تقرير: تمرد داخل طالبان من قبل مقاتلي الأقليات

  • قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن تمرداً داخلياً ضاعف من مشاكل طالبان
  • بات التمرد يهدد تحالفها الذي بنته ومكنها من السيطرة على أفغانستان في أغسطس الماضي
  • يسيطر البشتون على الجماعة لكن أفرادا من أقلية الأوزبك المنتمين لطالبان قاتلوا، هذا الأسبوع، رفقة أزوبكين آخرين ضد قوات لطالبان في مقاطعة فارياب

 

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن تمرداً داخلياً ضاعف من مشاكل طالبان وبات يهدد تحالفها الذي بنته ومكنها من السيطرة على أفغانستان في أغسطس الماضي.

تضيف الصحيفة الأمريكية أن مقاتلين من الأقليات العرقية في صفوف الجماعة في شمال البلاد يقودون تمردا ضد ما يصفونه “تمييزا”.

ويسيطر البشتون على الجماعة لكن أفرادا من أقلية الأوزبك المنتمين لطالبان قاتلوا، هذا الأسبوع، رفقة أزوبكين آخرين ضد قوات لطالبان في مقاطعة فارياب، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، وفق ما نقلت الصحيفة.

ويميل الأوزبك والطاجيك وغيرهم من الجماعات إلى الهيمنة في الشمال ويعارضون تقليديا جماعة طالبان، التي يغلب على قيادتها البشتون، رغم أن بعض أفراد الأقليات انضموا في السابق للجماعة ولعبوا دورا كبيرا في سيطرتها على البلاد.

وينقل تقرير “وول ستريت جورنال” عن تميم أسي، رئيس معهد دراسات الحرب والسلام الأفغاني الذي يعيش حاليا في المنفى، وكان يشغل منصب نائب وزير الدفاع في النظام السابق، “أنه من السابق لأوانه معرفة إن كانت الاشتباكات في فارياب سيكون لها تأثير كرة الثلج الذي ينتقل إلى صفوف أعضاء طالبان من غير البشتون”.

قالت طالبان، بعد سيطرتها على البلاد، إنها ستشكل حكومة تضم الأقليات، لكن تبين أن الحكومة الجديدة يسطر عليها البشتون.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن السكان في فارياب قالوا إن الاشتباك الذي وقع كان بسبب اعتقال أحد القادة المحليين، وهو أوزبكي بارز داخل الجماعة، بتهمة السرقة.

ولم تصدر طالبان أي بيان رسمي عن التهمة الموجهة له رغم إقرارها باعتقاله، لكن ذلك أثار تمردا يغذيه ما وصفه الأوزبكيون المحليون بأنه تمييز من جانب البشتون.

وأغلقت الشوراع المؤدية إلى المكاتب الحكومية في ميمانا عاصمة مقاطعة فارياب، وأعادت طالبان السيطرة على مكتب حاكم المقاطعة، الجمعة.

وقال أحد السكان للصحيفة إن جميع المتاجر مغلقة، متوقعا أن يحدث تصعيد في أي لحظة، وأوضح أن الأمر “يتعلق بانقسامات عرقية داخل طالبان”.

ولا توجد مجموعة إتنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونا، ما جعل الانقسامات تمثل تحديا دائما للاستقرار السياسي.

والبشتون هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان ويشكلون أكثر من 42 في المئة من السكان.

وهيمنت هذه المجموعة التي يغلب عليها السنّة وتتحدث لغة البشتو، على المؤسسات السياسية الأفغانية منذ القرن الثامن عشر، وشدد العديد من قادة البشتون على مر السنوات على “الأحقية في حكم” أفغانستان، ما أثار غضب المجموعات الإثنية الأخرى.

وطالبان التي سيطرت على أفغانستان للمرة الثانية بعد فترة حكمها الممتدة من 1996 إلى 2001، هي جماعة معظم المنتمين إليها من البشتون.