جيفري إبستين.. اسم أثار الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية

في الرابع من كانون الثاني/يناير، بدأت قاضية في نيويورك الكشف عن أسماء أشخاص على صلة بقضية شبكة الملياردير جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسيّة.

في هذا السياق، بدأت مقاطع فيديو بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، يدّعي ناشروها أنها لضحايا إبستين، من بينها مقطع يصوّر طفلين يسردان كيف أجبرا على القيام بأعمال مروّعة على الجزيرة. إلا أنّ قصّة هذا الفيديو مختلفة تماماً ولا علاقة لها بقضيّة إبستين.

يصوّر الفيديو طفلين وهما يجيبان عن أسئلة يطرحها عليهما من يبدو أنّهما رجل وامرأة، فيتحدثان عن أمور غريبة مثل “التضحية بأطفال وقتلهم وأكلهم وشرب دمائهم…والرقص على جماجمهم…”. ويفصّل الطفلان أيضاً كيف أنهما ذبحا طفلاً.

فيديو لطفلين ناجيين من شبكة جيفري إبستين.. ما حقيقته؟

وكتب ناشرو الفيديو في تعليقاتهم “طفلان ناجيان من جزيرة إبستين يرويان عن الطقوس الشيطانيّة التي تعلّماها في الجزيرة”.

قضية جيفري إبستين

يأتي انتشار هذا المقطع حاصداً آلاف التفاعلات بالتزامن مع بدء قاضية في نيويورك الكشف في الرابع من كانون الثاني/يناير عن أسماء أشخاص على صلة بقضية شبكة الملياردير جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، بينهم نساء يُعتقد أنهن من ضحاياه، وآخرون يُشتبه في أنهم تواطأوا معه.

وكان الكشف عن هذه اللائحة منتظرا منذ أن أمرت به القاضية في المحكمة الفدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 كانون الأول/ديسمبر، وهي وثيقة كان لها أثر قنبلة موقوتة في العاصمة المالية الأميركية حين نشرها القضاء في 19 كانون الأول/ديسمبر.

وكان إبستين رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها، واتّهم بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه في نيويورك في 10 آب/أغسطس 2019 مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه.

قصّة قديمة معقّدة

إلا أنّ الطفلين الظاهرين في الفيديو لا علاقة لهما بقضيّة إبستين.

فالتفتيش الأولي عن الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة يُرشد إليه منشوراً عام 2015 على أنّه لأطفال يكشفون عن شبكة اعتداءات جنسيّة تطال الأطفال في المملكة المتحدة.

لكنّ التعمّق بالبحث يُرشد إلى مقالات منشورة في مواقع إخباريّة بريطانيّة (1، 2) تتناول قضيّة طفلين أجبرهما صديق والدتهما على تلفيق تهم ضدّ زوجها السابق واتهامه بالاعتداء جنسياً على أطفال وقتلهم.

وعلى الرغم من تحقيق الشرطة ونشر تفاصيل القصّة وحذف الشرطة للمقاطع التي يظهر فيها الطفلان على الإنترنت في ذلك الوقت إلا أنهما تعرّضا ووالدهما الذي اتّهم زوراً مراراً وتكراراً للتنمّر إذ حفظ الناس ما صدر عنهما ولم يُتابعا حقيقة قصّتهما.