الحرب الروسية على أوكرانيا تقلب موازين حياة السوريين

قلبت الحرب الروسية في أوكرانيا حياة العديد من الجاليات العربية المقيمة فيها رأساً على عقب!

فبينما يحتمي كثيرون في الملاجئ، يتوجه آخرون إلى حدود الدول المجاورة، وتنقسم توجيهات الدول العربية لرعاياها بين الدعوات لـ”الالتزام بالبقاء في المنازل” وإجلاء محتمل.

 

198 مدنيا أوكرانيا قتلوا منذ بدء الغزو الروسي

الصاروخ أصاب المبنى بين الطابقين 18 و21 / أ ف ب

وفي هذا الإطار خص د. منتصر البلبل مسؤول الجالية السورية الحرة في كييف عاصمة أوكرانيا مراسلة أخبار الآن جنان موسى، للحديث عن أبرز المستجدات.

وبدأ حديثه حول المبنى السكني الذي قصفه الجانب الروسي في منطقة باسلكو صباح اليوم، مشيرا إلى أنه سرعان ما تعامل الجيش الأوكراني والدفاع وأيضا الحرس الوطني مع هذا القصف بشكل جيد.

وأضاف البلبل لأخبار الآن: “حاليا أمكث مع عائلتي في الملجئ ونحاول بشكل دائما الانتباة لصفارات الإنذار، في حال لم نسمع صفارات الإنذار نمارس الحياة بشكل طبيعي، ونتحرك باتجاه منازلنا”.

يستعيد البلبل ذكريات خروجه من سوريا لاجئا، بسبب التدخل الروسي في بلاده، قبل أن يجد نفسه في مواجهة العدو نفسه مجددا في دولة يصفها بأنها أبعد ما يكون عن الحرب “لم يتوقع أحد أن تصير حرب في أوكرانيا..أوكرانيا دولة سلم “.

“لم يتوقع أحد أن تصير حرب في أوكرانيا..أوكرانيا دولة سلم “.

ويلفت المسؤول في الجالية السورية، إلى التشابه بين ما دار في سوريا في السابق وما يدور في أوكرانيا حاليا فيقول ” المجرم واحد وهي روسيا”.

يذكر أن سوريا كانت أعلنت استعدادها للاعتراف بمنطقتي لوهانسك ودونيتسك الأوكرانيتين كجمهورتين مستقلتين، بعد ساعات على اعتراف موسكو باستقلالهما، لتصبح أول دولة عربية تؤيد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويشدد البلبل على أن روسيا “عاقبت شعبا راقيا يحب السلام والحياة، ويرفض معاداة أي طرف”.

ويتابع: “كل ما أراده الاوكرانيون هو بناء الديمقراطية، والبحث عن الحرية بعيدا عن الشيوعية”.

وحول الأوضاع في المدينة يقول الرجل: “هناك أوقات محددة لشراء الاحتياجات الأساسية، قبل أن يتم يحظر التجول بين العاشرة مساء والسادسة صباحا”.

بين دمشق وكييف.. لاجئ سوري يروي لـ"أخبار الآن" معاناته مع جرائم النظام الروسي

د. منتصر البلبل مسؤول الجالية السورية الحرة في كييف أوكرانيا

وقال د. منتصر البلبل أن المشكلة في هذه الحرب تكمن في إطلاق روسيا لصواريخ بعيدة المدى تستهدف العديد من المناطق السكنية وليست المناطق العسكرية.

وتابع: “كأن هذه الحرب تهدف لقتل أكبر عدد من المدنيين، وأضاف البلبل أحد الأمثلة على ذلك قبل يومين دهست دبابة روسية سيارة مدنية”.

أوكراني أعزل يقف أمام مصفحات روسية خلال غزو أوكرانيا

قصف روسي مدن في كييف / أ ف ب

ويسود الخوف في كييف مع توقع توغل القوات الروسية في العاصمة، وذلك بعد “هجمات صاروخية روسية مروعة” على المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، كما أعلنت الحكومة الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مطار هوستوميل الاستراتيجي خارج العاصمة الأوكرانية كييف وقامت بإنزال مظليين في المنطقة.

ويشير البلبل إلى خصوصية وضع اللاجئين السوريين في كييف، فيقول: “ليس لدينا سفارة هنا، فهناك قطع كامل للعلاقات مع النظام السوري”.

ويؤكد الرجل أن حمل السلاح هو الخيار الوحيد نظرا لأن السوريين ممنوعون من دخول أي دولة أخرى، قد يلجأ لها الأوكرانيون.

ويضيف مسؤول الجالية السورية الحرة: “لن أهرب سأبقى هنا، ولم أخرج من سوريا إلا بسبب الإصابة، وأنا هنا للدفاع عن أولادي، وسأعمل على إيصال آلام الشارع الأوكراني إلى كل وسائل الإعلام العربي”.

ويتابع: “إذا دخل الروس هنا سأحاربهم وسأقف ضدهم مثلما وقفنا ضدهم في سوريا”.

ويختتم الرجل بالإشارة إلى استبسال الشعب الأوكراني، وتماسكه في وجه المعتدي الروسي فيقول: “هناك استبسال من جانب الجيش والمقاومة الشعبية، أنا أشعر بالفخر والاعتزاز لوجودي في هذا البلد”.

 

فرار الآلاف من الأوكرانيين

كان نائب وزير الداخلية البولندي، باول سفيرناكر، قد أعلن، السبت، أن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال سفيرناكر للصحافيين الذين التقاهم في قرية مديكا الحدودية، “منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، عبر مئة ألف شخص الحدود قادمين من أوكرانيا إلى بولندا”.

وأضاف أن تسعين بالمئة من اللاجئين لديهم أماكن فعلية يتوجهون إليها في بولندا، مثل منازل أصدقاء أو أفراد أسرة، لكن الباقين قصدوا تسعة مراكز استقبال أقيمت على طول الحدود. وتقدم تلك المراكز وجبات طعام ورعاية طبية ومكان للاستراحة ومعلومات ضرورية.

وقال رئيس وحدة حرس الحدود البولندي، توماش براغا، في المؤتمر الصحافي نفسه إن يوم الجمعة وحده عبر قرابة 50 ألف شخص من أوكرانيا إلى بولندا.

وبولندا التي كان ما يقدر بـ 1,5 مليون أوكراني يقيمون على أراضيها قبل الغزو الروسي وعبّرت عن الدعم الراسخ لأوكرانيا، استقبلت غالبية الأوكرانيين الفارين.