النساء الصينيات يتعرضنَ للتمييز في مكان العمل

  • التمييز كبير ضد النساء الصينيات في مكان العمل
  • سياسة الأطفال الـ3 التي أقرتها الصين مؤخراً والتي تقضي بالسماح للعائلات بإنجاب 3 أطفال، ستزيد الأمور سوءاً بشأن النساء
  • أصحاب العمل في الصين يميلون إلى عدم توظيف النساء وذلك بسبب حياتهنّ القائمة على الزواج والأطفال والإنجاب والأمومة
  •  العديد من الشركات وأرباب العمل الصينيين يترددون في دفع إجازة الأمومة
  • النساء اللواتي لديهن طفل واحد يُنظر إليهن أيضاً على أنهن عائق لأنهن قد ينجبن طفلًا ثانياً، بينما يُنظر أحياناً إلى من لدين طفلين على أنهن مشغولات جداً برعاية الأطفال.

التفاصيل:

نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً سلطت الضوء فيه على التمييز الذي تتعرض له النساء الصينيات في مكان العمل، مشيرة إلى أنّ السياسة الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخراً والتي تقضي بالسماح للعائلات بإنجاب 3 أطفال، ستزيد الأمور سوءاً.

وفعلياً، فإنّ أصحاب العمل في الصين يميلون إلى عدم توظيف النساء وذلك بسبب حياتهنّ القائمة على الزواج والأطفال والإنجاب والأمومة. كذلك، يرى أرباب العمل أنّ توظيف النساء اللواتي يخططن للحمل والولادة، سيساهم في تكبيدهم تكاليف إضافية، كما أنه سيضر بالعمل. ووسط كل هذا، فإن هناك مخاوف لدى هؤلاء الأشخاص ويطرحون أسئلة عديدة أساسية قبل توظيف أي سيدة، وهي: “هل ستكونين حاملاً قريباً.. كم عدد الأطفال الذي تخططين لإنجابهم؟ هل ستتركين وظيفتك بعد أن تصبحين أماً؟”.

وفي السنوات الأخيرة، قالت العديد من النساء الصينيات أنهنّ واجهن تمييزاً وظيفياً على أساس حالتهنّ الزوجية أو الأبوية، وهو انعكاس للفجوة بين الجنسين في القوة العاملة في الصين، وضعف تطبيق قوانين مكافحة التمييز، وتأثير سياسة الطفلين، وذلك وفقاً لتقرير أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” هذا الأسبوع.

والآن، ومع سماح الحكومة الصينية لجميع المتزوجين بإنجاب طفل ثالث، تشعر بعض النساء الصينيات بالقلق من أن التمييز سيزداد سوءاً.

وتقول ميلودي تشين (29 عاماً) وهي مديرة في شركة مالية عبر الإنترنت في مدينة جوانجزو الجنوبية: “كان رد فعلي الأول عندما سمعت عن هذه السياسة أنها ستضغط بشكل أكبر على المساحة المتاحة للنساء في مكان العمل”. وقالت: “حتى لو كان لديك طفلان بالفعل، فإن أصحاب العمل سيقلقون من أنك قد ترغب في الحصول على طفل ثالث”، وفق “CNN”.

ولعقود من الزمان، كان يُسمح لمعظم الأزواج في الصين بإنجاب طفل واحد فقط، ويواجهون غرامات باهظة أو عمليات إجهاض قسري إذا انتهكوا سياسة الطفل الواحد.

وساعدت هذه القاعدة في الحد من نمو عدد سكان الصين الهائل – الآن 1.4 مليار – ولكنها أيضاً مسؤولة جزئياً عن أزمة ديموغرافية تلوح في الأفق. وفي مواجهة تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان، ألغت الحكومة سياسة الطفل الواحد في عام 2016 وبدأت في السماح للأزواج بإنجاب طفلين.

ووفقاً لتقرير “هيومن رايتس ووتش”، فقد أدى ذلك إلى موجة من التمييز على أساس الجنس والحمل، كما أشار إلى أنّ العديد من الشركات وأرباب العمل الصينيين يترددون في دفع إجازة الأمومة. لذلك، غالباً ما يُنظر إلى النساء اللواتي ليس لديهن أطفال على أنهن “قنبلة موقوتة” لأنهن قد ينجبن ما يصل إلى طفلين، وبالتالي يأخذن إجازة أمومة مرتين.

وفي الصين، يحق للمرأة الحصول على 98 يوماً من إجازة الأمومة وفقاً للقانون الوطني، مع 15 يوماً إضافية لكل طفل إضافي عند ولادات متعددة. ومع ذلك، قامت العديد من المقاطعات بتمديد إجازة الأمومة الخاصة بها لتصل إلى  128 يوماً ونحو سنة.

ومع هذا، فإن أصحاب العمل مطالبون بدفع تأمين الأمومة، إذ تحصل الموظفة بعد الولادة على علاوة شهرية من الصندوق الحكومي. ومع ذلك، يتم تحديد هذه المدفوعات، وإذا تجاوز الراتب الشهري للموظف الحد الأقصى للبدل الذي تدفعه الحكومة المحلية، فسيحتاج صاحب العمل إلى سد الفجوة.

ويقول الباحثون إن النساء اللواتي لديهن طفل واحد يُنظر إليهن أيضاً على أنهن عائق لأنهن قد ينجبن طفلًا ثانياً، بينما يُنظر أحياناً إلى أولئك الذين لديهم طفلان على أنهم مشغولون جداً برعاية الأطفال ليكونوا عاملين فعالين.

وفي الواقع، فإن الأعراف الجنسانية التي عفا عليها الزمن تعني أن المرأة لا تزال مسؤولة في المقام الأول عن تربية الأطفال. وبحسب “هيومن رايتش ووتش”، فإنّ الحكومة الصينية فشلت في معالجة التأثير غير المتكافئ والتمييزي لسياساتها الخاصة بالأطفال على النساء في مكان العمل.

ويوم الإثنين، زعمت الحكومة الصينية أنها “ستحمي الحقوق والمصالح القانونية للمرأة في التوظيف” بعد إعلان سياسة الأطفال الـ3. لكن على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، يقول النقاد إن الوعد كان غامضاً للغاية، وأن تعهدات مماثلة في الماضي فشلت في تحقيق تحسن كبير.

تفاقم اللامساواة في الصين 

وقال يو تشيان، الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة كولومبيا البريطانية، إن عدم المساواة بين الجنسين في الصين ساءت في السنوات الأخيرة.

وفي العام 2020، انخفض ترتيب الصين في مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي للمنتدى الاقتصادي العالمي للعام الثاني عشر على التوالي، إلى 107 من بين 156 دولة. كان ذلك بمثابة انخفاض حاد، خصوصاً أنه في عام 2008 ، احتلت الصين المرتبة 57 على المؤشر.

ويبدو أن عدم المساواة قد ازداد بشكل أكبر منذ أن فشل إلغاء سياسة الطفل الواحد في عام 2016 في زيادة معدلات المواليد، بحسب تقرير “هيومن رايتس ووتش”. ولذلك، بدأت الحكومة في إصدار دعاية تشجع النساء على البقاء في المنزل وإنجاب الأطفال.

وعلى سبيل المثال ، قال مقال نشرته وكالة أنباء شينخوا التي تديرها الدولة في عام 2016 إن سياسة الطفلين ستسمح لمزيد من النساء العاملات “بالعودة إلى عائلاتهن”.

وجاء في المقال أيضاً أن العديد من هؤلاء النساء متعلمات، وبالتالي “يفهمن بشكل أفضل دورهن في الأسرة”.

ورددت منشورات حكومية أخرى هذا المنطق. ففي مقال نُشر عام 2017 في China Youth Daily، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي في إحدى الجامعات الكبرى: “نظراً لأن الأمهات لديهن غريزة طبيعية للأمومة، فإنهن أكثر ملاءمة لرعاية الأطفال في المنزل”.

شاهد أيضاً: لقد عوملوا أقل من معاملة الكلاب”.. شهود من الايغور يقدمون اتهامات ضد الصين في محكمة الشعب بلندن”