طالبان تواصل أعمال العنف داخل مناطق عدة في أفغانستان

  • طالبان يدخلون إلى المنازل ويأمرون أهلها إما بالخروج أو الاستسلام
  • عناصر طالبان يأخذون أي مركبات تخص المدنيين

 

“كنتُ أسمع عن طالبان، لكني اليوم رأيتُ وحشيتهم في التعامل مع المدنيين والأسرى!” هذا ما قاله صحفي لأخبار الآن كان يبحث عن ملجأ خارج أو داخل مدينة لشكرغاه عاصمة ولاية هلمند.

في اليوم الحادي عشر من القتال هناك بات سكان المدينة الأزيد من ربع مليون نسمة إما نازحين أو عالقين في مرمى النار. ومنهم من التجأ إلى منازل آمنة قرب القوات الحكومية خوفاً من بطش طالبان.

تمكنا من التواصل مع بعض هؤلاء وهم صحفيون وناشطون يفضلون عدم الإفصاح عن هوياتهم حرصاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.

دروع بشرية

يقول أحدهم تواصلنا معه من خلال الواتساب: “”لا أحد يعلم يقيناً ما سيحدث له أو لعائلته. في أي لحظة قد يأتي طالبان. جاؤوا إلى منطقتنا. سيّروا دوريات وكانوا يبحثون عن منازل مسؤولين في الحكومة أو أقارب لهم أو ناشطين أو عاملين ومتعاملين مع الحكومة … لا أحد يعلم ما يحدث معهم. منهم من يتعرض للقتل بينما يُفقد أثر الآخر .. لا نعلم. جاؤوا إلى منزلي ثلاث مرات كي يعتقلوني.” هذا الشاب كان صحفياً. تمكن من الوصول إلى منزل آمن خاص بالصحفيين في المدينة تاركاً وراءه عائلته.

في لشكرغاه.. طالبان يحتلون منازل المدنيين ويتخذونهم دروعاً بشرية

سحب الدخان في إحدى مناطق مدينة لشكرغاه عاصمة ولاية هلمند

صحفي آخر قال لأخبار الآن إن طالبان “يدخلون إلى المنازل ويأمرون أهلها إما بالخروج أو الاستسلام لأنهم سيتخذون المنزل مقراً لهم. من لا تتوفر له وسيلة نقل سريعة، يضطر للبقاء في مرمى النيران.”

ويضيف: “يدرك طالبان أن الحكومة لن تقصف مدنيين إن علموا أن مبنىً فيه طالبان ومدنيون. فإن قصفت الحكومة المبنى، قالوا إن الحكومة تقصف مدنيين. على الحالتين هم رابحون.”

نقص الطعام والماء

ينقل لنا الصحفي أن طالبان “يستهدفون منازل فيها عدد كبير من الناس، تتألف من طابقين أو أكثر. لا يهمهم ما يحدث للناس. يأخذون الطعام والماء من العائلات بقوة. ولا يستطيع أحد أن يقول لهم لا.”

وفي حالات أخرى، نقل لنا صحفي أن طالبان يأخذون أي مركبات تخص المدنيين.

تواجه المدينة نقصاً حاداً في الطعام والماء ناهيك عن انقطاع الكهرباء. الصور والفيديوهات المنشورة على مجموعات الصحفيين وفي السوشيال ميديا تظهر محالاً وأسواقاً مدمرة. يقول صحفي: “من يجرؤ من المدنيين على الخروج بحثاً عن طعام قد يتعرض للقتل. وقد حصل أن فقد ناس حياتهم بحثاً عمّا يقيم أودهم وعائلاتهم.”

“آلان الأفغاني”

منذ الأيام الأولى لهجوم طالبان على مدينة لشكرغاه، في الأسبوع الأخير من يوليو، تناقل مستخدمو السوشيال ميديا صورة جثة طفل تُركت في وسط شارع. سألتُ صحفياً وأكد لي أن الجثة شوهدت في المنطقة الثانية من المدينة قرب مسجد جعفري. على تويتر، رسم أحدهم زعماء طالبان في الدوحة يجتمعون على مأدبة قدمت عليها جثة الطفل.

 

 

في لشكرغاه.. طالبان يحتلون منازل المدنيين ويتخذونهم دروعاً بشرية

كاريكاتور – الطفل الأفغاني

 

فيما ذكّر آخرون بالصورة الإيقونة للطفل السوري الكردي (آلان)  الذي غرق أثناء محاولة عائلته الهرب من سوريا إلى أوروبا في ٢٠١٥. على الأولى كُتب: “في يوم من الأيام، سُجي جسد طفل سوري على الشاطئ.” وعلى الثانية كُتب: “في يوم من الأيام، سُجي جسد طفل أفغاني على قارعة الطريق.”

في لشكرغاه.. طالبان يحتلون منازل المدنيين ويتخذونهم دروعاً بشرية

صورة الطفل السوري “الآن” مع صورة الطفل الأفغاني.

وعن الصور التي تأتي من المدينة، علّق صحفي تحدثنا إليه أن “طالبان ينشرون صوراً لهم مدججين بالسلاح؛ فيما ينشر المدنيون صوراً للدمار والخراب.” وهنا لفت الصحفي إلى صورة تناقلها الأفغان هنا يظهر فيها مقاتلو أفغان أمام ما يبدو أنه جثة، وقد تكون جثة الطفل التي تُركت على قارعة الطريق.

 

 

في لشكرغاه.. طالبان يحتلون منازل المدنيين ويتخذونهم دروعاً بشرية

مقاتلو طالبان قرب مسجد جعفري وفي الخلفية جثة الطفل

تواجد طالبان في لشكرغاه

بدأ القتال في لشكرغاه عاصمة ولاية هلمند في ٢٧ يوليو ٢٠٢١. استولى طالبان على تسع مناطق من أصل عشرة في المدينة. وتقع لشكرغاه على مفترق بين قندهار شرقاً وزارنج على الحدود مع إيران غرباً وولايتي فراه وهيرات إلى الشمال الغربي. هلمند هي أكبر ولاية في أفغانستان من حيث المساحة وكانت مسرحاً للقتال بين القوات الدولية أمريكية والبريطانية تحديداً وطالبان.