خطوة مثيرة للقلق.. الدنمارك تتخذ قراراً بترحيل سوريين

يعيش اللاجئون السوريون في الدنمارك حالة كبيرة من القلق والخوف بعد قرار سلطات البلاد هناك بإعادة الكثير منهم إلى سوريا وسط الصراع الدائر هناك.

ومؤخراً، فإن الحكومة الدنماركية بدأت مراجعة وإلغاء تصاريح الإقامة للسوريين على أراضيها، وذلك بعد سنوات على استقبالهم.

وتثير تلك الخطوة الدنماركية مخاوف لدى المنظمات الحقوقية من أن تؤدي إلى ارجاع هؤلاء السوريين إلى بلد فيه مناطق كثيرة غير آمنة.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “منذ أن اعتبرت دوائر الهجرة الدّنماركية في العام 2019 دمشق والمناطق المحيطة بها آمنة، راجعت تصاريح إقامة 1250 سوريا غادروا بلادهم هرباً من الحرب”. وفعلياً، فإن الدنمارك تعتبر أول دولة أوروبية تعلن أن سوريا “آمنة”.

ومؤخراً، نشرت صحيفة” ذا تيلغراف” البريطانية تقريراً سلطت الضوء فيه على القلق الذي يعيشه اللاجئون السوريون في الدنمارك. كذلك، تحدث العديد من اللاجئين عن “مضايقات” يتعرضون لها للدنمارك، وذلك لدفعهم للعودة إلى سوريا.

وفي حديث للصحيفة، قال اللاجئة السورية أسماء الناطور: “إن كان بشار الأسد يقتلنا بالصواريخ فإن الحكومة الدنماركية تشن علينا حرباً نفسية”.

وتعدّ الناطور واحدة من عشرات اللاجئين السوريين الذين قيل لهم إن إقامتهم المؤقتة في البلاد قد ألغيت. كذلك، فقد توفي لاجئ سوري يبلغ من العمر 61 عاماً، بنوبة قلبية، وذلك بعد أسابيع فقط من تلقيه إشعاراً من دوائر الهجرة.

إلى ذلك، نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن اللاجئ السوري بلال تمام (51 عاماً) قوله إنه “بات مندمجاً بنسبة 100% مع الحياة بالدنمارك، خصوصاً إنه يعيش هناك منذ 6 سنوات بعدما أتى كلاجئ من دمشق. ومع هذا، يقول تمام: “بالطبع، فإن سوريا ليست آمنة للعودة”.

إلى ذلك، دعا العديد من الخبراء والناشطين الحكومة الدنماركية إلى اعادة النظر في قرارها بشأن اللاجئين السوريين، خصوصاً أن ذلك قد يقود الدول الأخرى إلى اجراءات مثيرة للقلق بحق اللاجئين.

الدنمارك تعرّض مستقبل ما لا يقل عن 70 طفلاً سوريا للخطر

ومؤخراً، اتهمت منظمة “Save the Children” (أنقذوا الأطفال) السلطات الدنماركية بتعريض مستقبل ما لا يقل عن 70 طفلاً من اللاجئين السوريين للخطر، وذلك بعد التهديد بترحيلهم إلى بلادهم بحجة أنها آمنة.

وأعربت المنظمة في تقرير لها عن قلقها البالغ لتوصلها إلى أن ما لا يقل عن 70 طفلاً لاجئاً معرضون لخطر الطرد إلى سوريا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضر بسلامتهم الجسدية والعقلية.

وينتظر هؤلاء الأطفال قراراً نهائياً بشأن ترحيلهم، وإذا ما تم تأكيد ذلك سيتعين على عائلاتهم التعاون مع السلطات الدنماركية بشأن العودة إلى سوريا، أو البقاء في مراكز المغادرة إلى أجل غير مسمى.

وفي السياق، قالت ممثلة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، آن مارغريت راسموسن إن “الأطفال معرضون لخطر العودة إلى بلد لا يتذكرونه، وما زال غير آمن”.

وتابعت: “الأطفال الذين لا يتحملون أي مسؤولية عن النزاع المدمر في سوريا يقعون مرة أخرى ضحايا لأزمة أوجدها الكبار، لن يعرف الكثير منهم سوريا الآمنة، فهي غارقة في الصراع منذ أكثر من عشر سنوات حتى الآن”.

ومع هذا، فقد لفتت راسموسن إلى أن “وضع الأطفال في مراكز الترحيل سيؤثر بشكل كبير على صحتهم العقلية وتطورهم”، مؤكدة أنه “من حقهم الشعور بالأمان وألا يعيشوا في خوف من إجبارهم على الفرار مرة أخرى”.

وفي ما خصّ قول الحكومة الدنماركية بإن هناك بعض المناطق الآمنة في سوريا، قالت مديرة الاستجابة للوضع في سوريا بمنظمة “أنقذوا الأطفال” سونيا خوش: “لا يمكن ببساطة القول إن أي جزء من سوريا آمن، مثل هذه الحجة لا تتماشى مع المعايير الدولية ولا تعكس الواقع على الأرض، فهي لا تأخذ في الحسبان مخاطر الاعتقالات التعسفية واندلاع أعمال العنف، وتتجاهل حقيقة أن العديد من المنازل دمرت، والوصول إلى التعليم محدود في أحسن الأحوال، والنظام الصحي منهك”.

شاهد أيضاً.. اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وقوى الأمن الداخلي