تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” يكشف معلومات جديدة عن أنفاق حماس تحت غزة

أحدها يتسع بما يكفي لقيادة السيارة وآخر يمتد على منطقة بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريبًا، وغيره يبلغ عمقه حوالي سبعة طوابق.. هذه المعلومات وغيرها من التفاصيل كشفها الجيش الإسرائيلي حديثاً عن الأنفاق التي بنتها حماس تحت قطاع غزة.

في ديسمبر المنصرم، تم تقييم شبكة أنفاق حماس بحوالي 250 ميلاً، أما اليوم فيقدّر كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين أن الشبكة تتراوح حاليًا بين 350 و450 ميلًا – وهي أرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلًا فقط. كما قام اثنان من المسؤولين بتقييم وجود ما يقرب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق، بحسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ويبدو أن نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حماس تذهل المسؤولين والجنود الإسرائيليين الذين تواجدوا في الأنفاق منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي بالإضافة إلى المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين ذوي الخبرة في المنطقة. كل ذلك فيما تبرز الاعتقادات بأن هناك أنفاقًا أكثر بكثير تحت غزة.

أنفاق "مريحة" للقادة وأخرى "متقشفة" لباقي العناصر.. معلومات وأرقام جديدة عن دهاليز حماس تحت غزة

وبحسب “نيويورك تايمز“، لا يمكن التحقق من الأرقام بشكل مستقل، خصوصاً مع تقديرات متباينة من قبل المسؤولين الإسرائيليين للنطاق المتزايد لشبكة الأنفاق، بناء على معلومات استخباراتية مختلفة.

وتعليقاً عن هذا الموضوع، قال آرون جرينستون، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية: “لقد استخدمت حماس الوقت والموارد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية لتحويل غزة إلى قلعة”.

وبالتالي تعتبر الأنفاق بمثابة كابوس تحت الأرض وجوهر قدرة حماس على البقاء، أي أن كل هدف استراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط حالياً بمحو الأنفاق والتخلص منها، وفقاً لما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية.

مخابئ “5 نجوم” وأخرى عادية.. أنفاق حماس تختلف بحسب “المقامات”

في خبر لافت، كشف الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نوعين من الأنفاق: أنفاق يستخدمها القادة وأخرى يستخدمها العناصر الآخرون.

وبدت، بحسب “نيويورك تايمز”، أنفاق القادة أعمق وتتمتع بمواصفات راحة، مما يسمح بإقامات أطول ويختلف هذا النوع من الأنفاق بشكلها أيضاً إذ تم الاعتماد على بلاط السيراميك في عملية البناء. أما الأنفاق الأخرى فهي أكثر تقشفًا وغالبًا ما تكون أقل عمقًا.

أنفاق "مريحة" للقادة وأخرى "متقشفة" لباقي العناصر.. معلومات وأرقام جديدة عن دهاليز حماس تحت غزة

ويذكر مسؤول إسرائيلي أن الجيش ربما أمضى عامًا حتى نجح في تحديد موقع نفق واحد، لكن الحملة البرية التي أطلقتها إسرائيل على قطاع غزة إثر هجوم السابع من أكتوبر قدمت كنزًا من المعلومات حول شبكة الأنفاق العائدة لحماس.

تدمير الأنفاق

تحدث جندي إسرائيلي لـ”نيويورك تايمز” عن أنه أشرف على تدمير حوالي 50 نفقًا في بيت حانون وهي مدينة تقع شمال غزة، لافتاً إلى أن جميعها كان مفخخاً.

وأوضح الجندي، وهو ضابط في المهندسين القتاليين، أن وحدته عثرت على قنابل مخبأة في الجدران وعبوة ناسفة ضخمة تم تركيبها للتفجير عن بعد.

وقال الجندي، الذي كان من جنود الاحتياط وتم تسريحه منذ ذلك الحين، إن العبوة صنعت في مصنع وكان عليها رقم تسلسلي. وأضاف أنه لو انفجرت لكانت القنبلة قد قتلت أي شخص داخل النفق وخارجه مباشرة.

وتعمد قيادات الجيش الإسرائيلي على نشر فيديوهات، على مواقع التواصل الاجتماعي، لما تقول إنه اكتشاف لعدد من الأنفاق الجديدة التي تستخدم لنقل السلاح وغيره، فضلاً عن إعلانه أنه دمّر أحد مخابئ زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار.