إيران تعرض إقليم خوزستان الغني بالنفط للبيع

قررت إيران طرح بعضٍ من أقدم مواقعها التاريخية والعديد من الممتلكات الحكومية الأخرى في مزاد على الإنترنت؛ لتخفيف ديونها في مواجهة العقوبات المشددة المفروضة عليها، بحسب صحيفة ذا تايمز “The Times” البريطانية.

وجه القرار هجوما من خبراء، إذ قال محمد غريبور، أحد المؤرخين المعماريين البارزين في إيران، إن هذا القرار “مقلق جداً ويبدو أنه اُتخذ على عَجَل”.

لتخفيف ديونها.. إيران تبيع مواقعها التاريخية وجزرها

وتعرض إيران للبيع أيضاً بعض جزرها وإقليم خوزستان الغني بالنفط، إلى جانب العديد من الممتلكات الحكومية الأخرى، لجمع الأموال.

وأحد أهم هذه المواقع في قائمة المعروضات “قلعة راين”، وهي قلعة من الطوب في مقاطعة كرمان يعتقد أن عمرها 1000 عام، وربما يرجع تاريخ أساساتها إلى عصور ما قبل الإسلام.

ومن المواقع الأخرى المقر الريفي لناصر الدين ميرزا، أمير قاجار. وقد صودر المبنى من ورثة الأمير، مثل العديد من المباني الأخرى التي كانت مملوكة لأفراد ينتمون لعائلة بهلوي وقاجار وصودرت في أعقاب عام 1979 لتصبح ملكاً  للحكومة.

لتخفيف ديونها.. إيران تبيع مواقعها التاريخية وجزرها

“قلعة راين” المعروضة للبيع – غيتي

وبحسب غريبور فإن المصالح المالية الخاصة بالملاك الأفراد كانت تطغى على مسألة الحفاظ على التراث.

مضيفا: “من الأمثلة التي تتبادر إلى الذهن حمام خسرو آغا في أصفهان الذي يعود تاريخه إلى العصر الصفوي، وقد تعرض للتخريب عام 1995 دون أن يتحمل أحد المسؤولية. ولو بيعت هذه القائمة الجديدة من المواقع لملاك جدد محتملين، فلا شك أنها ستكون عرضة لخطر التخريب أيضاً”.

وفي عام 2021، أشارت تقارير حالة الحفظ الصادرة عن اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي إلى أن “التطوير العمراني التجاري” و”البنية التحتية للنقل تحت الأرض” و”خطر الانهيار” من ضمن تهديدات عديدة تحيط بالمواقع الـ26 المسجلة في اليونسكو.

وفي بعض الحالات، تُحوَّل المباني الأثرية إلى فنادق ومطاعم، ولكن لا يزال الاحتمال قائماً بأن تؤدي هذه التعديلات أيضاً إلى الإضرار بالمباني المجاورة لو لم تحدث تحت إشراف خبير.

وتراجعت قيمة العملة الإيرانية مؤخراً إلى أدنى مستوياتها التاريخية، بسبب العقوبات والقمع الوحشي خلال أشهر من الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني التي لقيت حتفها أثناء احتجازها في سبتمبر.