ناشطون يدعون لاستقلال شنغهاي المدينة الصينية الأكثر ثراء

  • مروجو الفكرة يعيشون في مدن مثل نيويورك ولندن
  • ناشط: يجب أن أجعل أهل شنغهاي يعرفون أن هناك شخصًا ما في نيويورك يدعمهم
  • سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة محجورين داخل منازلهم

بعد الاستياء الشعبي من الإغلاق الحكومي الصارم في شنغهاي بسبب قيود مكافحة فيروس كورونا يروج مجموعة من النشطاء لفكرة استقلال شنغهاي عن الصين.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن النشطاء الذين يدعون لهذه “الفكرة الهامشية” ولدوا في شنغهاي، لكنهم يعيشون في مدن غربية مثل نيويورك ولندن.

وأسس النشطاء حزب شنغهاي الوطني الذي سجل كشركة غير هادفة للربح عام 2018 في نيويورك ويدعو لاستقلال المركز المالي الأكثر ثراء عن البر الرئيسي للصين.

وقال تشانغ مين المولود في شنغهاي والذي يعيش في نيويورك بعد أن أمضي سنوات في التحريض لإعلان استقلال مسقط رأسه كدولة مستقلة، إن “الجوع يتسبب في الغضب”.

ويرفع تشانغ علما مقترحا للجمهورية والذي استمد من تصميم مستخدم في القرن التاسع عشر، عندما كانت بريطانيا والولايات المتحدة وغيرها تدير جزءًا كبيرًا من المدينة.

وتابع: “يجب أن أجعل أهل المدينة يعرفون أن هناك شخصًا ما في نيويورك يدعمهم. أعلم أنني لا أستطيع تقديم الطعام لهم، لكن يمكنني القيام بهذا الدور”.

في المقابل، قال المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن، ليو بينغيو، عبر البريد الإلكتروني إنه لم يسمع عن هذا الحزب ، وبينما أقر بأن الوباء أثر على الحياة الطبيعية في المدينة، فإن السلطات واثقة من أنه يمكن احتواؤه قريبًا، وفق قوله.

“العودة إلى أوروبا”

وتعد شنغهاي نيويورك الصين، على الرغم من أن عدد سكانها ثلاثة أضعاف وتنتشر على مساحة أكبر بثمانية أضعاف.

وتعتبر قوة اقتصادية فريدة، تضم أكثر موانئ الحاويات ازدحاما في العالم ونظام مترو الأنفاق الأطول.

على مدار معظم الشهر الماضي، بات سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة محجورين داخل منازلهم بسبب القيود الصارمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا ضمن سياسة “صفر كوفيد” التين تنتهجها بكين للقضاء على الفيروس التاجي.

وأذهل الشلل الذي أصاب أغنى مدينة في الصين سكانها الذين يملكون رفاهية في اختيار تناول الطعام مع 100 ألف مطعم، لكنهم الآن يكافحون للحصول على الطعام.

في حين يفخر السكان بأن مدينتهم منظمة وريادية، إلا أنهم أصيبوا بالفزع بعد أن وجدوا أنفسهم يبحثون عن الطعام في ظل إغلاق المدينة وتوقف كثير من شركات التوصيل عن الخدمة.

ووصف سكان المدينة الاقتصادية تنظيم توزيع الغذاء في الأحياء بأنه أعمال إنقاذ ذاتية، ورفضوا الرواية الإعلامية التي تديرها الدولة بأن السلطات الحكومية تدير الأزمة.

وقال تشانغ، 60 عاما، إنه شعر بالانزعاج من حملة الصين عام 1989 في ميدان تيانانمين بالعاصمة بكين الأمر الذي جعله يهاجر إلى نيويورك قبل أن يحصل على الجنسية الأميركية عام 2010.

وأضاف تشانغ أنه في السنوات الأخيرة، ألهمه المتظاهرون في هونغ كونغ باتباع استراتيجية لاستقلال المدينة بعد أن أسس حزب شنغهاي الوطني الذي يدعو لاستقلال المدينة.

منذ ذلك الحين، ظهر تشانغ ثابتا في المظاهرات ضد بكين أمام الأمم المتحدة وفي الحي الصيني في فلاشينغ، كوينز، جنبًا إلى جنب مع نشطاء منشقين من التبت والإيغور وتايوان وهونغ كونغ وأعضاء جماعة “فالون” الروحية المحظورة. في الأسابيع الأخيرة، رفع لافتة تشير إلى إغلاق شنغهاي على أنه جريمة قتل.

من جانبه، قال إدوارد وو، المولود في شنغهاي، إن الإغلاق الشديد جزء من السبب الذي دفعه للانضمام إلى تشانغ لأول مرة على الجانب الآخر من القنصلية الصينية في الأيام الأخيرة بعد قراءة نشاطه على الإنترنت خلال السنوات القليلة الماضية.

وقال الشاب البالغ من العمر 32 عامًا إنه “يعتقد الكثير من الناس أنه إذا كانت شنغهاي مستقلة، فستكون أفضل”.

بدوره، يؤكد تشانغ: “أقول دائمًا إن شنغهاي يجب أن تغادر الصين وتعود إلى أوروبا”.