خامنئي يمارس مزيدا من القمع تجاه الإيرانيين

النظام الإيراني ليس بتلك القوة ولا يمتلك ذلك التأييد الشعبي، هذا الطرح تؤكده دلائل عدة، آخرها حين أجرى الأمن الإيراني مناورة عسكرية كبيرة في طهران عشية عيد النوروز وتحديدا السبت الموافق 21 مارس 2021.

ووفقا لناشطين إيرانيين، فإن هذه المناورة تعكس مدى خوف النظام الإيراني من قيام انتفاضة شعبية أخرى.

هذه المناورة جرت بحضور قائد قوة أمن الدولة، وقائد شرطة طهران، ومحافظ طهران أنوشيرفان محسني في ميدان آزادي، هذا المكان المعروف بتبعيته رمزيا للحرس الثوري.

وفي هذا السياق، أعلن حسين سلامي، رئيس الحرس الثوري الإيراني، خلال رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ، عن إنشاء ثلاث قواعد جديدة للحرس الثوري، لتنفيذ ما سمّي بـ “أوامر” خامنئي لمكافحة الفساد وزيادة الإنتاج.

في تلك الرسالة، تحدث سلامي عن محاربة الفساد، بينما يسيطر الحرس الثوري الإيراني وخامنئي على الاقتصاد الإيراني كما يسيطران على شبكة الفساد الكبيرة والمنظمة في إيران.

وبحسب بهزاد نبوي، القيادي الإصلاحي والسياسي الإيراني: “هناك أربع مؤسسات تسيطر على 60٪ من الثروة الوطنية.

تابع قائلا: “يشمل ذلك المقر التنفيذي لتوجيه الإمام التي وضعت على قوائم العقوبات الأمريكية، وكذلك قاعدة خاتم الأنبياء، وأستان قدس رضوى.

ولا تنتمي تلك المؤسسات للحكومة الإيرانية أو البرلمان، إنما تخضع مباشرة لسيطرة المرشد الإيراني، حيث مكنته من السيطرة بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، هذا إضافة إلى 10 قوى أخرى تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني.

ويظهر جليا أن الغرض الحقيقي من إنشاء هذه القواعد الجديدة تحت ما يسمى بـ “أوامر خامنئي” هو السيطرة على المجتمع الإيراني بصورة أكبر لزيادة القمع الأمني.

إيران تشهد تصاعدا للغضب الشعبي ضد نظام خامنئي

شواهد أخرى تعكس مدى تخبط النظام الإيراني، حين اعترف خامنئي في خطابه بمناسبة عيد النوروز، بأن نظامه في طريق مسدود ووضع حساس، داعيا إلى السيطرة على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال خامنئي في خطابه: “يحاول البعض خلق انطباع سلبي، وإظهار أننا نتجه نحو طريق مسدود، عام 1400 حساس ومهم”.

أضاف: “في يونيو ، لدينا انتخابات مهمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل النظام، يستفيد الخصوم من الفضاء الإلكتروني إلى أقصى حد، لسوء الحظ، في بلادنا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه وسائل التواصل، على الرغم من كل التركيز الذي كان لدي شخصيا،

وأدعى قائلاً: “تدير جميع دول العالم فضاءها السيبراني، لكننا فخورون بتخلينا عن الفضاء الإلكتروني، هذا ليس شرفا، هذا ليس شرفا على الإطلاق، يجب إدارة الفضاء الإلكتروني”.

ويشير هذا القول إلى سعي خامنئي الشديد للسيطرة على المجتمع الإيراني بطرق مختلفة، لكن هذه الإجراءات القمعية لم تعد تعمل وفقا للناشطين الإيرانيين.

وفي محاولة لعكس الحالة البائسة، ادعى خامنئي أن الظروف والتطورات الأخيرة كانت في صالحه ونظامه، حيث تجاهل عمداً الظروف الاجتماعية المتصاعدة والكامنة وراء الانتفاضات المتعددة على مستوى البلاد، فضلاً عن تنامي الغضب الشعبي ضد نظامه.

الانتفاضات الشعبية أظهرت مدى ضعف النظام الإيراني

وشهدت إيران خلال العامين الماضيين، انتفاضات شعبية كبرى، أظهرت بصورة كبيرة مدى هشاشة النظام الإيراني وعدم صحة الرواية التي يصدرها بشأن الرضى الشعبي لسياسات خامنئي.

كما ألحقت انتفاضة يناير 2018 ضرراً لا يمكن إصلاحه بتلك الرواية الكاذبة لاتجاه إصلاحي داخل مؤسسات النظام، وهي الخطوة التي حاول خامنئي إتخاذها لاحتواء غضب المحتجين.

وقد رفض المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد تلك الرواية بشعارات استهدفت “الإصلاحيين” و “المتشددين” معلنين أن “اللعبة قد انتهت” وفق للافتات حملوها خلال تلك التظاهرات, ورصدها ناشطون على مواقع التواصل.