطوا في نشاطات متنوعة من التجنيد إلى التيسير المالي. وقيل في ذلك إن عناصر داعش انتهجوا استراتيجية استهدفت العائلات الفقيرة من أجل تسهيل نشاطاتهم. 

 

إيران وحلم البحر الأحمر

لماذا أرادت إيران إقامة قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر من جهة السودان؟ 

بحسب وول ستريت جورنال، ضغط الإيرانيون على السودان لتمرير هذا المشروع مقابل تزويد الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في القتال ضد قوات الدعم السريع. الخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني. لكن، لو حصل وأقامت إيران قاعدة بحرية على الأحمر لاستحكمت بواحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم. من هنا يظهر النفع الإيراني من هجمات الحوثيين على السفن التجارية هناك. 

 


قائمة الحلقات