بوتين يهدر ميراث روسيا السوفيتية في محاربتها للنازية

  • بوتين يراوغ العالم وشعبه
  • زيلينسكي عن بوتين: نسي كل ما كان مهما للمنتصرين في 1945

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  محاولا مراوغة العالم وشعبه كذلك، شدّد في خطابه السنوي بمناسبة عيد النصر على أن القوات الروسية تحارب من أجل أمن روسيا، مضيفاً أن الغرب كان يستعد لغزو أراضي البلاد.، معترفا بأن مواجهة من أسماهم النازيين الجدد كانت أمراً لا بد منه، في إشارة إلى المقاتلين الأوكرانيين.

هذه التصريحات جاءت بينما تسعى روسيا إلى إعادة نفس السيناريو النازي على الأراضي الأوكرانية، إذ من خلال غزو أوكرانيا بحجج كاذبة للاتهامات النازية ، أهدر بوتين ميراث روسيا السوفيتية في أنها حاربت بحق ضد الفاشية. على العكس من ذلك ، أوضحت للعالم أجمع أن روسيا اليوم تتصرف مثل ألمانيا النازية.

بوتين الذي يحتفل وسط قواته بيوم نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية يدخل الحرب على أوكرانيا من نفس الباب والمنطق الذي حاربت به ألمانيا النازية روسيا.

بوتين في نفس الخطاب اعتبر أن الغزو في أوكرانيا كان ضروريا وفي “الوقت الملائم” وكان “القرار الصحيح الوحيد”، وفق تعبيره.

كما أشار إلى أن “المتطوعين في إقليم دونباس بالشرق الأوكراني والقوات الروسية يقاتلون من أجل وطنهم الأم”.

هذه التبريرات والتصريحات التي دخل بها بوتين إلى أوكرانيا ويحاول بها إقناع الشعب والعالم، أعقبها عرض عسكري ضخم تحاول روسيا من خلاله إظهار قوتها حرصا منها على رفع معنويات جنودها الذين يواجهون صعوبات في أوكرانيا حيث قضى ستين مدنيا في قصف مدرسة.

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي بأنه “نسي كل ما كان مهما للمنتصرين” في 1945، وقال إن قصف روسيا للمدن وعمليات الترحيل الجماعي تعكس جرائم النازيين.
وأكد في كلمة في ذكرى نهاية الحرب العالمية في أوروبا “الشر عاد إلى أوروبا” مشبها غزو روسيا لبلاده بعدوان ألمانيا النازية على الدول الأوروبية.

وأعلن زيلينسكي أن بلاده لن تدع روسيا “تستأثر بالانتصار على النازية” عام 1945، في وقت تنظم روسيا عرضا عسكريا ضخما احتفالا بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية.

واستنكر في رسالة مصورة مساء الأحد “عمليات القصف العنيفة” في مناطق أوكرانية عدة أدت إحداها إلى مقتل “60 مدنيا” السبت في مدرسة في بيلوغوريفكا في منطقة لوغانسك مشددا على أن ذلك حصل “كما لو أننا لسنا في الثامن من أيار/مايو، كمال لو ان غدا ليس التاسع منه فيما السلام يجب أن يكون سيد الموقف لكل الناس الطبيعيين”.

وقال زيلينسكي في رسالة فيديو يظهر فيها ماشيا في الجادة المركزية في العاصمة كييف “نحن نعتز بأسلافنا الذين هزموا النازية مع شعوب أخرى في إطار التحالف ضد هيتلر” مضيفا “انتصرنا آنذاك وسننتصر الآن” في إشارة إلى الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 شباط.

جدير بالذكر أن يوم التاسع من مايو يعتبر هاما في روسيا، لأنه العيد الوطني للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، التي قُتل فيما ما يقدر بنحو 27 مليون مواطن سوفيتي، بين عامي 1941 و1945، والتي دمرت الاتحاد السوفيتي.