تهديد بالزحف إلى موسكو ثم الانسحاب إلى بيلاروسيا.. تمرد الـ24 ساعة في روسيا

في الـ23 من حزيران أعلن زعيم مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين تمرده على الجيش الروسي والقيادات العسكرية.

وقال قائد المرتزقة الروسي، الجمعة 23 حزيران، إن مبررات الكرملين لغزو أوكرانيا تستند إلى أكاذيب، اختلقها خصمه الدائم أعلى ضباط الجيش الروسي.

واتهم علنًا وزير الدفاع سيرغي شويغو والجنرال الروسي فاليري جيراسيموف بعدم الكفاءة.

لكنه رفض ولأول مرة المبررات الأساسية لروسيا لغزو أوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي، فيما وصفته بـ “عملية عسكرية خاصة”، في مقطع فيديو نشره على Telegram من خلال خدمته الصحفية.

وقال بريغوجين “لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله”، واصفا الرواية الرسمية بأنها “قصة جميلة”.

وأضاف بريغوجين في فيديو نشره على تلغرام “كانت هناك أسباب للحرب… حتى يترقى شويجو إلى رتبة مارشال… ولكي يحصل على قلادة بطل (روسيا) ثانية. لم تُشن الحرب لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها”.

وتوعد بريغوجين، بالانتقام بعد ما قال إن الجيش الروسي شن قصفًا على قواته، في تصريحات أعقبت تأكيده أن حرب موسكو في أوكرانيا مبنية على أكاذيب.

وطالب بوقف القيادة العسكرية الروسية، قبل أن يدعو الجيش الروسي لعدم التصدي لقواته. ولاحقا نفى الجيش الروسي قصف معسكرات فاغنر.

وجاء التصريح الصوتي بعد ساعات على نشر بريغوجين شريط فيديو قال فيه إن المبررات التي استند إليها الكرملين لغزو أوكرانيا مبنية على أكاذيب لفقها خصومه الأزليون في قيادة الجيش.

ودأب بريغوجين منذ أشهر على اتهام سيرجي شويغو وزير الدفاع وفاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة بعدم الكفاءة في منصبيهما.

وبعد هذه التصريحات، تم تشديد الإجراءات الأمنية ليل الجمعة في المباني الحكومية ومنشآت النقل والمواقع الرئيسية الأخرى في موسكو، ووجه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تهمة التمرد المسلح لزعيم فاغنر، ثم دعا مكتب المدعي العام الروسي في وقت متأخر من مساء الجمعة مقاتلي فاغنر لعدم تنفيذ أوامر قائد المجموعة يفغيني بريغوجين والقيام باعتقاله.

وفي اليوم التالي، ذكر بريغوجين في رسالة صوتيّة قائلاً “الآن فتحت مروحيّة النار على رتل مدنيّ، وقد أسقطتها وحدات فاغنر“، من دون أن يُحدّد مكان الواقعة.

ثم تعهد بريغوجين الذي أعلن الانتفاض على القيادة العسكرية الروسية، أن “يذهب حتى النهاية” وأن “يدمّر كل ما يعترض طريقه”، مؤكدا أن قواته دخلت الأراضي الروسية.

وبعد ساعات، أعلن بريغوجين أن جميع المواقع العسكرية في مدينة “روستوف أون دون” الروسية وقعت تحت سيطرة ميليشيا فاغنر، وذلك عبر حساب بريغوجين على تليغرام.

تمرد الـ24 ساعة في روسيا.. كيف بدأ وانتهى؟

أعضاء من مرتزقة فاغنر يجلسون فوق دبابة في أحد شوارع مدينة روستوف الروسية (أ ف ب)

وأظهرت مقاطع مصورة على قنوات تطبيق تليغرام الخاصة بمدينة “روستوف أون دون” الروسية في وقت مبكر السبت، رجالاً مسلحين يرتدون أزياء رسمية ويطوقون مقر الشرطة المحلية التابع لوزارة الداخلية في المدينة، فيما قال سكان إن مقاتلي ميليشيا فاغنر ينتشرون في المدينة.

ثم أكد قائد ميليشيا فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين صباح السبت أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش الروسي في مدينة روستوف الذي يشكل مركزًا أساسيًا للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار.

وقال بريغوجين في أحد مقاطع الفيديو الخاصة به على تليغرام إنه موجود الآن في مقر المنطقة العسكرية الجنوبية ، في روستوف أون دون، وأضاف: “قائد الأركان الروسي هرب من هنا حين علم باقترابنا من مركز القيادة”.

وهدد بريغوجين بالسيطرة على روستوف والتوجه لموسكو إذا لم يتم تسليمه وزير الدفاع سييرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف.

وبعد تدخل الرئيس البيلاروسي، قال زعيم المرتزقة، أنه قبل مقترحاً من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لوقف تقدمه نحو العاصمة الروسية.

وأضاف إنه سيسحب قواته إلى قواعدها. موضحًا في رسالة صوتية عبر قناته على “تلغرام”: “إنه حقناً للدماء، سأعيد قواتي إلى قواعدها”.

وأعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن رئيس مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين أبلغه السبت موافقته على “وقف تحركات” مقاتليه في روسيا وتجنب أي تصعيد إضافي للوضع.

وصرح الكرملين أن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين سيغادر روسيا إلى بيلاروسيا ولن يواجه اتهامات بعد أن أنهى السبت تقدم قواته نحو موسكو بموجب اتفاق أبرمه مع الكرملين لطي صفحة أخطر أزمة أمنية في روسيا منذ عقود.