لفيف تشكل ملجأ لـ 200 ألف لاجئ أوكراني.. وتبني مع المدن الأخرى نظاماً دفاعياً تحسّباً للعدوان الروسي

تعمد المدن الأوكرانية إلى بناء نظام دفاعي إقليمي تحسّباً للإعتداءات الروسيّة، كما يخضع مواطنوها للتدريب للوقوف بوجه الجيش الروسي في حال كانت إحدى تلك المدن الهدف التالي للعدوان، ولفيف هي من بين تلك المدن.

إن الوضع في لفيف صعب للغاية بحسب رئيس بلديّتها أندري سادوفي، لكنه أفضل حالاً من ماريوبول وميكولايف وخاركيف، إذ يساعدها وضعها الجيّد نسبياً على استقبال أعداد اللاجئين وتقديم مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي لهم. فكم بلغ عدد اللاجئين في لفيف ومن يدعم البلدية في عملها الإنساني هذا؟.

لفيف

تشكّل لفيف اليوم بحسب سادوفي “مركزاً ضخماً للاجئين إذ تستضيف 200 ألف لاجئ، هم مواطنون أوكران من مدن مختلفة، نمرّ بأوقات صعبة للغاية وهناك ضغط هائل في المدينة. في الأساس يبلغ عدد سكان مدينة لفيف مليون شخص ولكنها اليوم تستضيف 200000 لاجئ، وننفق يومياً بسبب الأزمة مليون دولار على الطعام والطبابة وغيرها من الحاجات الأساسيّة. إنه أمر صعب للغاية لكنهم مواطنينا ويجب أن نقدم أقصى قدر من الدعم لهم”.

وأشار إلى أن “جزء من اللاجئين الأوكران يبقى في لفيف والجزء الثاني منهم يذهب إلى بلدان مختلفة في العالم. أعتقد أنه ربما بعد شهرين أو ثلاثة أو أربعة أشهر قد نتفق مع روسيا ويعود المواطنون الأوكران إلى أوكرانيا. إن هذا مهم جدًا لإعادة بناء بلدنا ونحن بحاجة إلى يد المساعدة لإعادة لتحقيق ذلك”.

وعلى الرغم من صعوبة الوضع في لفيف إلا أن حال بعض المدن الأخرى هو أشدّ قسوة وصعوبة فبحسب المكالمات التي يجريها سادوفي مع زملائه في المدن الأخرى يومياً فإن الوضع في خاركيف وميكولايف وماريوبول أشدّ صعوبة من لفيف.

لفيف

المنظمات الدوليّة “نائمة”

تجهد الدّول الداعمة والصديقة لأوكرانيا لتوفير كل ما في استطاعتها من مساعدات عسكريّة وإنسانيّة في إمكانها أن تخفف وطأة الأزمة على الأوكرانيين، ويشير سادوفي إلى أن “ليتوانيا قدّمت الدعم الأقصى لأوكرانيا على مستوى المواد الغذائيّة غير أن المنظمات الدوليّة كانت نائمة خلال الشهر الأول من الأزمة لقد بدأت الأسبوع الماضي فقط في تقديم المساعدات للمدن الأوكرانية واللاجئين الأوكران”.

وتوجّه سادوفي إلى المجتمع الدولي مطالباً الدعم بـ”المعدات العسكرية لتحقيق أقصى ما يمكن من الدفاع، فنحن بحاجة إلى دعم العسكر ودعم اللاجئين”، وأضاف “نحن بحاجة إلى طائرة مقاتلة وإلى نظام مضاد للصواريخ، وإلى سترات واقية من الرصاص كما نحتاج إلى خوذات وغيرها الكثير من المعدات المختلفة”.

لفيف

مدنيون يتلقون تدريبًا على الأسلحة في لفيف بعدما تطوعوا للانضمام إلى قوات الدفاع الإقليمية – رويترز

أما إذا كانت لفيف مستعدّة لخوض حرب شاملة وإذا كانت جاهزة لتلك الحرب في حال وقعت قال: “نعم، كل مدينة من مدننا جاهزة فنحن نبني دفاعًا إقليميًا ضخمًا للغاية في لفيف، والكثير من المواطنين يتدرّبون كل يوم وأنا متفائل لأنني أرى روسيا المعتدية تخسر، وأشعر بالفخر لشجاعة جيشنا وجنودنا”.

الكثير من المواطنين يتدرّبون كل يوم وأنا متفائل لأنني أرى روسيا المعتدية تخسر

أندري سادوفي

رئيس بلدية لفيف

وبحسب تقديرات سادوفي فإن الحرب ستستمر في تصاعد حتى شهر سبتمبر، أما إذا كانت تلك الحرب ستطال الدول المجاورة، قال: “يتوقف ذلك على ما نتلقاه من عتاد عسكري قوي يمكّننا من ردع روسيا المعتدية، فمن المهم جدًا استلام المعدات العسكريّة اليوم وفورًا، وليس بعد أسبوع أو ثلاثة أو أربعة أسابيع”.

هل تصدق توقّعات سادوفي فتنتهي الحرب في سبتمبر المقبل أم أنها ستتوسّع لتشمل كل المدن الأوكرانية وحتى بعض الدول المجاورة لأوكرانيا؟ وإذا ما انتهت تلك الحرب فعلى أي أساس جيوسياسي وسياسي واقتصادي قد تنتهي؟.