بكين غفلت عن غياب الرجال.. تساؤلات عن مصير عائلة حاملة الشعلة الإيغورية

  • ظهر أقارب دينيجير يلاموجيانغ وهم يبكون خلال لحظة وجودها في مركز الصدارة
  • أى منتقدون أن الصين استخدمتها باعتبارها “تكتيك إلهاء” ذي دوافع سياسية
  • تم إرسال ما يصل إلى 1.5 مليون من الإيغور إلى معسكرات في مقاطعة شينجيانغ الشرقية

أظهر التلفزيون الحكومي في مقاطعة شينجيانغ الصينية عائلة متزلجة من الإيغور وهي تراقبها وهي تحمل الشعلة الأولمبية في حفل افتتاح بكين فيما ظهر أقارب دينيجير يلاموجيانغ وهم يبكون خلال لحظة وجودها في مركز الصدارة، لكن بعض المشاهدين تساءلوا عن سبب غياب الرجال في عائلتها، حيث أظهرت الصور أربعة أو خمسة رجال فقط في غرفة مليئة بعشرين امرأة.
تتهم منظمات إنسانية عالمية الصين بحبس ملايين الإيغور، معظمهم من الرجال، في معسكرات ونقل آلاف آخرين بعيدًا عن منازلهم كجزء من “برنامج العمل الجبري”، إضافة لـ “إعادة تثقيف” الأقلية المسلمة.

وتصدرت الرياضية دينيجير يلاموجيانغ عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم بعد حفل افتتاح بكين يوم الجمعة، فيما رأى منتقدون أن الصين استخدمتها باعتبارها “تكتيك إلهاء” ذي دوافع سياسية، وقادت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، الانتقادات قائلة إن إدراج دينيجير”لا ينتقص مما نعرف أنه يحدث على الأرض ” في الصين وهو “ارتكاب إبادة جماعية”، وهو الأمر الذي اتفقت معه جماعات حقوقية معنية بشؤون الإيغور والتي وصفت حمل دينيجير للشعلة جنبًا إلى جنب مع رياضي من عرقية الهان بـ “الهجومية”.

 

بعد أن فتحت بكين لها الإعلام على مصراعيه.. لماذا اختفت حاملة الشعلة الإيغورية فجأة؟!

حاملة الشعلة الإيغورية مع رياضي من أكثرية الهان. (غيتي)

وما تسبب في مزيد من الجدل هو اختفاء دينيجير المفاجئ من دائرة الضوء بعد ذلك بوقت قصير، حيث شاركت في التزلج الريفي على الثلج يوم السبت لكنها تراجعت دون التحدث إلى حشد من المراسلين، والذين انتظروا وراءها لإجراء مقابلة معها، في درجات حرارة شديدة البرودة قبل أن يكتشفوا أنها غادرت، وفقًا لتقارير وول ستريت جورنال، ويخالف غياب الرياضية الإيغورية القواعد الأولمبية التي تنص على أنه يجب على الرياضيين المرور عبر “منطقة مختلطة”، حيث يمكن للصحفيين الاقتراب منهم لإجراء مقابلات معهم بعد كل الأحداث، فيما لم يستجب مسؤولو الأولمبياد الصينيون لطلبات إجراء مقابلة معها، ولم يتم الرد على طلبات التعليق المرسلة بهذا الصدد.

1.5 مليون من الإيغور إلى معسكرات في مقاطعة شينجيانغ الشرقية في السنوات الأخيرة

 

تشير الأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة إلى أنه تم إرسال ما يصل إلى 1.5 مليون من الإيغور إلى معسكرات في مقاطعة شينجيانغ الشرقية في السنوات الأخيرة – وهي حملة بدأت في عام 2014 وتصاعدت بشكل كبير في عام 2017، ويتراوح أعمارهم بين الشباب ومتوسطي العمر، كما تشير التقديرات إلى أن ما بين واحد من كل ستة وواحد من كل ثلاثة من سكان الإيغور الذكور مروا بأحد المخيمات، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، مقارنة بواحد من كل عشرة من عامة السكان.

عدد معسكرات هائل ومروّع!

 

في سياق متصل، تقول وسائل إعلام أجنبية إن ما يصل إلى 80 ألف من الإيغور قد تم نقلهم قسراً خارج شينجيانغ كجزء من برنامج العمل الجبري – مع تجنيد العديد منهم مباشرة من المعسكرات، والتي كشفت صور الأقمار الصناعية أن عددها لا يقل عن عشرين معسكرًا كبيرًا، لكن التقديرات تشير إلى أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 1200، وتتسم هذه المخيمات بالظروف المزرية، ويشهد سجناء على ذلك برواياتهم عن تعرضهم للتعذيب في محاولة من قبل المسؤولين الصينيين لإجبارهم على التخلي عن دينهم وتبني أيديولوجية الدولة بدلاً من ذلك، ووفقاً للناجين، فإن الوفيات أمر شائع.

 

بعد أن فتحت بكين لها الإعلام على مصراعيه.. لماذا اختفت حاملة الشعلة الإيغورية فجأة؟!

صورة قمر صناعي لأحد معسكرات الاحتجاز ضد الإيغور في الصين (غيتي)

ولم تنج النساء المحتجزات في المعسكرات من ويلات الممارسات هناك، إذ أن الكثير منهنّ تعرضن للتعقيم القسري، و “الاغتصاب المنهجي”، والإكراه على أخذ موانع الحمل، وتقول نساءُ رجال محتجزين إنهن أُجبرن على اصطحاب مسؤولين صينيين من الهان ذات الأغلبية العرقية إلى منازلهم ومشاركتهم أسرّتهم في بعض الأحيان.

ترى الولايات المتحدة ووالعديد من الدول الأوروبية أن الصين متورطة في إبادة عرقية ترعاها الدولة ضد الإيغور، وهو الأمر الذي دعا دولاً أخرى مع أمريكا مثل المملكة المتحدة وأستراليا وكندا لمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الجارية في الصين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

ورغم إنكار وجود أي معسكرات في البداية، عاد الحزب الشيوعي عن تصريحات النفي، مشدداً على أنها “مراكز تدريب” طوعية تهدف إلى ما وصفها بـ “الحد من التطرف”.