ميركل تعتبر أنه لا يمكن احتواء فيروس كورونا الا عبر تدابير أكثر تشددا
دعت المستشارة أنغيلا ميركل، مساء الخميس، الى تشديد القيود في شكل ملحوظ في ألمانيا في مواجهة وباء كوفيد-19 وطلبت اجتماعا للسلطات الأسبوع المقبل، وفق ما افاد مصدر قريب من حزبها وكالة فرانس برس.
وخلال اجتماع لقيادة حزبها المحافظ، اعتبرت ميركل أنه لا يمكن احتواء فيروس كورونا الا عبر تدابير أكثر تشددا، وفق ما نقل المصدر الذي شارك في الاجتماع.
ويؤكد المصدر بذلك معلومات نشرتها وسائل إعلام المانية عدة.
وذكر موقعا مجلة دير شبيغل وصحيفة بيلد أن بين الاجراءات التي يتم درسها إعادة العمل بتدابير المراقبة على الحدود كما حصل في الربيع الفائت، وتعميم وضع الكمامة وفرض العمل من المنزل وصولا ربما الى إغلاق وسائل النقل العام.
واضح المصدر أنه سيتم القيام بكل ما هو ممكن لتجنب إغلاق النقل العام، ولكن “علينا أن نتمكن من السيطرة على الفيروس البريطاني المتحور عبر الحد في شكل أكبر من التواصل” بين الناس.
معهد روبرت كوخ يؤيد توجه ميركل حول تشديد القيود في ألمانيا
بدوره، أيد معهد روبرت كوخ للمراقبة الصحية تشديد القيود في البلاد التي سجلت الخميس عددا قياسيا بالوفيات جراء كوفيد-19.
وقال رئيس المعهد لوثر فايلر في مؤتمر صحافي “بالنسبة الي، لا تشكل التدابير القائمة راهنا إغلاقا شاملا، لا تزال هناك استثناءات كثيرة”.
لكن فايلر لاحظ بارقة أمل بفضل حملة التلقيح التي شملت حتى الآن أكثر من 842 الف شخص يشكلون نحو واحد في المئة من تعداد السكان، واضاف “بحلول نهاية العام، سنكون قد سيطرنا على هذا الوباء”.
تراجع طلبات اللجوء الى ألمانيا بنسبة 30% عام 2020
الأحد، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن عدد طلبات اللجوء في ألمانيا انخفض بنسبة 30% في العام 2020 مقارنة مع عام 2019 بعد سنة شهدت إغلاق الحدود وانتشار وباء كوفيد-19.
سجلت السلطات في ألمانيا أكثر من 76 ألف من طلبات اللجوء في بادىء الأمر السنة الماضية، في تراجع بنسبة 31,5% عن عام 2019. ومعظم المتقدمين هم من سوريا وأفغانستان والعراق.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم 26,520 طلب لجوء آخر لأطفال تقل أعمارهم عن سنة واحدة ولدوا في ألمانيا لأبوين غير ألمانيين ليصبح المجموع 102,581 طلبا في 2020.
وحصل حوالي 37,800 شخص على وضع لاجىء في السنة نفسها.
اعتبر وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر أن هذا التراجع بحوالى الثلث للطلبات يمكن أن يفسر جزئيا بسبب الوباء الذي أدى الى تراجع الرحلات الدولية وإغلاق الحدود لا سيما في الربيع.
لكن بالنسبة للوزير المحافظ والمؤيد لتشديد الرقابة على الحدود، فإن هذا التراجع المستمر منذ أربع سنوات ، “يظهر (أيضا) أن إجراءاتنا لضبط الهجرة تعطي نتائج”.
قبل خمس سنوات، أدى فتح أبواب البلاد الذي قررته المستشارة أنغيلا ميركل خلال أزمة الهجرة الأوروبية إلى تقديم حوالي 400 ألف من طلبات اللجوء في عام 2015 ، ثم 700 ألف في عام 2016.
وتسبب هذا العدد الهائل من المهاجرين بانقسام في البلاد وساهم في صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المناهض للهجرة وللاسلام.
وردت الحكومة الألمانية بتشديد شروط الهجرة الى البلاد وزيادة عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين أو اللاجئين المدانين بارتكاب أعمال عنف.
وواجه قرار السماح مجددا، اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2021، بعمليات الترحيل الى سوريا التي تشهد حربا، انتقادات شديدة من قبل جمعيات رغم تأكيد الحكومة أنها لا تشمل إلا هؤلاء الذين يعتبرون “خطرين”.
من جهتها، اعتبرت جمعية الدفاع عن حقوق الانسان “برو-اسيل” أن تراجع الطلبات عام 2020 ناجم عن “إغلاق مشدد للحدود الأوروبية”.
وقالت الجمعية إن العديد من المهاجرين “عالقون وسط البؤس” حاليا في برد الشتاء في البوسنة بعد حريق مخيمهم ، “بينما تظهر هذه الأرقام أن لدى ألمانيا مكانا لاستقبالهم”.