تقرير بريطاني يكشف عن تغير العقيدة العسكرية في إيران

توصل تقرير جديد صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) البريطاني إلى أن العقيدة العسكرية في إيران تغيرت خلال العقد الماضي، كما ان طهران تعمل بشكل مستمر على تطوير صواريخها، وقال إنها لا تهدف إلى الردع.

نفوذ إيران في المنطقة

ويُشير التقرير إلى أن دعم إيران لبعض الجهات الإقليمية يعود إلى أوائل الثمانينيات، إلا أنه في العقدين الماضيين فقط بدأت في تزويدهم بمزيد من أنظمة الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك صواريخ المدفعية الثقيلة والصواريخ الباليستية، وكذلك تكنولوجيا الإنتاج .

وتستفيد طهران من هذه السياسة في اختبار الأنظمة والتكتيكات الميدانية، ومضاعفة قوتها، وزيادة قدرات الردع، وتنفيذ الهجمات بدرجة من الإنكار.

وتستخدم طهران أربع استراتيجيات تكميلية لتزويد حلفائها بالطائرات بدون طيار، وصواريخ المدفعية والصواريخ الباليستية، وهي: النقل المباشر، وتحديثات الصواريخ، ونقل قدرات الإنتاج، والتزويد عبر أطراف ثالثة.

ويقول التقرير إن “جهود انتشار الصواريخ الإيرانية لها عواقب مزعزعة للاستقرار في المنطقة”، ويشير إلى أنها مستعدة لنقل أنظمتها العسكرية واستخدامها في القتال من قبل الحلفاء، وتظهر طهران استعدادا أكبر لتحمل المخاطر، وهو ما يشير أيضا إلى أن برنامجها الصاروخي بشكل عام له طبيعة هجومية.

ورغم أن القضايا النووية هي محور التركيز الحصري للمفاوضات بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي جرت في فيينا، لكن القوى الغربية حريصة على الانخراط في محادثات متابعة للتصدي للصواريخ الإيرانية وأنشطتها في المنطقة.

”عقيدة متغيرة“ و ”تركيز على دقة الصواريخ“.. هذا ما كشفه تقرير جديد حول إيران

صورة توضيحية تُظهر طفل إيراني صغير يحمل العلم الوطني بالقرب من صاروخ باليستي متوسطة المدى. المصدر: غيتي

السعي لتحسين دقة الصواريخ

ويلفت التقرير إلى أن الصواريخ الباليستية الإيرانية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار لا تعمل فقط من أجل الردع ولكن للدخول في معارك سواء من قبل طهران أو حلفائها.

ووفقاً للتقرير، فإن طهران حاليا يبدو أنها تلتزم بالمدى الذي فرضته على نفسها وهو ألفي كيلومتر، فأولويتها حاليا ليست المدى ولكن تحسين دقة هذه الصواريخ.

ومن بين هذه الصواريخ “قيام -1” وهو نوع من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (800 كيلو متر) مع رأس حربي قابل للفصل بوزن 500 كيلوغرام.

وتم تهريب مجموعة من هذه الصواريخ إلى الحوثيين الذين أطلقوا عليها اسم “بركان أتش 2” واستخدموها ضد المواقع السعودية.

وفي هذا السياق، أشار مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عام 2018، الى أن أوضح مثال على المساعدة الإيرانية المباشرة في أسلحة الحوثيين المتطورة هو الصاروخ الباليستي بركان 2-اتش متوسط المدى.

وأضاف نايتس أن حطام 10 من صواريخ بركان يشير إلى أنه تم تهريبها إلى اليمن في صور أجزاء وتجميعها على أيدي فريق هندسي واحد تم العثور على “بصمة أسلوبه في اللحام خارج المصانع على كل الصواريخ”.

ويقول المعهد البريطاني في تقريره إنه تم استخدام نسخة معدلة من صواريخ “قيام” التي يبدو أنها تحتوي على مركبة عودة قابلة للمناورة (MaRV)، وهي نوع من الصواريخ الباليستية التي يكون رأسها الحربي قادرا على تتبع الأهداف الأرضية بشكل مستقل. وهذا النوع المعدل استخدمته إيران لتحسين دقة “قيام” في هجوم، يناير (كانون الثاني) 2020، على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.

يقول التقرير إن لدى إيران ما لا يقل عن ثمانية من أنظمة الصواريخ الباليستية الحالية تتجاوز العتبة التي تشير إلى إمكانية استخدام الصاروخ في هجمات نووية.

وهذه العتبة حددها “نظام تحكم تكنولوجيا القذائف (MTCR) وهو أن الصاروخ القادر على حمل شحنة متفجرة بوزن 500 كيلوغرام إلى مدى ما لا يقل عن 300 كيلومتر، يكون بطبيعته قادرا على إيصال رأس حربي له قدرة نووية”.

 

تغيّر عقيدة الصواريخ

 

يؤكد التقرير أن “العقيدة” الصاروخية الإيرانية قد تغيرت خلال العقد الماضي، حيث عملت إيران على توسيع قدرتها على الهجوم في المنطقة من خلال التطوير المستمر وإدخال الطائرات بدون طيار المسلحة وصواريخ كروز.

في السابق، كانت هذه العقيدة تتمحور حول معاقبة المهاجمين المحتملين من خلال ضرب المدن وغيرها من الأهداف عالية القيمة، إلا أنها تُركز اليوم على إعطاء الأولوية أيضا لتحسين الدقة للتمكن من منع أعدائها من تحقيق أغراضهم العسكرية.

وعلى سبيل المثال، استخدم صاروخ “قدس” الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر لضرب حقل نفطي تابع لشركة أرامكو السعودية، في سبتمبر (أيلول) 2019. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم ولكن من المحتمل أن تكون إيران قد خططت له ونفذته، بحسب للتقرير.

تطور إيران أيضا مجموعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى المضادة للسفن، وقد زودت حزب الله منها بصاروخ “نصر” الذي يبلغ 35 كيلومتراً و”نور”، ومؤخرا زودت الحوثيين بهذه الصواريخ.

الأزمات الاقتصادية تضرب سوريا.. والأسد: “أعرف كل شيء”
أيام قليلة وتحيي سوريا الذكرى العاشرة للثورة التي خرجت ضد نظام الأسد، رغبة في تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعي، قبل أن تجد نفسها حبيسة أزمات لا تحصى، في الداخل والخارج.