الرئيس الصيني يعارض كل أشكال الهيمنة ويدافع عن حقه في استخدام القوة في تايوان

  • تعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وديمقراطي جزءا من أراضيها
  • أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأحد رفض بكين “عقلية الحرب الباردة”

 

حذّر الرئيس الصيني شي جينبينغ الأحد من أن بلاده “لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة” عندما يتعلق الأمر بتايوان، وذلك في خطاب ألقاه لدى افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي في بكين.

وقال شي لممثلي الحزب الشيوعي في قاعة الشعب الكبرى في بكين إن “حل مسألة تايوان شأن صيني ويجب حلها من قبل الشعب الصيني وحده، سنلتزم بالسعي إلى احتمال إعادة التوحيد بشكل سلمي بأكبر قدر من المصداقية والجهد، لكننا لن نلتزم

التخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بحق اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة”.

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وديمقراطي جزءا من أراضيها التي يتعيّن عليها إعادتها يوما ما وإن كان بالقوة العسكرية.

وقال شي “تمضي عجلات إعادة التوحيد والإحياء الوطني التاريخية إلى الأمام”، مضيفا أن “إعادة التوحيد مع الوطن الأم يجب أن تتحقق وستتحقق”.

ندد شي أيضا بـ”النزعة الانفصالية والتدخل” في قضية الجزيرة.

الرئيس الصيني

كما أشاد بانتقال هونغ كونغ من “الفوضى إلى الحكم”، بعد فرض قانون الأمن القومي عام 2020 الذي سحق المعارضة في المدينة التي كانت تتمتع بالديموقراطية في الماضي.

وقال إن “الوضع في هونغ كونغ حقق تحولا كبيرا من الفوضى الى الحكم”.

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأحد رفض بكين “عقلية الحرب الباردة” في الدبلوماسية الدولية، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن.

وقال لممثلي الحزب الشيوعي في قاعة الشعب الكبرى إن “الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير”، مشددا على أن بكين “لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في (أنشطة) توسعية”.

أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأحد بسياسات الحزب الشيوعي، من تلك القائمة على “صفر إصابات كوفيد” وصولا إلى حملته الأمنية ضد الفساد.

واعتبر شي أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تعد إنجازا مهما، علما بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد.

وقال إن هذا النهج وفّر “أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس”. مع أن هذه الحملة وجهتلها انتقادات قاسية كما تم توثيق انتهاكات إنسانية خلالها خاصة حين قامت السلطات بفرض حجر وحشي على الإيغور وحرمتهم من الغذاء والدواء لأيام.

تظاهرات في بكين وتشديدات أمنية صارمة

انتشرت الشرطة بشكل كثيف في محيط بكين صباح الأحد استعدادا للمؤتمر.

ونقل أسطول من الحافلات الصحافيين وغيرهم من الحضور إلى ساحة تيان أنمين التي بدت خالية تقريبا وإلى قاعة الشعب الكبرى.

وخضع المشاركون لسلسلة عمليات تفتيش قبل دخول القاعة حيث عُلّق شعار الحزب الشيوعي فوق المسرح حيث يجلس كبار القادة.

وكُتب على لافتات حمراء عُلّقت في القاعة “عاش الحزب الشيوعي المجيد والعظيم والصائب”.

وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر، حذفت هيئات الرقابة الصينية على الإنترنت جميع الإشارات إلى تقارير تحدّثت عن تظاهرة نادرة من نوعها خرجت في بكين ورفعت خلالها لافتات منددة بشي وسياسات البلاد في مكافحة كوفيد.

وأظهرت تسجيلات مصورة وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس متظاهرا يعلّق على جانب جسر لافتتين تحملان شعارات تنتقد سياسات الحزب الشيوعي.

وإذا سارت جميع الأمور حسب الخطة لصالح شي، فستتم المصادقة على الرئيس البالغ 69 عاما كأمين عام للحزب بعد انتهاء الاجتماعات التي تستمر مدة أسبوع، ما يرسّخ موقعه كأقوى حاكم للصين منذ  ماو تسي تونغ.

وفي حال تم اختياره زعيما للحزب لخمس سنوات أخرى، كما هو متوقع، فسيتم بلا شك انتخاب شي رئيسا خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني المقرر في آذار/مارس.

ويرجّح بأن يتم الكشف عن اختيار شي وغيره من أبرز شخصيات الحزب في 23 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر.

كما سيختار المشاركون في الاجتماعات المنظّمة بعناية والتي تنعقد بمعظمها بشكل مغلق أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكوّنة من 200 شخص تقريبا، والتي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد.