مقتل الصحراوي.. نهاية رجل عصابات شديد الغموض

 

اعترفت صحيفة النبأ الأسبوعية، الناطقة بلسان داعش، بمقتل عدنان أبوالوليد الصحراوي، أمير تنظيم داعش في منطقة الصحراء الكبرى، وذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقتله بعملية عسكرية للقوات الفرنسية في مالي.

ونشرت صحيفة النبأ (عدد 306)، مقالًا افتتاحيًا بعنوان: (فإما نرينك أو نتوفينك)، مصحوبًا بصورة أبو الوليد الصحراوي أثناء أداءه البيعة لتنظيم داعش.

وقالت الصحيفة إن موازين الفوز والخسارة في أنظار الناس مختلفة، فهم يرون أن الفوز لا يكون إلا بالنصر والظفر، بينما يرون القتل دون ذلك خسارة وإخفاقًا، مضيفةً أن هذه الرؤية ناجمة عن حسابات الأمور بميزان “المادة” الخاطئة.

وذكرت الصحيفة آيات من القرآن حول أحداث دارت في فترة النبي محمد (القرن الأول الهجري)، تعرض فيها المسلمون لهزائم أو انتكاسات عسكرية في معاركهم مع خصومهم في شبه الجزيرة العربية، مستدلةً بها على أن مقتل قيادات التنظيم لا يُعد هزيمة من منظوره الخاص، بل انتصارًا لكن من نوع آخر.

ويسوق التنظيم هذه الوقائع التاريخية، محاولًا كسب زخم معنوي وتثبيت عناصره بعد الخسائر التي تحل به، وعقب مقتله قادته البارزين.

وألمحت “أسبوعية النبأ” إلى أن النصر العسكري غير مرتبط بوجود قادة وأفراد بعينهم، مردفةً أن هذا هو تجسيد معنى: “إما نرينك أو نتوفينك”، لأن النصر الحقيقي من منظور التنظيم العقدي هو القتل ودخول الجنة، على حد وصف التنظيم.

 

ماكرون أعلن مقتل الصحراوي في عملية لجيش بلاده في الساحل الإفريقي

 

وأعلن الرئيس الفرنسي، في الـ16 من سبتمبر/ أيلول الماضي، مقتل أبو الوليد الصحراوي في عملية لجيش بلاده في الساحل الإفريقي، واصفًا العملية بـ”النجاح الكبير في المعركة ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل”.

وأشارت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى إن الصحراوي مات بعد ضربة شنتها قوات “عملية برخان” الفرنسية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية.

وأضافت “بارلي” في مؤتمر صحفي في وقت سابق، إن الصحرواي أصيب بجروح خلال ضربة نفذتها قوة برخان في آب/أغسطس 2021، وذلك بفضل مناورة استخبارية طويلة الأمد وبفضل العديد من العمليات لاعتقال مقاتلين مقربين من الصحراوي، قادت إلى تحديد العديد من الأماكن التي كان من المحتمل أن يتحصن فيها.

ومن جانبها، رحبت الولايات المتحدة بمقتل أبو الوليد الصحراوي، قائلةً إنه يتحمل مسؤولية أعمال عنف أودت بحياة عدد لا يحصى من المدنيين والعسكريين في منطقة الساحل، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف دورية مشتركة بين الولايات المتحدة والنيجر في منطقة “تونجو تونجو” في النيجر وأسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين وأربعة جنود نيجيريين، وذلك في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2017.

وأعلن أبو الوليد الصحرواي، بيعته لتنظيم داعش في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بيد أن التنظيم اعترف بتلك البيعة عبر صحيفة النبأ الأسبوعية، وفي مقطع مرئي بثته وكالة أعماق الإخبارية (إحدى أذرع التنظيم الدعائية)، بعد نحو عام من تلك البيعة.

وفي أبريل/ نيسان 2019، أثنى أبوبكر البغدادي، خليفة داعش آنذاك (قتل في أكتوبر 2019)، على أبوالوليد الصحرواي، في لقاء مرئي بعنوان “في ضيافة أمير المؤمنين”، قائلًا: (أما ما يخص بيعة إخوانكم في مالي، وبوركينا فاسو فنبارك لهم البيعة ونسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ أخانا أبا الوليد الصحراوي، ونوصيهم بأن يكثفوا ضرباتهم ضد فرنسا وحلفائها، وأن يثأروا لإخوانهم في العراق والشام).