قمة “كوب26”.. “الأمل الأخير” لوقف تأثيرات المناخ

  • خبير بيئي: الاعتماد على البترول في انتاج الطاقة، يتسبب يغازات خطيرة
  • خبير بيئي: الاحترار العالمي يعني تدمير للحياة البيئة على سطح الكوكب

انطلق، الأحد، مؤتمر الأطراف للمناخ كوب26 في غلاسكو وسط حضور نحو 200 دولة، في قمة تمثل “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس، وفقا لرئيس المؤتمر ألوك شارما.

وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ”.

وقال شارما إن تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية”.

وتابع خلال افتتاح المؤتمر “نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ” مشيرا إلى أن تغير المناخ استمر خلال وباء كوفيد-19 الذي تسبب في إرجاء الاجتماع لمدة عام.

وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.

خبير بيئي: العالم يعتمد على الطاقة البترولية وهذا شيء خطير

من جهته، قال الخبير البيئي، ضومط كامل، في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن” “اليوم العالم كله بحاجة إلى الطاقة، ولغاية اليوم الطاقة الوحيدة التي تستهلك من أجل الصناعة وكل المتطلبات هي المستخرجة من البترول والوقود الأحفوري والفحم الحجري وهذا وضع خطير جدا”.

وأضاف : “في عام، 1950 لم يكن هناك استهلاك أكثر من 8 إلى 10 مليون برميل نفط يوميا، اليوم يتم استهلاك أكثر من 100 مليون برميل نفط يوميا، ما يعني أن كل حاجة العالم هي بترويلية، وهذا شيء خطير”.

وهذا الاعتماد على البترول في انتاج الطاقة، يتسبب بتوليد حرارة عالية على سطح الأرض مما سيولد غازات خطيرة وغازات دفيئة، وفقا لكامل.

وعن الدول التي التزمت باتفاق باريس 2015 للمناخ، قال كامل إن “الولايات المتحدة التزمت في اتفاق باريس 2015 مع أنه تسبب لواشنطن خسارة كبيرة جدا، الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لديها استراتيجيات لتخفض الانبعاثات مهمة جدا”.

خبير بيئي لـ"أخبار الآن": كائنات حية "ستختفي" بسبب الاحترار العالمي

ضومط كامل، خبير بيئي

المبادرات السعودية مهمة جدا

وأشار الخبير البيئي إلى أن “هناك خطة مهمة جدا وهي خطة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.

وعن هذه المبادرات السعودية، قال كامل إنها “خطط استباقية مهمة وخاصة أنها قبل قمة غلاسكو للمناخ، لأنه يجب أن تكون لدى الدول جميعها خطط تنفيذية على الأرض، وخطط طويلة الأمد ل20 و15 سنة قادمة من أجل تخفيض الانبعاثات الكربونية”.

وتابع: “نحن في المنطقة العربية في حال تم تنفيذ مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، ستكون دول المنطقة من أهم الدول التي تضع الخطط والاستراتيجيات المطلوبة لمواجهة التغير المناخي”.

العالم اليوم في خطر

وعن الأوضاع الحالية، قال الخبير البيئي، ضومط كامل، “نحن وصلنا اليوم إلى أوضاع خطيرة عالميا، في 2020 و2021 شهدنا حرائق خطيرة جدا، والمساحات التي احترقت على سطح الكوكب كفيلة بزيادة درجة الحرارة على سطح الكوكب”.

وتحدث كامل عن نقاط يجب تنفيذها لتخفيف من عواقب هذا الارتفاع في درجات الحرارة وهي:

  • أولا: البحث عن الطاقة البديلة وهي الطاقة (المائية والهوائية والشمسية)، ووضع استراتيجيات تنفيذية على الأرض.
  • ثانيا: زيادة الغابات وزراعة الأشجار ، وهي ذات الخطة التي اطلقتها السعودية، وإذا ما تمت تطبيقها سنكون وفرنا حماية بنسبة 40% للكوكب.

وأردف قائلا “مؤتمر غلاسكو في حال لم يأخذ قرار ملزم لدول العالم كافة بتخفيض استهلاك الوقود سنبقى في مكاننا، وكذلك إذا لم يأخذ قرار بحماية الغابات في العالم، ويجب عليه أخذ قرار بتحويل المدن إلى مدن بيئية، والنسخة موجودة وهي الرياض الخضراء”.

تدمير الحياة البيئية

وقال كامل إن وجود “420 جزء بالمليون من الكربون في الجو يعني احترار الكتل الهوائية وانتفاخ هذه الكتل ما يعني تدمير للحياة البيئة على سطح الكوكب”.

وأضاف “كل شعوب العالم وصلت إلى مرحلة الخطر الشديد، وهناك إمكانية لتقديم استراتيجية كاملة مطلوبة دون المس بالأمن العسكري أو الأمن التجاري أو الأمن الاقتصادي لأي بلد، لأن أي خطة إذا ضرت بهذه الجوانب لن تأخذ بعين الاعتبار”.

موت الكائنات الحية

وعن تأثر الاحترار العالمي، قال كامل إن “اليوم في حالة ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية عن ما هي عليه الآن، هناك كائنات حية لن تتحمل هذا الارتفاع، وأيضا هناك نباتات وتنوع بيولوجي كبير جدا لن يتحمل هذا التغيير وسوف يموت”.

“وإذا ارتفعت درجة الحرارة بـ 1.5 درجة مئوية،  فإن أنظمة بيولوجية ستتغير، بل والتنوع البيولوجي على سطح الكوكب بشكل عام سيتغير، وهذا شيء خطير، وهذا بداية التدمير الكامل”، وفقا لكامل.

“شاهدنا في كورونا ما كنا نحلم به”

وتحدث الخبير البيئي عن فتة كورونا قائلا “بفترة انتشار فيروس كورونا في 2020 شاهدنا ما كنا نحلم به، وما نطالب به منذ 1980، حيث أصبح لدينا نقاوة في الجو كما كان قبل 50 عاما، بسبب توقف حركة الصناعة وحركة السيارات، ولكن اليوم عدنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة من التدهور البيئي”.

وأضاف “لا شك أن البيئة العالمية ذاهبة إلى تدهور خطير، وحتى تعود وتنطلق من جديدة فهي بحاجة من 10 إلى 20 سنة، في حال نفذت الخطط العلمية المطلوبة، وبذلك ستعود البيئة إلى ما كانت عليه في عام 1980 أو 1990”.