الجيش الأثيوبي يرتكب مجزرة في إقليم تيغراي ويرمون جثث الضحايا من فوق حافة الجبل

 

في مطلع شهر مارس/ آذار الماضي، انتشرت خمسة مقاطع فيديو في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، يظهر فيه رجال مسلحون يرتدون زياً عسكرياً، يشبته بأنهم ينتمون لـ “الجيش الأثيوبي”، ويقتادون مجموعة تتألف من 15 شخصاً على الأقل غير المسلحين، ويطلقون النار عليهم عن قرب ثم يرمون جثثهم من فوق حافة الجبل.

وهذه المجزرة  وقعت بالقرب من بلدة مهبيري دييغو في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، وهي المنطقة التي يقاتل فيها الجيش الإثيوبي ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت تحكم الإقليم قبل سيطرة القوات الإثيوبية عليه، وفقاً لـ”بي بي سي”.

وبدأ القتال في الإقليم، الذي أدى إلى تهجير مليوني شخص، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن أطلق الجيش حملة ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، التي اتهمها رئيس الوزراء آبي أحمد بشن هجوم على قاعدة عسكرية للحكومة.

وتعارض الجبهة مساعي أحمد لزيادة نفوذ الحكومة الفيدرالية في الإقليم، وقالت إنها مصرة على “استمرار المقاومة”.

الجيش الأثيوبي متهم بارتكاب المجازر

 

وقال أحد سكان المنطقة، إن الجيش الإثيوبي اقتاد 73 رجلا من البلدة والمنطقة المحيطة بها في يناير/كانون الثاني من هذا العام، من بينهم ثلاثة من أقاربه. وقال إن أخبارهم جميعاً انقطعت منذ ذلك الحين.

ومن ناحيته، قال أحد سكان قرية مجاورة أن شقيقه كان من بين قتلى المجزرة. وأضاف أن “عملية القتل وقعت بالقرب من مهبيري دييغو”.

وتابع : “قتلوهم جميعا عند حافة الجبل”.

وقالت لاتيتيا بدر، مديرة منطقة القرن الأفريقي في منظمة هيومان رايتس ووتش، لـ “بي بي سي” إن المراقبين رصدوا ” سلسلة طويلة من الانتهاكات الخطيرة” في الإقليم في الأشهر الأخيرة، وإن هذه المقاطع مثيرة للقلق.

وأضافت: “نرى ما يبدو أنهم رجال غير مسلحين يتعرضون للتصفية. وبالتأكيد تحتاج هذه الواقعة لمزيد من التحقيقات، لأن ما نراه في مقاطع الفيديو هذه يعتبر جريمة حرب”.

ويُسمع الرجال في مقطع الفيديو الأول وهم يتحدثون اللغة الأمهرية، إحدى اللغات الرسمية لإثيوبيا، أثناء تحلقهم حول الرجال غير المسلحين الجالسين على الأرض.

ويقول أحد الأصوات من خلف الكاميرا: “لا يجب أن نطلق سراح هؤلاء الناس. ولا واحداً منهم”.

وقال آخر: “يجب أن نوثق موت هؤلاء الناس بالفيديو”.

من أثيوبيا إلى منطقة الاستقبال في السودان..60 ألف لاجئ في طي النسيان
وصلوا منهكين وجائعين وعطشى، كانوا مضطرين لعبور نهر بالقارب أو في بعض الحالات عن طريق السباحة. هذا هو حال أكثر من 60 ألف لاجئ إثيوبي فروا من بلادهم منذ اندلاع العنف في منطقة تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.