ما بين مكان بريغوجين وأسلحة روسيا النووية.. لوكاشينكو يواصل تصريحاته الجدلية

أثار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الجدل مرة أخرى بتصريحات أدلى بها أمام مجموعة من الصحفيين في قصر الاستقلال بالعاصمة البيلاروسية مينسك.

وفي حوار صحفي استمر 4 ساعات، رد فيه لوكاشينكو على العديد من الأسئلة الخاصة بتمرد فاغنر ومكان تواجد زعيمها يفغيني بريغوجين بعد الصفقة التي عُقدت مع الكرملين على انتقاله للعيش في مينسك.

كما تحدث أيضا ألكسندر لو كاشينكو على السلاح النووي الروسي المنتشر في بلاده، وهو ما أثار الجدل بشكل واسع، لاسيما وأنه ألمح إلى إمكانية استخدامه على الرغم أن هذه الأسلحة مملوكة لروسيا.

بعد تصريح "النووي للجميع".. لوكاشينكو يثير الجدل من جديد

قال لوكاشينكو إنه “إذا وجب علي أن أتخذ قراراً باستخدامها، فإنني لن أتردد في ذلك”.

ورد ستيف روزنبيرغ محرّر الشؤون الروسية في بي بي سي، معلقاً على كلام الرئيس البيلاروسي: “لكن هذه ليست أسلحتكم التي نتحدث عنها، إنها ملك لروسيا ولا يعود القرار لك لتتخذه”.

أجابه لوكاشينكو: “في أوكرانيا يقاتل جيش كامل بأسلحة أجنبية، أليس كذلك، أسلحة الناتو، لأن ذخيرة كييف نفذت، فلماذا لا يمكنني القتال بأسلحة شخص آخر؟”.

وأوضح الصحفي في تعقيب على كلامه: “نحن نتحدث عن أسلحة نووية، وليس مسدسات”، في حين قال الزعيم البيلاروسي: “نووية، نعم. إنها أسلحة أيضاً. أسلحة نووية تكتيكية”.

ولم تكن تلك المرة التي تحدث فيها الرئيس البيلاروسي عن الأسلحة النووية الروسية، حيث قال منذ فترة، إنه إذا أراد أي بلد آخر الانضمام إلى اتحاد روسيا وبيلاروسيا، فإنه “ستكون هناك أسلحة نووية للجميع”.

بعد تصريح "النووي للجميع".. لوكاشينكو يثير الجدل من جديد

أما عن مصير مرتزقة فاغنر، فقد أوضح الرئيس البيلاروسي قائلا: “اعتباراً من هذا الصباح، لا يزال مقاتلو فاغنر الجادين جداً، في المعسكرات التي انسحبوا إليها بعد معركة باخموت”.

وأضاف: “بالنسبة إلى يفغيني بريغوجين، فهو في سان بطرسبرغ، أو ربما سافر إلى موسكو، أو  في مكان آخر لكنه ليس في بيلاروسيا”.

وعند سؤاله عما إذا كانت الصفقة مع الكرملين توقفت؟، فقد نفى الزعيم البيلاروسي الأمر، ولفتت الشبكة إلى أن هناك محادثات تجري خلف الكواليس لم يتم إخبارهم بها.

وكشفت بي بي سي أنه عندما تم تداول قضية التمرد، لم تكن موسكو ومينسك متطابقتين تماماً في الرواية، مشيرة إلى أن التلفزيون الروسي الرسمي أعلن نهاية الأسبوع الماضي أن الرئيس فلاديمير بوتين خرج من هذه الأحداث الدرامية بطلاً.

إلا أن لوكاشينكو أوضح للصحفيين “أعتقد أنه لم يخرج أحد من هذا الموقف بطلاً”، مضيفاً “لا بريغوجين، ولا بوتين، ولا لوكاشينكو، لم يكن هناك أبطال، والدرس المستفاد من هذا؟ إذا أنشأنا جماعات مسلحة مثل هذه، فنحن بحاجة إلى مراقبتها وإيلاء اهتمام جاد بشأنها”.

بعد تصريح "النووي للجميع".. لوكاشينكو يثير الجدل من جديد

شخصية جدلية

وذكرت الشبكة أنه استناداً إلى تعليقات ألكسندر لوكاشينكو النووية، فقد يستنتج أنه شخصية مثيرة للجدل، إذ لا تعترف به الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كرئيس شرعي لبيلاروسيا.

ففي عام 2020، نزل البيلاروسيون إلى الشوارع لاتهامه بسرقة الانتخابات الرئاسية في البلاد، وتم قمع الاحتجاجات بوحشية.

وأثار الصحفيون قضية سجن الناشطة المعارضة ماريا كوليسنيكوفا، سائلين الرئيس: “لماذا يُمنع أقاربها والمحامون من رؤيتها في السجن منذ أشهر؟”، إلا أنه زعم قائلاً: “لا أعلم شيئاً عن هذا”.

كما قال أحد الصحفيين: “آخر مرة أجريت فيها مقابلة معك كانت في  خريف عام 2021، كان هناك 873 سجيناً سياسياً في بيلاروسيا، ويوجد الآن 1500 فقط”، ورد الزعيم لوكاشينكو قائلاً: “ليس هناك مادة في قانوننا الجنائي تتعلق بالجرائم السياسية”.

وحول غياب مادة تتعلق بالجرائم السياسية، يصر الرئيس البيلاروسي على أن “السجناء لا يمكن أن يكونوا سجناء سياسيين، إن لم تكن هناك مادة. كيف لهم أن يكونوا؟”.