ميركل تنهي مسيرتها في سدة الحكم في ألمانيا

  • حقبة ذهبية تنتهي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل
  • ميركل تواجدت في السلطة لأكثر من 16 عاما
  • ميركل متفائلة بشأن حكومة يقودها شولتس
  • شولتس سيرافق ميركل في لقاءاتها الثنائية المقرّرة على هامش قمة مجموعة العشرين

أشاد القادة الأوروبيون في آخر قمة تشارك فيها أنغيلا ميركل بإنجازات وجهود المستشارة الألمانية فيما يتعلق بتطوير الوحدة الأوروبية والتعامل مع الأزمات بشكل يحافظ على استقرار البيت الأوروبي.

وعبر عن ذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الذي قال إن قمة دول الاتحاد الأوروبي: “من دون أنغيلا ميركل تشبه روما دون الفاتيكان أو باريس من دون برج إيفل”.

وفي السياق نفسه أشاد زعماء أوروبيون بحكمة وبساطة ميركل معتبرين أنها سياسية أوروبية بامتياز بذلت جهودا كبيرة في تسوية الكثير من النزاعات التي واجهها الاتحاد الأوروبي في الستة عشر عاما الماضية.

وأعطت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بركتها للحكومة الائتلافية الجديدة المرجحة قائلة إنها تتوقع أن تنام “مطمئنة” بعد أن يخلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس.

وتنسحب ميركل من السياسة بعد 16 عاما على رأس السلطة، بينما يواجه ائتلاف الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي الانتقال الى المعارضة بعد تحقيقه أسوأ نتائجه في الانتخابات العامة الشهر الماضي.

ويفاوض الحزب الاشتراكي الديموقراطي الآن مع الليبراليين والخضر لتشكيل ائتلاف جديد، وهدف هذه الأحزاب وفق ما أعلنت الخميس هو ايصال وزير المال شولتس الى رئاسة المستشارية في أوائل كانون الأول/ديسمبر.

وعندما سألتها صحيفة سودويتشه عن شعورها حيال تولي اشتراكي ديموقراطي زمام الأمور في البلاد، أجابت ميركل “سوف يكون هناك بالطبع اختلافات سياسية، لكن سيكون بامكاني النوم مطمئنة”.

وأشارت الزعيمة المخضرمة أيضا إلى أنها لا تتوقع حدوث تحولات كبيرة في السياسة المالية في ظل ادارة شولتس، وفي بلد يزهو بميزانيته الصارمة.

وقالت ميركل التي أشرفت على الشؤون المالية في المانيا منذ عام 2018 إن شولتس لم يعط انطباعا بأن لديه ميلا للإنفاق.

وفي حال أفضت المفاوضات الجارية بين الأحزاب الثلاثة الى تشكيل ائتلاف، فإن الحكومة الثلاثية الجديدة تخطط لاستثمارات كبيرة في مجالات المناخ والبنية التحتية والتعليم.

وبما أن هذه الأحزاب تعهدت أيضا بعدم زيادة الضرائب واحترام “مكابح الديون” المحمية بموجب نصوص في الدستور تحد من الاقتراض، لا بد من الانتظار لمعرفة كيف سيتم تمويل هذه الخطط.

ستتولى ميركل تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة.

وفي حال نجحت أحزاب الاشتراكي الديموقراطي والديموقراطي الحر والخضر في الالتزام بجدولها الزمني لتشكيل حكومة، فإن هذا سيمنع ميركل وبفارق أيام فقط من تحطيم الرقم القياسي لهيلموت كول الذي تولى رئاسة المستشارية لأطول فترة ما بعد الحرب حتى الآن.

وقالت ميركل التي قامت بزيارات وداعية خارجية عدة إنها كانت “مرنة” بشأن عدم معرفتها المسبقة بالتاريخ المحدد لآخر يوم لها في السلطة.

وأضافت “لم أفكر ابدا بما سأفعله في اليوم التالي”.

فيما سيرافق أولاف شولتس، الخلف الأرجح للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل خلال لقاءاتها الثنائية مع مسؤولين دوليين على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، وفق ما أعلنت مصادر حكومية شدّدت على وجوب اعتبار هذا الأمر “مؤشرا” إلى “الاستمرارية”.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر يجري الحزب الاشتراكي الديموقراطي مفاوضات حثيثة لتشكيل ائتلاف حكومي مع حزب الخضر والحزب الليبرالي.