أسعار الأفيون في ارتفاع إثر عودة طالبان إلى السلطة

  • يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الأفيون إلى 90 يورو
  • تصريح المتحدث باسم نظام طالبان ذبيح الله مجاهد في 17 آب/أغسطس تسبب في ارتفاع الأسعار
  • إنتاج الأفيون يدر دخلا يصل إلى ملياري دولار (1,7 مليار يورو) في أفغانستان

في سوق في جنوب أفغانستان يبتسم الباعة الواقفون بجانب أكياس الأفيون، ومع غرق البلاد في البؤس ارتفع سعر المخدر الرئيسي المنتج محليا منذ عودة طالبان إلى السلطة.

فمنذ عودة طالبان إلى السلطة منتصف آب/أغسطس زاد سعر الأفيون الذي يحول إلى هيرويين في البلاد أو في باكستان وإيران، ثلاث مرات لتزويد السوق الأوروبية على وجه الخصوص.

واليوم يصل سعر الكيلوغرام الواحد في هذه السوق إلى 17500 روبية باكستانية أو ما يقارب 90 يورو، بحسب الباعة في قندهار.

أما الأفيون المنتج بجودة أعلى قد يصل لأكثر من 25 ألف روبية باكستانية للكيلوغرام أي 126 يورو مقابل 7500 روبية قبل سيطرة طالبان على البلاد.

طالبان سبب إرتفاع الأسعار

الطقس والأمن والاضطرابات السياسية وإغلاق الحدود.. كلها عوامل قادرة على تغيير أسعار الأفيون بسرعة كبيرة.

وهي تغذي كل يوم النقاش الدائر في منطقة “حوض مدد” حيث يلتقي مئات المنتجين والباعة والزبائن أصحاب اللحى السوداء والبيضاء حول كوب من الشاي الأخضر، بين صفين من أكياس الأفيون أو الحشيش.

ويقول هؤلاء إن تصريح المتحدث باسم نظام طالبان ذبيح الله مجاهد في 17 آب/أغسطس تسبب في ارتفاع الأسعار.

حيث كان أكد للعالم أن البلاد لن تنتج المخدرات بعد الآن، وأضاف بحذر أن بلاده “ستحتاج لمساعدة دولية” تؤمن للفلاحين مصدر رزق آخر بدلًا من الأفيون.

وانتشرت شائعة فرض حظر وشيك على زراعة الخشخاش كالنار في الهشيم في قندهار المعقل التاريخي لطالبان، والمنتج الرئيسي للأفيون ومركز الاتجار به.

ويوضح الباعة أن المشترين يتوقعون نقصًا في الأفيون “وأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار”.

في العام 2000، كان نظام طالبان الأول قد “حرم” زراعة الأفيون باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية وخفض الإنتاج قبل أن يطيحه الغرب الذي سعى بدوره للقضاء عليها.

في الأثناء كانت طالبان تكتفي بالأفيون الذي مول تمردها ضد الغرب. في عام 2016 حصلت الحركة من المخدرات على “نصف ايراداتها” وفقًا للأمم المتحدة.

على مر السنين، ظل إنتاج الأفيون الأفغاني مرتفعا للغاية. في عام 2020، أنتجت البلاد 6300 طن على مساحة 224 ألف هكتار وفقًا للأمم المتحدة.

تبدو المعادلة مستحيلة: القضاء على إنتاج يدر دخلا يصل إلى ملياري دولار (1,7 مليار يورو) في واحدة من أفقر دول العالم.

بعد عودتهم إلى السلطة منذ فترة ليست ببعيدة، تتقدم حركة طالبان بحذر في وقت تهدد فيه المجاعة ثلث السكان، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي مكتبه في قندهار قال الملا نور محمد سعيد أحد المسؤولين الإقليميين لوكالة فرانس برس إن “إنتاج الأفيون محرم في الإسلام ومضر بالأفراد”.

لكنه يحرص على عدم تأكيد الحظر المقبل ويرمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي قائلا “إذا كانوا مستعدين لمساعدة الفلاحين على وقف انتاج الأفيون فسنحظره”.