40 ألف جندي روسي قتلوا في أوكرانيا وخسائر عسكرية بالمليارات

  • طفل أوكراني كان رهينة لدى الروس ينقل تفاصيل أنواع التعذيب
  • روسيا تواجه الخسائر فيكييف بدفع المزيد من الجنود إلى المجهول
  • تقارير توثق ارتكاب موسكو جرائم حرب في أوكرانيا

كشف تقرير صدر، الخميس، عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن القوات الروسية تستخدم أنماط عنف في أوكرانيا تمثل “جرائم ضد الإنسانية”.

وأشار التقرير إلى أنه تم رصد “أدلة موثوقة” حول قيام القوات الروسية بجرائم حرب تتمثل في “القتل والاغتصاب والترحيل الجماعي القسري للمدنيين”، بشكل متزامن ومتكرر.

وكشف أحد الرهائن الأوكرانيين الذي كان محتجزا لدى الجنود الروس، لمدة 90 يوما، كيف  يتعرض السجناء الأوكرانيون للتعذيب داخل معسكرات روسية. وذلك تزامنا مع تعرض روسيا لخسائر عسكرية متصاعدة دفعتها لخداع جنودها للدفع بهم إلى ساحة المعركة في أوكرانيا.

وصف الطفل الأوكراني فلاديسلاف بورياك، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، كيف انفصل  عن عائلته، في 8 أبريل، عند نقطة تفتيش أثناء محاولتهم الفرار من مدينة ميليتوبول.

ويسرد الصبي الأوكراني، لصحيفة “الغارديان” البريطانية، كيف وقع في قبضة الجيش الروسي، قائلا: “غادرنا ميليتوبول إلى زابوريزهزيا، وتم توقيفنا عند الحاجز، حيث فحص الجنود الروس الوثائق، وسألوني ما إذا كنت قد التقطت صورا للحاجز، وطلبوا مني أن أعطيهم هاتفي”.

وبعد تفتيش هاتفه تم العثور على مقطع فيديو يظهر رفض عدد من الجنود الروس القتال في أوكرانيا، ما دفعهم للقبض عليه. وتم نقل فلاديسلاف إلى خيمة للاستجواب، وهناك اكتشف الجنود أنه “ابن مسؤول محلي فتم اعتقاله كرهينة”.

وتابع في سرد ما وقع له قائلا “لقد أخذوني إلى مكان يستخدم كسجن في فاسيليفكا، وهناك تم احتجازي 40 يوما في زنزانة قبل، ثم تم نقلي مرة أخرى إلى فندق خلال الشهر الأخير من الأسر”.

وتحدث فلاديسلاف عن فترة احتجازه قائلا “رأيت بقع الدماء، وكنت اسمع صراخ الناس أثناء تعذيبهم.. كان الناس يتعرضون للضرب والتعذيب بالصدمات الكهربائية لساعات عدة”.

وأثناء احتجازه كان والده يتفاوض مع الروس لمحاولة “تأمين إطلاق سراح ابنه”، وقال أوليغ “اتصل بي أحدهم وقال لدي أبنك، أنا بحاجة إلى مبادلته مع شخص”.

وأضاف” كان ابني رهينة، لم أستطع أن أجادلهم.. لم يكن هناك مجال للنقاش”.

وتتوافق  رواية عائلة بورياك حول تعذيب القوات الروسية للمدنيين الأوكرانيين، مع تقارير أخرى.

وتم إطلاق سراحه بعد مفاوضات استمرت شهورا بين والده، المسؤول المحلي الأوكراني، أوليغ بورياك، والجنود الروس، في إطار تبادل أسرى. حيث تم إطلاق سراح فلاديسلاف مقابل عنصر مهم بالجيش الروسي كان معتقلا لدى الأوكرانيين.

كيف روسيا تخدع جنودها؟

مع اقتراب دخول  الحرب في أوكرانيا من شهرها السادس، تتعرض القوات الروسية لخسائر عسكرية وبشرية فادحة، ما اضطر موسكو لمحاولة تجنيد المزيد من المقاتلين بكافة السبل وفرض قانون تجنيد قسري على الرجال حتى 50 عاما.

ونشرت المخابرات الأوكرانية محادثة هاتفية تم اعتراضها،نقلها موقع “بريفادا“، تشير إلى أن “بعض المجندين الروس يتم خداعهم للمشاركة في الغزو ضد أوكرانيا.

وفي المحادثة الهاتفية، حثت زوجة روسية زوجها المجند على رفض المشاركة في الغزو، قائلة “خداع المسؤولين لبعض المجندين في الجيش ونقلهم دون علمهم إلى أوكرانيا”.

وتوثق التقارير أنه بدأ الغزو الروسي في 24 فبراير، قتل نحو 39 ألف جندي روسي على الأراضي الأوكرانية، علاوة على الخسائر المادية والعسكرية الباهضة.

كما فقدت موسكو 1700 دبابة، و 3905 مركبة قتالية مدرعة، و 703 طائرات دون طيار، منذ بداية الغزو، وفقا لبيان لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.

كييف تسعى لحسم الحرب قبل الشتاء

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الجوية على أوديسا دمّرت مخزوناً من الذخيرة قدّمه الغرب لأوكرانيا،.

ومن جهته شدّد مدير شؤون الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك على ضرورة قلب المعادلة قبل فصل الشتاء لمنع القوات الروسية من التمركز بشكل دائم.

وقال يرماك، لصحيفة “نوفويي فريميا”، “من المهم للغاية بالنسبة إلينا استباق الشتاء. بعد حلول الشتاء، عندما يكون قد أتيح للروس مزيد من الوقت للتمركز، ستكون الأمور أصعب بالتأكيد. هم يجروننا إلى ذلك. من المهم للغاية بالنسبة إلينا ألا نعطيهم هذه الفرصة”.

وإلى ذلك دعت وزارة الدفاع الأوكرانية، الثلاثاء، الدول الغربية إلى تزويد كييف بالمزيد من المدافع دقيقة الإصابة، مؤكدًة أن هذا السلاح من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة ويسمح لها بشنّ هجوم مضادّ على القوات الروسية. 

وفي ذات السياق أكّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء أن ستة مدافع سيزار ذاتية الحركة في طريقها إلى أوكرانيا.

والتقت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا، السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، في واشنطن.

 وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إنه “يتوقع من هذه الزيارة التي تجريها السيّدة الأولى نتائج ملموسة لأوكرانيا على صعيد التعاون مع الولايات المتحدة”.