وسط تصاعد التوترات السياسية في إيران، كشف استطلاع جديد نشرته وكالة “إرنا” الإيرانية، عن عدم ثقة الشعب بالحكومة أو بالنظام السياسي في البلاد، وفق ما ذكر موقع “iranwire” الإلكتروني.

وتتقاذف الأطراف السياسية في إيران التهم في ما بينها بتقويض ثقة الجمهور، ويعتبرُ هذا الاستطلاع رسالة تحذيرية واضحة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني وإدارته قبل أشهر فقط من دخول البلاد معركة سياسية جديدة متمثلة بالانتخابات الرئاسيّة.

وفي الشهر الماضي، اتهم رجل دين، روحاني، بأنه مدمن على الأفيون، وذلك على التلفزيون الرسمي، الأمر الذي أدى إلى هجوم مضاد من جانب حكومة روحاني، إلى جانب تحذير من أن مثل هذه التعليقات ستؤدي إلى تعميق أزمة انعدام الثقة في إيران.

وجاء الإستطلاع الجديد حول “عواقب إهانة المسؤولين”، وقد شارك فيه نحو 2000 شخص عبر الانترنت، ومن خلاله، طلبت وكالة “إرنا” من الناس التعليق على أبرز وأهم عواقب ونتائج إهانة المسؤولين والشخصيات.

وأظهرت النتائج أنّ 48% من المشاركين يرون أن “عدم ثقة الناس في النظام بأكمله” هي أبرز نتيجة لإهانة المسؤولين والشخصيات، في حين أنّ 22% من المشاركين رأوا أن إهانة المسؤولين تساهم في “تعزيز الفجور في المجتمع”، في حين رأى 11.8% أن إهانة الشخصيات تؤدي إلى الإضرار بجو الحوار والنقد البناء، في حين أن 11.1% من المشاركين وجدوا أن ذلك يقلص المشاركة بالانتخابات.

وطرحت “إرنا” في الإستطلاع 4 أسئلة، وهي:

1- ما هو برأيك السبب الرئيسي لإهانة الشخصيات والمسؤولين الحكوميين؟

2- ما هو برأيك هدف الشخص الذي وجه إهانة إلى المسؤولين والشخصيات؟

3- ما هي برأيك أهم عواقب إهانة المسؤولين والشخصيات؟

4 – ما هي برأيك أفضل طريقة للتعامل مع السباب والشتم؟

ورداً على السؤال الأول، اعتبر 37.9% من الجمهور أنّ السبب الرئيسي لإهانة الشخصيات والمسؤولين الحكوميين هو “عدم النضج السياسي”.

أما فيما خص السؤال الثاني، فقد رأى 47.8% من الجمهور أنّ الهدف الأهم للشخص الذي يهين المسؤولين والشخصيات السياسية هو “الانهيار السياسي”.

وفيما يتعلق بالسؤال الرابع، فقد اعتبر 46.3% من الجمهور أنّ “المعالجة القضائية الحاسمة” هي الحل الأفضل للتعامل مع السباب والشتم.

ويساهم هذا الإستطلاع في الإشارة إلى أنّ ثقة الناس بالنظام هشّة بشكل كبير، وأنها متزعزعة وتشير إلى عدم قبول بالسياسات التي تمارسها السلطات.

وبشكل مباشر، تشيرُ النتيجة البارزة في الاستطلاع أن الناس على استعداد كبير لعدم تصديق النظام بأي شيء، لأنه لم يساهم في تعزيز الثقة به، كما أن ما قام به يساهم في تدمير أي إيمان بممارساته التي وصلت إلى حدود القمع والترهيب.

وفي إيران، يحظر على مؤسسة أو جماعة إجراء استطلاعات الرأي المفتوحة إذا كان من المتوقع أن تتعارض النتائج مع سياسات النظام. وبالتأكيد، فإنّ تنفيذ مثل هذا المشروع محفوف بالمخاطر. وعلى سبيل المثال ، أدى استطلاع للرأي حول العلاقات مع الولايات المتحدة إلى إغلاق المعهد المسؤول عن المسح، فضلاً عن سجن العديد من خبرائه، بمن فيهم عباس عبدي وحسين غازيان.

ويبدو أن المسؤولين في إيران يتفقون بشكل أو بآخر على نقطتين: انعدام الثقة في النظام أزمة خطيرة، والمناقشات حول الفساد المنهجي في تصاعد، كما يظهر جيداً أنّ المسؤولين في البلاد يدركون جيداً مدى تصاعد عدم ثقة الناس في النظام، وقد كان ذلك لسنوات عديدة بسبب الممارسات الخطيرة التي تقوم بها سلطات إيران، فضلاً عن التدهور الكبير في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

جهود دولية لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران والاتحاد الأوروبي يلعب دور “وسيط السلام”

جاءت دعوة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاتحاد الأوروبي الى التوسط بين بلاده والدول الكبرى الراعية للاتفاق النووي المتعثر منذ انسحاب إدارة ترامب منه قبل ثلاث سنوات لتسلط الضوء على الجهود المبذولة حاليا من أجل انقاذ الاتفاق النووي مع إيران.