مرتزقة فاغنر.. دمية ماتريوشكا تورط الكرملين في جرائم حرب

  • يقول يفغيني نحن جماعة إجرامية منظمة شبه عسكرية حقيقية
  • تقوم فاغنر بعمليات تعذيب وقتل وتمثيل بالجثث

تعرف شركة فاغنر الروسية بجرائمها العديدة التي يقوم بها مرتزقتها في جميع أنحاء العالم. وقد نشطت هذه المجموعة على مدى السنوات الثماني الماضية بدء من سوريا وليبيا إلى أوكرانيا وعدد من الدول الأفريقية، واتُهمت مرارا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

أدلة وبراهين أثبتت أن الشركة الروسية التي يستخدمها الكرملين للقيام بالأعمال “القذرة” تنتهك المواثيق الدولية فيما يتعلق بحقوق الانسان، وهو ما يجعل الأصوات تتعالى لإدراج الأعمال التي تقوم بها برئاسة طباخ بوتين تحت طائلة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

تصنيف أعمال هذه الشركة الروسية جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، يورّط بالضرورة الكرملين باعتبار أن مرتزقة فاغنر يستحيل ان تقوم بكل هذه الأعمال المخلة بأخلاقيات الحرب، دون موافقة كلية من أعلى هرم في الكرملين، ما يعني اتهاما قويا للكرملين وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورغم انكار الكرملين سلطته بهذه المرتزقة، فان كشفا جديدا يضع النقاط على الحروف ويؤكد ما يسعى الكرملين الى تفنيده.

قالت تقارير غربية إن رجل الأعمال الروسي المعروف بلقب “طباخ بوتين“، لقربه من الرئيس الروسي، والذي يشرف على شركة فاغنر سيئة السمعة، نفذ جولة في السجون الروسية بنفسه لتجنيد سجناء للمشاركة في حرب أوكرانيا، وفق ما ذكره موقع The Daily Beast الأمريكي السبت، 6 أغسطس/آب 2022

يأتي ذلك حسب تقرير جديد نشرته شبكة Mediazona المستقلة، كشفت فيه عن مقابلة مع سجينين محتجزَين في معتقلين، في منطقتين مختلفتين في روسيا، وظهرت تقارير عديدة مؤخراً عن حملة التجنيد الجديدة للسجناء التي تنفذها فاغنر.

نتيجة لذلك، سيكون الكرملين مسؤولاً عن جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات المرتكبة من قبل المرتزقة الروس ، ليس فقط في أوكرانيا ولكن في كل مكان آخر أيضًا ، بدءًا من سوريا إلى ليبيا والسودان ومالي.

مؤكدا وجود فاغنر الروسية في أوكرانيا وتورطها في جرائم حرب أوضح  وزير الخارجية الفرنسي السابق، إريفيه دو شاريت (Hervet de Charette)، في لقاء خاص مع “أخبار الآن“، أنه “عندما تتدخل الميليشيا ضمن إطار المعارك التي تشنّها روسيا، تصبح في خدمة الجيش الروسي” وهو ما يعني أن الكرملين متورط للنخاع.

كرملين لا فائدة من الإنكار.. بالتفاصيل علاقة متينة مع "فاغنر" وجرائم حرب بالوكالة

مرتزقة فاغنر ..بصمات من الدماء أينما ذهبوا

أنشطة “شركة فاغنر” الروسية في السودان كانت بارزة للعيان، خاصة في مجال تعدين الذهب، وذهب البعض إلى اتهامها بنهب ثروة هذا البلد الهائلة من المعدن النفيس، باتباعها طرقاً غير قانونية، فضلاً عن ممارستها أنشطة تدريبية في مجال الأمن، وخلقها للاضطرابات والأزمات واستحداثها للفوضى عن طريق القتل والعنف.

قال شهود وخبراء إن  المرتزقة الروس شنوا سلسلة من الهجمات الدموية على المناجم الحرفية في المناطق الحدودية الخارجة عن القانون بين السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى في محاولة لنهب تجارة الذهب القيمة في المنطقة.

يُعتقد أن العشرات من عمال المناجم لقوا مصرعهم في ثلاث هجمات كبرى على الأقل \يُزعم أن مرتزقة يعملون لصالح مجموعة فاغنر . كما وردت تقارير عن مزيد من الهجمات على الألغام في ستة أماكن أخرى على الأقل عبر جمهورية إفريقيا الوسطى.

وصف الشهود الذين قابلتهم صحيفة  الغارديان في السودان “مذابح” على أيدي مقاتلين حددوا أنهم من فاغنر الذين اجتاحوا مخيمات مليئة بعمال المناجم المهاجرين وعمال المناجم بين بلدة أم داغا الشمالية الشرقية والحدود على مدى ستة أسابيع.

وقالوا إن المقاتلين أطلقوا النار بشكل عشوائي بالأسلحة الآلية وحطموا المعدات ودمروا المباني وسرقوا دراجات نارية. وصف أحدهم مقبرة جماعية تضم أكثر من 20 ضحية. وتحدث آخرون عن مئات القتلى والجرحى.

منذ وصولها إلى جمهورية إفريقيا الوسطى قبل أربع سنوات للدفاع عن الحكومة ضد المتمردين ، بذلت مجموعة فاغنر جهودًا للسيطرة على تدفق الذهب والماس. يعتقد المحللون أن المجموعة تلقت وعودًا في البداية بامتيازات الذهب والتعدين الأخرى بدلاً من المدفوعات النقدية لخدماتها.

اكتسبت هذه التنازلات أهمية حيث تعرض الروبل للضغط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. يمكن للمعادن النفيسة ، وخاصة الذهب ، أن تساعد نظام فلاديمير بوتين في النجاة من الأثر الاقتصادي للعقوبات.

في تقرير صدر في مايو / أيار ، قالت هيومن رايتس ووتش إن القوات في جمهورية أفريقيا الوسطى ، الذين حدد شهود عيان أنهم روس ، ضربوا وعذبوا وقتلوا المدنيين هناك منذ عام 2019. وقالت إن القوات المرتبطة بروسيا في جمهورية إفريقيا الوسطى لم ترتدي زيًا رسميًا يحمل شارات رسمية أو غيرها. السمات المميزة.

وتحدث تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، صدر في في 3 من آذار الماضي، أن بوتين حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الإفريقي، ومن السودان كمصدر رئيس، وأن روسيا هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “حصن لروسيا” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.

كرملين لا فائدة من الإنكار.. بالتفاصيل علاقة متينة مع "فاغنر" وجرائم حرب بالوكالة

وتعتبر جرائم فاغنر متعددة إذ أثبتت معلومات ومستندات  أن عمليات تعذيب وقتل وتمثيل بالجثث، تمت على أراضي سوريا في وقت سابق بأيدي مرتزقة فاغنر.

وحاليا، تنتشر في سوريا وفي مدينة حلب تحديدا مكاتب تعمل على تجنيد الشباب لصالح فاغنر ، لإرسالهم إلى خارج الأراضي السورية بهدف القتال إلى جانب الروس في ليبيا وأفريقيا الوسطى وفنزويلا.

ومع أن هذه المكاتب لم تشهد إقبالاً كبيراً في بداية عملها، إلا أن عدم توافر فرص العمل وتردي الوضع المعيشي دفع الكثيرين للانضمام بموجب عقود سنوية أو نصف سنوية للقتال خارج حدود سوريا مع مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية.

التدخل من قبلِ مرتزقة فاغنر الروسية في ليبيا، يعتبر واحدا من أعمقِ تلك التدخلات الأجنبية وأكبرُها، ففي تقاريرنا السابقة، تطرقنا إلى المؤامرات والمكائد العسكرية والسياسية أيضًا من قبل فاغنر، لاستغلالِ ثروات ليبيا لصالحِ روسيا، ولكن هناك جانب آخر لحرب فاغنر في ليبيا، فقد تم توظيفُهم للقيام بعمل، وإذا تركنا السياسة جانبًا، وفي التحليل أسفله نسأل، “هل نجح مرتزقةُ فاغنر في تحقيق الأغراض التي تم توظيفُهُم للقيام بها؟”

كانت فاغنر نشطة في عشرات البلدان في جميع أنحاء إفريقيا ، وقد اتُهم مرارًا وتكرارًا بانتهاكات حقوق الإنسان في القارة. يزعم المسؤولون الغربيون أن الكرملين يستخدم فاغنر لتعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية الروسية عبر إفريقيا وأماكن أخرى.

وكشفت الأمم المتَّحدة تفاصيل جرائم الحرب التي نفذها المرتزقة الروس في جمهوريَّة إفريقيا الوسطى، والتي سقطت تحت نفوذ موسكو منذ عام 2017، في صفقة سياسية أبعدت خلالها فرنسا عن المشهد السياسي بالبلاد.

يكشف التقرير الذي أنجزه محققون دوليون، ونشرت عنه نيويورك تايمز الأمريكية، بأن المرتزقة الروس التابعين لشركة فاغنر نفذوا عمليات عسكريَّة “قتلوا فيها مدنيين ونهبوا منازل وضربوا بالرصاص المصلين في مسجد خلال عملية عسكرية كبيرة في إفريقيا.

في 2019، توصلت شبكة “سي أن أن إلى أن  مرتزقة “فاغنر” توغلت في دولة موزمبيق بإيفاد مئات من عناصره، في مهمة ظاهرها مساعدة جيش البلد وباطنها استحواذ على خيراته، هذا ما . ورصدت الشبكة ، في أقصى شمال الموزنبيق، عشرات من عسكريين روس منضوين تحت لواء شركة “فاغنر” لصاحبها “يفغيني بريغوجين” . وتحت ذريعة مساعدة الجيش في حربه ضد متمردين متشددين يسعون إلى تعطيل استثمارات أجنبية في مجال الغاز الطبيعي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، كثفت روسيا من وجودها في المنطقة .

لم يقتصر دور بريغوجين ومرتزقته وقتها على القتال الميداني، إذ انتقل نشاطه الى الفضاء الافتراضي بخلق كتائب وهمية في ثمانية بلدان افريقية وهو ما كشفته شركة “فايسبوك” وقامت بإغلاقها هذه الكيانات .

لكن ما يجري في أوكرانيا الآن قد يكون سببا آخر يؤكد اختراق هذه المرتزقة لكل المواثيق الدولية، ويجعلها في خانة مجرمي الحرب وفق ما أوحت به الصور التي وردت من بوتشا نهاية مارس الماضي، عندما انسحبت القوّات الروسية من تلك الضاحية القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، تاركةً خلفها علامات على احتلالها المميت ليراه العالم.

كرملين لا فائدة من الإنكار.. بالتفاصيل علاقة متينة مع "فاغنر" وجرائم حرب بالوكالة

مرتزقة فاغنر.. دمية ماتريوشكا يختفي وراءها الكرملين لضرب العالم

ما سرّ فظاعة مرتزقة فاغنر؟

تعود وحشية أفراد فاغنر لتجنيد أغلبهم من السجون إذ ثبت أن يفغيني بريغوجين شخصيا يجند مرتزقة لصالح شركة فاغنر العسكرية الخاصة في المستعمرات الروسية إذ يعرض هذا الرجل الحرية والمال على المجرمين المسجونين مقابل المشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.

وأفاد أحد المعتقلين أن يفغيني بريغوجين،  ألقى خطابًا “دعائيًا” تحدث فيه عن خدمته في فاغنر  “نحن لسنا قوات مسلحة، لكننا جماعة إجرامية منظمة شبه عسكرية حقيقية، يدخل أولادي البلدان الأفريقية ولا يتركون شيئًا على قيد الحياة في غضون يومين ، وهم الآن يدمرون الأعداء في أوكرانيا

أيضًا. قرارك للخدمة في PMC هو اتفاق مع الشيطان. إذا خرجت معي من هنا، فإما أن تعود رجلاً حراً أو تموت. أنت مطالب بقتل الأعداء واتباع أوامر القيادة.”

ووفقًا للمصدر ، فإن “طباخ بوتين” يقدم للمتطوعين 100000 روبل شهريًا ، ومكافأة بنفس المبلغ تقريبًا ودفع 5 ملايين روبل لعائلة الشخص المجند في حالة “موته اللائق”.