هل كان لوكاشينكو في قلب المفاوضات فعلاً بين بوتين وبريغوجين؟

يعد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، مهندس الاتفاق بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومؤسس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الذي أفضى بوقف زحف المجموعة العسكرية نحو العاصمة موسكو، بعد أحداث تمرد.

وجاءت هذه الوساطة لتطرح تساؤلات عن دوره الحقيقي في الصراع الداخلي الروسي، ومدى تأثيره في الحرب التي يخوضها حليفه، بوتين في أوكرانيا.

وتم الإعلان، عن مغادرة بريغوجين إلى بيلاروسيا، ووقف الدعوى الجنائية المرفوعة ضده في موسكو، وعدم ملاحقة عناصر المجموعة الذين شاركوا في التمرد المسلح.

وشكر الرئيس الروسي نظيره البيلاروسي على جهوده، وفق بيان للرئاسة البلاروسية أورد أن لوكاشينكو “أبلغ رئيس روسيا بالتفصيل عن نتائج المفاوضات مع قيادة مجموعة فاغنر”.

تساؤلات عن حقيقة دور لوكاشينكو في إدارة مفاوضات بوتين وبريغوجين

وقال لوكاشينكو إنه قضى معظم يوم السبت، في التفاوض مع زعيم المجموعة، لكن محللين يتابعون العلاقات الروسية البيلاروسية قالوا لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنهم لا يرجحون أن يكون لوكاشينكو في قلب المفاوضات بشأن الصفقة.

جاء في تقرير سابق للإذاعة الأمريكية العامة “إن بي آر” أن لوكاشينكو ساعد بوتين ليرد له الخدمة السابقة، إذ أنه بمساعدة بوتين، سحق لوكاشينكو الحركة الاحتجاجية التاريخية وسجن أو نفى جميع شخصيات المعارضة الرئيسية.

وعندما أرسل بوتين قوات إلى أوكرانيا، في فبراير 2022، أبدى لوكاشينكو دعمه الثابت له، فيما توترت علاقته بأوروبا والغرب عمومًا.

وفي بداية عام 2022، أرسلت روسيا 30 ألف جندي، ومعدات عسكرية تشمل الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ إلى بيلاروسيا، وذلك ظاهريًا لإجراء مناورات عسكرية مشتركة، لأنه اتضح أنها كانت غطاء لغزو أوكرانيا.

وتشير “أسوشيتد برس” إلى أنه خلال الحرب الباردة، استضافت بيلاروسيا حوالي ثلثي ترسانة موسكو من الصواريخ متوسطة المدى ذات الرؤوس النووية، ولايزال من الممكن استخدام العشرات من مواقع التخزين هذه التي تعود إلى الحقبة السوفيتية لتخزين الأسلحة المرسلة حديثا.

تساؤلات عن حقيقة دور لوكاشينكو في إدارة مفاوضات بوتين وبريغوجين

وقال المحلل العسكري البيلاروسي، أليكساندر أليسين، للوكالة: “كانت بيلاروسيا حصناً نووياً سوفييتياً، والآن قرر بوتين ولوكاشينكو ليس فقط ترميمها ولكن تقويتها”.

وأوضح أنه “من بيلاروسيا، يمكن للصواريخ الروسية ذات الرؤوس النووية أن تصل إلى أوكرانيا وأراضي بولندا بأكملها، ودول البلطيق وجزء من ألمانيا، وهذه” الشرفة النووية البيلاروسية “ستثير أعصاب السياسيين الغربيين لفترة طويلة مقبلة”.

وقالت زعيمة المعارضة، سفياتلانا تسيخانوسكايا، لوكالة “أسوشيتد برس” إن استضافة أسلحة نووية روسية ستحول الشعب البيلاروسي إلى رهائن.

هذا وأعلن الكرملين أن يفغيني بريغوجين، رئيس قوات فاغنر، سيغادر إلى بيلاروسيا، على أن يتم إسقاط دعوى جنائية مقامة ضده.

وقال ديمتري بسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين، إن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في “التمرد المسلح” لن تتم مقاضاتهم، مضيفاً “لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة”.

ونوه بسكوف إلى أن “المقاتلين الذين لم يشاركوا في التمرد سيُسمح لهم بالانضمام رسميا إلى الجيش الروسي”.

ونفى المتحدث باسم الكرملين أن “يؤثر تمرّد فاغنر المجهَض على خطط روسيا في أوكرانيا”.