الأفغان يستقبلون شهر رمضان وسط التحديات

  • طالبان تزيد الضغوط على منظمات المساعدات الإنسانية
  • تدخل طالبان في عمل المنظمات الإنسانية يهدد بوقف المساعدات
  • يعتمد المانحون الدوليون والأمم المتحدة على المنظمات غير الحكومية لتنفيذ المشاريع الإنسانية

يواجه الأفغان انهيارًا اقتصاديًا مدمرًا ونقصًا في الغذاء قبل شهر رمضان المبارك.

ليلى البالغة من العمر 30 عامًا ، وهي نازحة من منطقة غوراك بإقليم قندهار ، تعيش في مخيم مؤقت في ضواحي مدينة قندهار مع ولديها وعائلة شقيق زوجها.

هرب زوج ليلى إلى إيران قبل خمسة أشهر بحثًا عن وظيفة ولم يتواصل معها منذ ذلك الحين.

قالت ليلى ، التي تجمع القمامة والزجاجات من الشوارع ، إنها بالكاد تكسب 30 أفغانيًا (35 سنتًا) في اليوم ، ولا تكفي حتى لشراء الخبز لأطفالها.

الغلاء والانهيار الاقتصادي وطالبان.. عوامل تفاقم معاناة الأفغان مع قدوم رمضان

ليلى – نازحة أفغانية

على الرغم من أن الأسواق ممتلئة بالكامل ، لا يستطيع الكثير من الناس شراء الطعام لأسرهم.

يهدد تدخل حركة طالبان في عمل المنظمات غير الحكومية في أفغانستان تدفق المساعدات الإنسانية والمنح الدولية، وفقًا لمنظمات إنسانية ومسؤولين أجانب ووثائق راجعتها صحيفة وول ستريت جورنال.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الحركة تحاول التدخل من خلال سلسلة من الأوامر الرسمية وغير الرسمية لتحديد كيفية إنفاق المساعدات.

وأشارت إلى أن زيادة محاولات طالبان لممارسة المزيد من النفوذ على المنظمات الأجنبية في البلاد معضلة تواجه الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، الذين يرغبون في مساعدة الشعب الأفغاني دون دعم طالبان.

ويعتمد المانحون الدوليون والأمم المتحدة بشكل كبير على المنظمات غير الحكومية لتنفيذ المشاريع الإنسانية. ويرغب العديد من المانحين في مساعدة الأفغان لكنهم لا يريدون تدفق الأموال عبر طالبان. كما تشعر المنظمات الإنسانية بالقلق من أنها قد تتعارض مع العقوبات الدولية إذا تدفقت الأموال عبر طالبان.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم توزيع توجيه من رئيس الوزراء الملا حسن أخوند، على وكالات المعونة الأجنبية، يقول إنه يجب تنفيذ المشاريع الإنسانية بالتنسيق الوثيق مع السلطات في كابل، مما زاد من مخاوف وكالات الإغاثة من أن طالبان تحاول السيطرة على عملهم ومن يستفيدون منه.

وقال جاريد رويل، المدير القطري في كابول لمجلس اللاجئين الدنماركي في كابل: “هذا مقلق للغاية بالنسبة للمنظمات الأجنبية”. وأكد أنه إذا اتبعت المنظمات غير الحكومية توجيهات طالبان بالكامل، “فإننا سننتهك مبادئنا من الحياد”.

كما طالب محافظ إحدى المدن في وسط البلاد من المنظمات التخلي عن أموالها وتنفيذ مشروعات الحكومة، بالإضافة إلى تعيين موظفين تختارهم الحكومة.

عندما قاومت المنظمات المحلية، احتجزت طالبان ما لا يقل عن أربعة من عمال الإغاثة الأفغان لمدة يومين بتهمة الفساد. لكن تم إطلاق سراحهم بعد ضغوط من المنظمات غير الحكومية في كابل، كما تم تعليق أوامر المحافظ مؤقتًا.

وقال أكيم شتاينر، رئيس برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، إن ضغط طالبان على المنظمات غير الحكومية مثير للقلق. وأكد أن قدرة الوكالات الإنسانية على العمل باستقلالية وبحرية تظل قضية “ذات أولوية قصوى” للأمم المتحدة.

وأضاف: “من الأهمية بمكان، لا سيما في البلدان المتنازع عليها أو التي تشهد صراعًا، أن تكون قادرًا على تقديم الدعم الإنساني دون تدخل”.

والخميس، تعهّد المجتمع الدولي في ختام مؤتمر للمانحين نظّمته الأمم المتّحدة تقديم 2,44 مليار دولار لتأمين مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تواجه انهياراً اقتصادياً وأزمة إنسانية خطيرة، في مبلغ يزيد قليلاً عن نصف الأموال التي كانت المنظمة الدولية تأمل جمعها “لإنهاء دوامة الموت” في البلد المنكوب.

وكانت الأمم المتحدة تأمل جمع 4,4 مليارات دولار خلال هذا الحدث الذي نظّمته عبر الفضاء الافتراضي بالتعاون مع المملكة المتحدة وألمانيا وقطر، ما كان سيعني الحصول على ثلاثة أضعاف المبلغ الذي طلبته العام الفائت.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا في مستهل المؤتمر المجتمع الدولي إلى “تحرك فوري”لمساعدة البلد المنكوب.

وحذّر غوتيريش من أنّ “مليون طفل يعانون سوء التغذية الحادّ هم على وشك الموت”، محاولاً إقناع الجهات المانحة بزيادة تعهّداتها لتلبية أكبر نداء لجمع الأموال تطلقه الأمم المتّحدة في تاريخها من أجل دولة واحدة.

وحذّر غوتيريش من أنّه “من دون اتخاذ إجراءات فورية، سنواجه أزمة جوع وسوء تغذية في أفغانستان”، موضحاً أنّ البعض “يبيعون أطفالهم وأعضاء من أجسامهم لإطعام عائلاتهم”.

وتدعو الأمم المتحدة منذ أشهر إلى تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على كابول منذ عودة طالبان إلى السلطة. وجمّدت واشنطن حوالي 9,5 مليارات دولار من البنك المركزي الأفغاني منذ أغسطس.

وتابع غوتيريش أنّ “الدول الغنية والنافذة لا يمكنها تجاهل عواقب قراراتها على الأكثر ضعفا”.

وقال غوتيريش “ببساطة ليس هناك أي مبرّر لهذا التمييز” الجندري.

وشدّدت الأمم المتحدة وبريطانيا وألمانيا وقطر التي تشارك في استضافة هذا المؤتمر الافتراضي، رغم إدانتها عمليات إغلاق المدارس، على أن المجتمع الدولي يجب ألا يتخلى عن الشعب الأفغاني إذ يحتاج 60 في المئة من السكان إلى المساعدة للصمود.

وندّدت وزيرتا الخارجية البريطانية ليز تراس والألمانية أنالينا بربوك بإغلاق مدارس الفتيات الثانوية في أفغانستان.

وقالت تراس “لا يمكن لأيّ بلد أن يزدهر إذا تُرك نصف سكّانه جانباً”، مناشدة النساء أن يكنّ “في قلب” الاستجابة الإنسانية الدولية.

بدورها شدّدت نظيرتها الألمانية على أنّ التقدّم الذي أحرزته المرأة الأفغانية مدى السنوات العشرين الماضية “ينبغي ألا يذوب مثل الجليد في الشمس”، معلنة أنّ بلادها ستقدّم 200 مليون يورو من المساعدات.