الإيغور … معاناة متواصلة وقمع من قبل الصين

الإنتهاكات والضغوطات التي تمارسها الصين على أقلية الإيغور المسلمة ليست جديدة, لكن مع حلول شهر رمضان وبدء الصوم خلال ساعات النهار , إذا أردت حياة طبيعية في الصين فيجدر بك ألا تصوم… والسبب أن السلطات الصينية ترى أن الطقوس الدينية كالصيام والصلاة وارتداء الحجاب “علامات على التطرف” لدى أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ.

وتبدو مشكلة منع الصوم في رمضان حادة وواضحة في الصين أكثر من أي دولة أخرى، ففي السنوات الأخيرة، تم وضع سلسلة من التدابير المصممة على ما يبدو لمنع الناس من الاحتفال بالشهر الكريم في منطقة شينجيانغ , وتصدر السلطات الصينية نشرات توجيهية لقادة الحزب الشيوعي والشرطة وموظفي المحاكم في إقليم شينجيانغ، تأمرهم فيها بتقييد النشاطات الدينية للمسلمين في الإقليم خلال شهر رمضان.

لكن لا زالت التحركات الدولية متواصلة لتسليط الضوء على معاناة هذه الأقلية المسلمة في شينجيانغ بالصين , في محاولة للتأكيد على أن ما يحدث هناك يرقى إلى الإبادة الجماعية.

مسؤول رفيع في البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة ستدفع الحلفاء في مجموعة الدول السبع من أجل تعزيز الضغوط على الصين بسبب إجبارها أقلية الإيغور المسلمة على العمل بشكل قسري في إقليم شينجيانغ.

ومن المتوقع أن يركز بايدن خلال اجتماعات المجموعة على ما ينظر إليه كتنافس استراتيجي ما بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، خصوصا الصين.

الإيغور: الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات على الصين لقمعها هذه الأقلية المسلمة

يأتي ذلك في الوقت الذي وافقت فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضد 4 مسؤولين صينيين علاوة على هيئة حكومية بسبب الحملة القمعية التي يمارسها النظام ضد الإيغور المسلمين.
ومؤخرا ، ايضا ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن البرلمان البريطاني صوت لصالح مقترح يقول إن الصين ترتكب “إبادة جماعية” ضد الأقلية المسلمة الأيغورية في إقليم شينجيانغ الصيني.

وبالمثل ، دعا المعهد الأوروبي لمسلمي الإيغور ، ومقره في فرنسا ، إلى “الاعتراف بالإبادة الجماعية” التي تمارسها بكين ضد أقلية الإيغور

طلب المعهد من السلطات الفرنسية أن تحذو حذو الولايات المتحدة ، التي استخدم وزير خارجيتها أنتوني بلينكن مصطلح “الإبادة الجماعية” ، وكذلك البرلمانين الكندي والهولندي ، اللذين تبنيا مقترحات غير ملزمة تعتبر القمع المستمر في شينجيانغ. لتكون إبادة جماعية.

بدورها ، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش هذا الأسبوع الأمم المتحدة إلى التحقيق في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة الصينية ضد مسلمي الإيغور في شينجيانغ.

واستشهدت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها بتقارير عن اعتقالات جماعية للمسلمين وقمع ممارسات دينية وإجراءات أخرى ضد الأقليات في المنطقة الشمالية الغربية ، مشيرة إلى أنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وحضّت المنظمة المجتمع الدولي على التحرك بشكل عاجل ومنسق لفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين، والتأكيد على مبدأ المساءلة والضغط على الحكومة الصينية لعكس المسار الحالي.

فهل كل هذه التحركات الدولية والعقوبات للضغط على الصين من أجل وقف انتهاكاتها تجاة الإيغور سوف تؤتي ثمارها؟