إسرائيل لاتمانع بهدنة أخرى في غزة

قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ اليوم الثلاثاء (19 ديسمبر/ كانون الأول) إن إسرائيل مستعدة للدخول في هدنة أخرى بوساطة أجنبية في غزة من أجل استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وتمكين وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبحسب مكتبه، قال هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه شرفيا إلى حد كبير، أمام حشد من السفراء “إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى والمزيد من المساعدات الإنسانية من أجل تمكين إطلاق سراح الرهائن”.

وأضاف “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق (زعيم حماس يحيى) السنوار وقيادات حماس (الآخرين)”.

نداء بريطاني

من جهته حض وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون الثلاثاء إسرائيل على اتباع “نهج أكثر استهدافا” في حربها ضد حماس. وتصنف حماس ، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، كمنظمة إرهابية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى.

وقال كامرون في روما بعد اجتماعه مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني لصحافيين “ما نطلبه من إسرائيل هو الإقرار بأن عليها الحد من الخسائر بين المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي في كل الأوقات والمضي قدما في حملتها ضد حماس مع أخذ هذين الأمرين في الاعتبار”.

وأشار كامرون إلى أنه، بحسب الإسرائيليين، كان هناك عدد أقل من الضحايا المدنيين في جنوب غزة مقارنة بشمال القطاع.

وأضاف “أود أن أحضهم على المضي أبعد من ذلك”.

وكان كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك كتبا في مقال مشترك نشرته صحيفة “صنداي تايمز” الأحد أن “عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا” في هذه الحرب، وحضّا إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع ولكن “مستدام” أيضا.

وردا على سؤال عن معنى وقف دائم لإطلاق النار، قال كامرون الثلاثاء إن وقف القتال “لن يكون مستداما إذا كانت حماس تسيطر حتى على جزء واحد من غزة”.

وتابع أن وقف إطلاق النار وحل الدولتين “لا يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب”.

وأوضح “لا يمكن أن تتوقعوا من الإسرائيليين أن يقبلوا حل الدولتين مع سيطرة حماس على جزء واحد مما سيصبح فلسطين”. وأشار إلى أن “حلا دائما يعني ألا تشكل حماس بعد اليوم تهديدا لإسرائيل وألا تكون قادرة على القيام بما فعلته في 7 تشرين الأول/ أكتوبر”.

إسرائيل تعلن استعدادها القبول بهدنة جديدة في غزة

فشل أخلاقي

بدورها أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش اليوم الثلاثاء أن الصراع في غزة يمثل “فشلا أخلاقيا” للمجتمع الدولي، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديدلوقف القتال.

وأضافت سبولياريتش للصحفيين في جنيف بعد زيارات إلى غزة وإسرائيل “لقد تحدثت عن الفشل الأخلاقي لأن كل يوم يستمر فيه هذا الأمر هو يوم آخر لم يثبت فيه المجتمع الدولي قدرته على إنهاء هذه المستويات المرتفعة من المعاناة، وسيكون لذلك تأثير على الأجيال ليس فقط في غزة”.

وذكرت “لا يوجد شيء دون اتفاق بين الجانبين، لذلك نحثهم على مواصلة التفاوض”، في إشارة إلى إطلاق سراح رهائن إسرائيليين احتجزهم مسلحو حماس خلال هجومهم المباغت على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وقالت “إن عمليات الإطلاق في حد ذاتها معقدة جدا وحساسة للغاية”.

وتم التوصل إلى هدنة توسطت فيها قطر ومصر لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، أسفرت عن إطلاق سراح 110 رهائن في غزة مقابل 240 من النساء والفتيان والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

واستؤنف القتال العنيف في أول ديسمبر/ كانون الأول، وأعلنت السلطات الإسرائيلية وفاة بعض الرهائن المتبقين.