كواليس القبض على حجي زيد و5 من قيادات داعش في تركيا

  • الإرهابي الصميدعي معروف بإسم “الأستاذ زيد”
  • “حجي زيد” شغل منصب أمير ديوان القضاء والمظالم خلال فترة الخلافة المكانية في التنظيم الإرهابي

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه تم القبض على حجي زيد العراقي “بشار خطاب غزال الصميدعي” المعروف أيضًا بـ”الأستاذ زيد”، وهو  أحد أهم المسؤولين التنفيذيين في تنظيم داعش الإرهابي في تركيا، مضيفًا أن التقارير الدولية أكدت أن القيادي المعتقل واحد من أهم أمراء داعش.

وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من جولة في البلقان إن حجي زيد العراقي جرى القبض عليه في عملية ناجحة للمخابرات التركية وشرطة إسطنبول، كاشفًا إنه تم متابعة الأِشخاص الذين يرتبط بهم “زيد العراق” في سوريا وإسطنبول لفترة طويلة ، وحصلت السلطات التركية على معلومات استخبارية بأنه سيدخل تركيا بشكل غير قانوني باستخدام هوية مزورة.

حجي زيد العراقي.. من هو القيادي الداعشي الذي قُبض عليه في تركيا؟

لحظة القبض على الإرهابي بشار الصميدعي (تويتر)

وجاء الإعلان عن القبض على “زيد العراقي” بعد إعلان وزارة الداخلية التركية القبض على 5 من قيادات تنظيم داعش، أثناء تخطيطهم لتنفيذ هجوم إرهابي في الأراضي التركية.

وألقت قوات الدرك بولاية غازي عنتاب، جنوب البلاد، القبض على “رامو محمد الحمد”، الملقب بـ”رامي ريمو” في 31 أغسطس/ آب الماضي عندما كان يخطط لهجوم إرهابي، وذكرت وزارة الداخلية أن “ريمو” هو المسؤول عن القضاء الشرعي في داعش، وأنه سبق وأن قُبض عليه في سوريا وسُجن بسجن الكف بمحافظة الحسكة شرقي سوريا، قبل أن يتم الإفراج عنه، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة جرابلس الواقعة ضمن مناطق عملية “درع الفرات” التي تسيطر عليها فصائل سورية مدعومة من أنقرة.

وأفضت اعترافات ” رامو محمد الحمد” إلى القبض على 4 قيادات آخرين من “داعش” بمنطقة جرابلس أثناء محاولتهم التسلل إلى تركيا، وهم:  مسؤول جهاز الاستخبارات إبراهيم الصالح الملقب بـ “أبو رسول”، ومسؤول شبكات التواصل الاجتماعي حسام داود الملقب بـ “أبو أيوب”، ومسؤول التدريب أحمد الحلو الملقب بـ”أبو عبد الرحمن الشامي”، بالإضافة إلى القيادي “كمي آيدان” الملقب بـ”أبو رشيد الإمام”.

حجي زيد أو بشار خطاب غزال الصميدعي.. من هو الأمير الداعشي المقبوض عليه؟

ويعد حجي زيد العراقي أو بشار خطاب غزال الصميدعي واحد من قيادات الصف الأول داخل تنظيم داعش، وهو يشتهر أيضًا بـ”الأستاذ زيد العراقي”، وهو  واحد من مجموعة القيادات التاريخية (المعروفين بجيل الجهاد العراقي) داخل داعش، كما كان أحد أقرب المقربين من زعيم التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي ونائبه أبو محمد الفرقان، أمير ديوان الإعلام المركزي.

وحجي زيد، هو أحد أبرز القيادات الشرعية داخل التنظيم الإرهابي، كما شغل منصب أمير ديوان القضاء والمظالم خلال فترة الخلافة المكانية (يونيو 2014: مارس 2019)، وتولى أيضًا إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية والذي تأسس للإشراف على دواوين التنظيم الشرعية وهي: (المكتب الشرعي لإدارة المعسكرات، ومكتب البحوث والدراسات، وديوان الدعوة والمساجد، والمكتب الشرعي للواء الصديق المركزي- تابع لما يُعرف بجيش الخلافة تأسس في فترة أبو عمر البغدادي عام 2008-، ديوان القضاء والمظالم، وديوان التعليم، المكتب الشرعي لديوان الجند).

وتولى حجي زيد العراقي مسؤولية  تحديد المناهج الشرعية وشغل عضوية لجنة التدقيق والرقابة المنهجية التي أنشأها أبو محمد الفرقان في عام 2016، لحسم الخلافات المنهجية داخل التنظيم.

كما شارك “حجي زيد العراقي” في مراجعة وتعديل البيان الشهير لداعش المعنون بـ”بيان 155 للمكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية”، والذي ينص على تكفير المتوقف في التكفير ، بعد اعتراض عدد من شرعيي وقيادات داعش منهم تركي البنعلي وأبو بكر القحطاني، على صيغة البيان واعتبارهم أنه يُؤصل لفكر مُغالي في التشدد ومتوسع في التكفير.

وتولى حجي زيد العراقي، خلال تلك الفترة، إلى جانب 3 قيادات آخرين، هم: (أبو زيد العراقي، وأبو عبيدة التركي، وأبو ميسرة الشامي أحمد أبو سمرة، مسؤولية مراجعة واعتماد تقارير لجنة الرقابة المنهجية، بتفويض مباشرة من خليفة داعش (الأسبق) أبو بكر البغدادي.

من يتزعم داعش حاليا؟

وطُرح اسم حجي زيد العراقي كخليفة محتمل لإمارة تنظيم داعش بعد مقتل أبو إبراهيم القرشي (الهاشمي)، مع جمعة البغدادي (جمعة عواد البدري)، شقيق أمير التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي، بيد أنه لم يتم التأكد من تولي أي منهما  إمارة داعش.

وفي وقت سابق، قالت مصادر استخبارية عراقية إن “جمعة عواد البدري”/ “جمعة البغدادي”، سافر أكثر من مرة بين شمال سوريا وتركيا، في الفترة من أواخر 2018 وحتى أواخر عام 2019، وجرى رصده جمعة أكثر من مرة من قبل أجهزة الاستخبارات العراقية والأمريكية، لكن لم يتم إلقاء القبض عليه، لأن الاستخبارات أردت التوصل إلى شقيقه الأصغر “أبو بكر البغدادي” الذي شغل منصب خليفة التنظيم، حتى مقتله أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

وحتى الآن، لا يُعلم مصير جمعة البغدادي، والذي روجت صحف ومواقع إخبارية أنه أُلقي القبض عليه في إسطنبول التركية، خلال مايو/ آيار الماضي، بيد أن الرئيس التركي حسم الجدال حول هوية القيادي الذي قُبض عليه في إسطنبول مؤكدًا أنه حجي زيد العراقي أو بشار خطاب غزال الصميدعي، وذلك في إعلانه الأخير على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من البلقان.