الصين تستعرض قوتها العسكرية بالقرب من تايوان

  • يتصاعد التوتر في مختلف بؤر الصراع التقليدية والمزمنة حول العالم
  • منها تايوان التي زارها وفد من الكونغرس الأمريكي
  • تأتي المناورات الصينية كرد على زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي إلى تايبيه

على وقع تفجر الحرب الأوكرانية وما جرّته من مواجهة روسية أطلسية، يتصاعد التوتر في مختلف بؤر الصراع التقليدية والمزمنة حول العالم،  ومنها تايوان التي زارها وفد من الكونغرس الأمريكي.

زيارة دفعت الصين للإعلان عن إجراء تدريبات عسكرية حول تايوان، في خطوة أكدت بكين أنها تستهدف “الإشارات الخاطئة” التي ترسلها الولايات المتحدة، إذ أرسل الجيش الصيني فرقاطات وقاذفات قنابل وطائرات مقاتلة لبحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان.

مراقبون للشأن الصيني يرون أن زيارة أعضاء الكونغرس الأمريكي وما تبعها من ردود فعل صينية ليست بمعزل عن الاستقطابات والتجاذبات الدولية الحادة على وقع الحرب الأوكرانية، وأنها قد تندرج في سياق محاولات كبح الاصطفاف الصيني مع روسيا في الأزمة الأوكرانية.

بينما يرى محللون أن الزيارة هي محاولة توريط بكين عسكرياً في تايوان لاستنزافها اقتصاديا، وأن مسألة تايوان أشبه بعش دبابير أثير بطريقة استفزازية ومقصودة، قد تدفع “التنين الصيني” لنفث نيرانه بما قد يشعل منطقة شرق وجنوب شرق آسيا بأكملها والتي تمتاز بحساسيتها وبتداخل الأجندات الإقليمية والدولية المتصارعة فيها وعليها.

بكين تعتبر تايوان أرضاً صينية، فمن جهة تسعى لإبراز قوتها العسكرية المتنامية والمتفوقة في محيطها، ومن جهة أخرى تحاول احتواء تايوان عبر تقديم تجربة النموذج الصيني الاقتصادي المتفوق والناجح ، إضافة إلى طرح نموذج “دولة واحدة في نظامين”، الذي اقترحته بكين وحاولت تطبيقه في هونغ كونغ”.

وربما تأتي المناورات الصينية كرد على زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي، لتايوان، والتي سبقها تصريح من المستشار الأمريكي للأمن القومي، جيك سوليفان، أكد خلاله عزم واشنطن اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع إعادة توحيد تايوان مع الصين بالقوة”.

قالت وزارتا الدفاع التايوانية والأمريكية إن حاملة طائرات صينية وسفينة حربية أمريكية أبحرتا الجمعة عبر مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.

وأكدت وزارة الدفاع التايوانية في رسالة موجزة أرسلتها إلى وكالة فرانس برس، مرور حاملة الطائرات الصينية شاندونغ عبر المضيق الجمعة.

وأضافت الوزارة “نؤكد أننا يقظون ونراقب كل حاملات الطائرات والسفن التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في محيط المضيق “.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن “إحدى مدمراتها عبرت المضيق الجمعة.

ويعد المضيق منطقة حساسة للغاية، وتعتبر بكين جزيرة تايوان الديموقراطية جزءا من أراضيها وقد أعربت عن رغبتها في استعادتها يوما ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وتعتبر الولايات المتحدة، أن المضيق منطقة بحرية دولية وترسل سفنا حربية إلى المنطقة دفاعا عن “حرية الملاحة”.

تحركات السفن الحربية في المضيق الذي يبلغ عرضه 180 كيلومترا ليست نادرة.

أبحرت شاندونغ سابقا عبر المضيق في كانون الأول/ديسمبر 2020، غداة مرور سفينة حربية أمريكية.

وعبرت حاملة الطائرات نفسها المضيق في كانون الأول/ديسمبر 2019، قبل أسابيع قليلة من الانتخابات في تاييه.

قدمت واشنطن دعمها لتايبيه تحت إدارة الرئيس جو بايدن، إذ وافقت على صفقتي أسلحة على الأقل للجزيرة لتعزيز أنظمتها للدفاع الجوي والصاروخي. وتعتبر بكين أن هذا الدعم “يضر بشكل خطير” بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وعززت الصين بشكل كبير قوتها العسكرية في السنوات الأخيرة، وقد سجل 969 اختراقًا لطائرات حربية صينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية عام 2020، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس، أي أكثر من ضعف الاختراقات التي سجلت عام 2016 وعددها 380.

رغم أنه لم يذكر تفاصيل، قال رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانغ إن بلاده ستنضم إلى الدول “الديمقراطية” في فرض عقوبات على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.

وتراقب تايوان الأزمة الأوكرانية عن كثب.

تقول الصين إن تايوان إقليم منشق تابع لها ومارست عليها ضغوطا عسكرية متزايدة خلال العامين الماضيين.

وأعلنت الهيئة الرياضية التايوانية الجمعة أن تايوان لن ترسل ممثلين رسميين إلى حفلي افتتاح وختام الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين بسبب القيود المتعلقة بفيروس كوفيد واضطراب حركة النقل الجوي.

وتأتي هذه الخطوة بينما تراجعت العلاقات بين بكين وتايبيه إلى أدنى مستوياتها منذ عقود مع تصعيد الصين لضغوطها العسكرية والاقتصادية على الجزيرة التي تديرها حكومة ديموقراطية.

وقالت إدارة الرياضة التايوانية في بيان ليل الجمعة السبت إن الوفد الرسمي المكون من 15 عضوا لن يحضر حفلي الافتتاح والختام بسبب “إجراءات الوقاية من الوباء وجداول الرحلات”، موضحة أنها لن تسمح للجميع بالوصول إلى بكين في الوقت المحدد.

لكن يفترض أن يشارك فريق صغير من أربعة رياضيين تايوانيين في المسابقات.