قرر مجلس أوروبا تعليق مشاركة روسيا في كل هيئاته باستثناء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

  • يسهر مجلس أوروبا على احترام حقوق الإنسان في القارة وقد انشئ العام 1949
  • هذه المرة الثانية التي يواجه فيها المجلس سيناريو كهذا

تلقى مجلس أوروبا إخطاراً رسمياً من روسيا يفيد طلبها الإنسحاب من المجلس فيما أكد الناطق بإسم مجلس أوروبا دانييل هولتغن تلقي هذا الإخطار.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “الإخطار بانسحاب جمهورية روسيا الاتحادية من المنظمة” سلم الثلاثاء إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش.

ويسهر المجلس على احترام حقوق الإنسان في القارة وقد انشئ العام 1949، ويضم جميع دول القارة تقريبا (47 دولة) بينها روسيا منذ العام 1996، وأوكرانيا منذ العام 1995. وحدها بيلاروس حليفة موسكو ليست عضوا فيه.

زيادة الضغوط على روسيا

ويعد من التداعيات الرئيسية لهذا الانسحاب، عدم استفادة المواطنين الروس البالغ عددهم 145 مليون نسمة من حماية المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الذراع القضائية لمجلس أوروبا والملاذ الأخير ضد أي قرارات تعسفية قد تصدر عن محاكم بلدهم.

وتشكل موسكو المصدر الرئيسي للملفات التي تنظر بها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

فأكثر من 24 % من القضايا المطروحة راهنا على المحكمة تتعلق بروسيا وبعضها ملفات لها رمزية كبيرة مثل قضية المعارض أليكسي نافالني.

غداة إطلاق الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، تم تعليق مشاركة روسيا في كل هيئاته باستثناء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وكانت الجمعية البرلمانية للمجلس مجتمعة يومي الاثنين والثلاثاء للبت بطرد محتمل لروسيا من المنظمة نظرا إلى “الانتهاكات الخطرة للنظام الداخلي للمجلس ” المرتكبة خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.

 أعضاء في مجلس أوروبا: انسحاب روسيا "وقاحة" ومناورة "فظة"

أعضاء الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي (PACE) يعرضون لافتات وملصقات أمام مبنى مجلس أوروبا ( رويترز)

 خطوة استباقية

وقررت روسيا استباق الأمور معلنة أنها تنسحب قبل أن تتعرض لمذلة الطرد.

ومن تداعيات قرار انسحاب روسيا، حرمان المجلس من 7 % تقريبا من ميزانيته السنوية البالغة 500 مليون يورو.

وقالت ليزا ياسكو العضو في الوفد الأوكراني في الجمعية البرلمانية “هذا الاعلان وقاحة صلفة من جانب روسيا”.

وأَضافت “يظنون أن بإمكانهم أن ينقذوا سمعتهم لكن العالم بأسره شاهد على الجرائم التي يرتكبونها

وقالت نيكول تريس رئيسة الوفد الفرنسي ونائبة رئيسة الجمعية البرلمانية “هذه مناورة فظة في محاولة للتخفيف من وطأة ما كنا بصدد التصويت عليه.

كانت 46 دولة مجتمعة هنا وثمة إجماع على طرد روسيا. لم يسبق ان حصل ذلك منذ تأسيس مجلس أوروبا”.

وهذه المرة الثانية التي يواجه فيها المجلس سيناريو كهذا. فقد أقدمت اليونان على الخطوة نفسها وغادرت مجلس أوروبا قبل طردها في العام 1969 في ظل الحكم العسكري الديكتاتوري. وعادت إلى صفوف المجلس العام 1974.

في 2014، منع البرلمانيون الروس في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من حق التصويت بعد ضم روسيا لشبه حزيرة القرم من اوكرانيا.

وبعد خمس سنوات من التوتر الشديد تمكنت البعثة الروسية من العودة إلى الجمعية البرلمانية العام 2019 رغم معارضة البرلمانيين الأوكرانيين المطلقة.

وتعقد اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا اجتماعا الأربعاء للبحث في الوضع.