باشا بوش.. تقليد أفغاني لتتخلص العائلة من نظرة المجتمع القاسية للبنات

  • هذا التقليد تسمح التقاليد الأفغانية للفتيات بالحصول على حرية الأولاد
  • سنام فتاة أفغانية لم تبلغ الثامنة من عمرها وهي فتاة تعيش كصبي
  • تلجأ لها غالبا الأسر الأفغانية التى لايوجد لها أولاد ذكور فتختار إحدى بناتها لتكون” باشا بوش”

يعتبر تشبه النساء بالرجال والعكس في كل المجتمعات أمراً مكروها ومنبوذاً، لكن في المجتمع الأفغاني الذي لا زالت الكثير من العادات و التقاليد تسيطر عليه أمراً طبيعياً، فكثيرا ماتلمح في شوارع المدن والقرى العديد من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 5-15 عاماً يرتدين لباس الذكور ويتصرفن مثلهم.

ويطلق على هذه الظاهرة إسم Bacha Posh وتعنى باللغة الدرية الأفغانية “اللبس كولد “.

سنام فتاة أفغانية لم تبلغ الثامنة من عمرها وهي فتاة تعيش كصبي

في أحد الأيام، قصصت الفتاة ذات الخدين الورديين والابتسامة الغامقة شعرها الأسود، وارتدت ملابس صبي واتخذت اسم صبي: أوميد.

الآن يمكنها لعب كرة القدم والكريكيت مع الأولاد ، وتقول إنها تتغلب بسهولة على ابن جزار الحي في المصارعة ، ويمكنها مساعدة والدها في العمل.

فهيمة ، والدة سنام تقول “باشا بوش (فتاة تعيش كصبي) ليس شائعًا في مجتمعنا الأفغاني ، لكن كان علينا القيام بذلك بسبب الفقر. ليس لدينا ابن ليعمل معنا ، وليس لدى والدها أي شخص أساعده فأنا أعتبرها ابني بجانبه حتى تصبح مراهقة “.

"الباشا بوش" تقليد أفغاني يعطي الحرية للفتاة لكن بشرط أن تصبح صبيا

فهيمة – والدة سنام

وتضيف فهيمة والدة سنام “كان علينا أن نفعل ذلك بسبب الفقر”. “ليس لدينا ابن ليعمل معنا ، ووالدها ليس لديه من يساعده. لذا سأعتبرها ابني حتى تصبح مراهقة”.

"الباشا بوش" تقليد أفغاني يعطي الحرية للفتاة لكن بشرط أن تصبح صبيا

سنام – فتاة أفغانية

وتلجأ لها غالبا الأسر التى لايوجد لها أولاد ذكور فتختار إحدى بناتها لتكون” باشا بوش” لتتخلص من نظرة المجتمع القاسية للبنات، وكذلك لتخفف من أعباءها المادية، حيث يمكن للبنت في هيئة ولد من الخروج للعمل ومساعدة العائلة في جلب قوتها اليومي.

“ناجية “كانت في السابق باشا بوش تقول” أن تكون ولدا هو أمر جيد جدا في هذا الوضع في أفغانستان، الأولاد أكثر قيمة. لا يوجد اضطهاد لهم ولا حدود ، لكن كونك فتاة أمر مختلف. إنهم مجبرون على الزواج في سن مبكرة.”

وتضيف ناجية “يقول الناس إنها هي مراهقة لا تخرج من المنزل ، ويرى الناس وجهها. هذه الأشياء شائعة في أفغانستان. أن تكون رجلاً أفضل من أن تكون امرأة. أكرر ، على الرغم من إنجاب أربعة أطفال ، أتمنى لوكنت رجلاً. إنه أمر صعب للغاية بالنسبة لي. لقد منعوني من التدريس في المدرسة. لو كنت رجلاً ، كنت لأكون مدرسًا في مدرسة.

 

"الباشا بوش" تقليد أفغاني يعطي الحرية للفتاة لكن بشرط أن تصبح صبيا

“ناجية ” أفغانية كانت في السابق باشا بوش

لكن هذا التغيير في حياة الفتيات لا يستمر إلى الأبد فعندما تصل الفتاة لعمر 17 أو 18 تعود لطبيعتها الأنثوية فتلزم البقاء في البيت وترتدي البرقع وتستعد للزواج.هذا الرجوع لا يكون سهلا تقول بعض الفتيات التي عاشت طفولتها كولد أنها كانت تشعر بالحرية بالخروج واللعب في أي وقت و الذهاب الى المدرسة والعمل وكل الأمور المحرمة على بنات جنسها لكن بعد أن رجعت لطبيعتها الأنثوية فإنها واجهت صعوبة في مواصلة هذا الأمر وفي ممارسة مهام البيت اليومية كالطبخ والغسيل وتربية الاطفال.

“باشا بوش.. فأل حسن

يعتقد المجتمع الأفغاني أن تقليد ” باشا بوش” بالإضافة إلى أنه تقليد إجتماعي يمسح العار عن العائلات التى ليس لها ذكور تحمل إسمها وترث أموالها وتاريخيها فإنه يجلب الحظ للعائلة وممكن ان ترزق بصبي حقيقي.

ومن غير الواضح كيف تنظر جماعة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان منتصف آب (أغسطس) الماضي ، ولم يدلوا بأي تصريحات علنية حول هذه القضية ، من غير الواضح كيف تنظر إلى هذه الممارسة أو التقليد .

ويبقى ” الباشا بوش” تقليد إجتماعي يتحول إلى صراع نفسي وجسدي تعيشه الفتاة الأفغانية بإسم العادات والتقاليد قد يمنحها القليل من الحرية المشروطة في مجتمع محافظ، لكن يسلبها أنوثتها و يفقدها هويتها .