روسيا تدعم صرب البوسنة باتجاه الانفصال

حذر مراقبون من أن البوسنة الدولة الواقعة فى منطقة البلقان على حافة أزمة ستكون الأخطر منذ نهاية حرب البوسنة عام 1995، التى قتل فيها الآلاف وارتكبت خلالها أعمال تطهير عرقى مروعة.

وحذر كريستيان شميت الممثل السامى للمجتمع الدولى فى البوسنة من أن اتفاقية السلام «دايتون» التى توسطت فيها الولايات المتحدة والموقعة فى نهاية الحرب معرضة لخطر الانهيار ما لم يتم اتخاذ إجراء لوقف ضغوط الانفصاليين الصرب المدعومين من روسيا الرامية نحو الانفصال.

فقد هدّد الزعيم الصربى ميلوراد دوديك، أحد أعضاء المجلس الرئاسى للبوسنة والهرسك المكون من ثلاثة أشخاص، مراراً بالانفصال عن بقية البلاد، التى تتكون منذ الحرب من منطقتى حكم ذاتى مرتبطتين بحكومة مركزية.

لكنه هذه المرة أضاف مزيداً من التفاصيل عن طريق سنّ تشريع يمكن أن يؤدى لانفصال جمهورية صرب البوسنة عن المؤسسات المشتركة للدولة، مثل القوات المسلحة والهيئات القضائية.

وقال شميت لمجلس الأمن الدولى الذى اجتمع مؤخرا لإعادة تفويض مهمة قوة حفظ السلام التى يقودها الاتحاد الأوروبي: «هذا بمثابة انفصال دون إعلانه».

تحذير روسي للبوسنة

وفي آذار الماضي قالت سفارة روسيا في البوسنة في بيان إن موسكو سترد إذا اتخذت البوسنة خطوات صوب الانضمام لحلف شمال الأطلسي “لأنها ستعتبر ذلك سلوكا عدائيا”.

وصرحت البوسنة علنا ومنذ فترة طويلة بأنها تعتبر التكامل مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي من أهدافها الاستراتيجية.

لكن صرب البوسنة بقيادة دوديك الموالي لروسيا وممثلهم في رئاسة البلاد المكونة من ثلاثة أعضاء، يريدون أن تظل البلاد محايدة وأن تنأى عن التحالف العسكري الذي تقوده، الولايات المتحدة.

وبدأت صربيا خلال السنوات الماضية بماوصف بسباق تسلح، وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن جيرانه في البلقان لا ينبغي أن ينزعجوا من إعادة التسلح ، التي وصفها بأنها تحديث للقوات المسلحة لبلاده ، ويقول إن بلغراد ليس لديها نوايا هجومية.

لكن جيران صربيا يشعرون بالقلق بسبب برنامج إعادة التسلح، الذي شهد زيادة إنفاق بلغراد على الدفاع بنسبة 70٪ منذ عام 2015. ويشير مسؤولون إلى أن مشتريات الأسلحة التي قام بها فوتشيتش قد عملت على تعميق علاقات صربيا مع الصين وروسيا ، التي تتعاطف مع طموحات الانفصال للزعيم الصربي دوديك.

وحذر وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ الثلاثاء الماضي من أن “التاريخ أظهر مرات عديدة أننا نهمل غرب البلقان على مسؤوليتنا”، محذراً من نوايا دوديك الانفصالية بدعم روسي واضح.