أعلنت واشنطن فرض عقوبات جديدة على جهات مرتبطة بأنشطة خبيثة لصالح الصين.

وقالت وزارة الخارجية ، في بيان، إن “النشاط الخبيث للحزب الشيوعي الصيني في داخل البلاد وخارجها يلحق الضرر بالمصالح الأمريكية ويقوض سيادة حلفائنا وشركائنا”.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستلجأ لاستخدام “جميع الإجراءات المضادة المتوفرة، بما يشمل إجراءات لمنع شركات ومؤسسات في جمهورية الصين الشعبية من استغلال البضائع والتكنولوجيا الأمريكية لأغراض خبيثة”.

ووفقا للبيان، فإن العقوبات الأخيرة تطال 59 كيانا صينيا وتضيفها إلى قائمة مراقبة الصادرات.

وأشارت الخارجية إلى أن أربعة من الكيانات تم فرض العقوبات عليها لأسباب مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، حيث تعمل على تزويد الحكومة الصينية بمواد لفحص الحمض النووي أو بأدوات مراقبة بتكنولوجيا متقدمة.

وقال البيان “نحث الحزب الشيوعي الصيني على احترام حقوق الإنسان للشعب الصيني، بما فيهم البوذيين التبتيين، والمسيحيين، وأعضاء جماعة فالون غونغ، ومسلمي الأويغور، وأعضاء الأقليات العرقية والدينية الأخرى”.

واشنطن اضافت 19 كيانا الى قائمة العقوبات

ولفتت واشنطن  إلى 19 كيانا تمت إضافتها إلى قائمة العقوبات بسبب التنسيق المنظم وارتكاب العديد من أعمال سرقة الأسرار التجارية من شركات في الولايات المتحدة لدعم قطاع الصناعة الدفاعية في الصين؛ ولانخراطها في نشاطات تقوض الجهود الأميركية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمواد النووية ومواد مشعة أخرى؛ أو استخدام الصادرات الأميركية لدعم الصناعات الدفاعية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني وللحكومة الصينية، والتي تهدف إلى التفوق على الدول المنافسة الأخرى، خصوصا الولايات المتحدة.

وردا على ممارسات الصين القسرية في بحر الصين الجنوبي، فرضت واشنطن عقوبات على 25 معهدا تعمل في أبحاث تشييد السفن وتتبع لإحدى شركات الدولة الصينية. كما شملت العقوبات ستة كيانات تقدم خدمات البحث والتطوير وتدعم التصنيع التابع لجيش التحرير الشعبي أو حاولت الحصول على بضائع أميركية دعما لبرامج الجيش.

ولأسباب مرتبطة ببحر الصين الجنوبي أيضا، فرضت واشنطن عقوبات على خمس شركات تملكها الدولة، تتضمن شركة تعمل في مجال إنشاءات الاتصالات، لعبت دورا في الممارسات القسرية على الدول المطالِبة ببحر الصين الجنوبي.

وكان وزير خارجية الصين وانغ يي أكد أن بكين مستعدة للتعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حول عدة أولويات، لكنه حذّر واشنطن من تبني نزعة “مكارثية” معادية للصين.

عقب أشهر من المواجهة المباشرة مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، عبّر وزير الخارجية عن أمله في استئناف الحوار وخلق مناخ “ثقة متبادلة” بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم بعد تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني/يناير.

وقال وانغ يي خلال مداخلة عبر الفيديو مع مركز دراسات “آسيا سوسايتي” في نيويورك، “من المهم أن تعود السياسة الأمريكية تجاه الصين إلى الموضوعية والصواب في أسرع وقت ممكن”.

وشدد أن الصين ترى “إمكانية تعاون” حول عدة أولويات مع إدارة بايدن المستقبلية، ومن بينها الأزمة الاقتصادية والتغير المناخي.

وأضاف “نأمل التمكن من توسيع التعاون، وإدارة اختلافاتنا عبر الحوار”.

وانخرطت إدارة ترامب في حرب تجارية وسياسية مع الصين، معتبرة أن عقودا من الحوار مع بكين لم تثمر نتائج في صالح الولايات المتحدة.

ومن بين من تصدر المواجهة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي ألغى برامج تبادل ثقافي تمولها بكين وشدد شروط منح التأشيرات لمواطنيها.

ومع تبنيه خطابا يحمل نبرة إيديولوجية في اتهاماته للحزب الشيوعي الصيني، اعتبر بومبيو أن ما يجري صراع بين “الحرية” و”الطغيان” ودعا الجامعات الأمريكية إلى الحذر من الطلبة الصينيين.

وقال وزير الخارجية “إننا نشهد مكارثية متجددة تهدد التبادلات الدولية العادية”، في إشارة إلى حملة ملاحقة الشيوعيين في الولايات المتحدة التي قادها السيناتور الجمهوري جو ماكارثي عقب الحرب العالمية الثانية.

واتهم الوزير المسؤولين الأمريكيين، دون أن يسميهم، بممارسة “افتراض إدانة غير مسؤول” تجاه الصين.

وتابع أنهم “يتجاهلون عدة مصالح مشتركة وهامش التعاون بين بلدينا، ويصرون على أن بكين تهديد كبير”.

ووعد جو بايدن أن يكون حازما تجاه بكين، في تماش مع العداء المتزايد لها في صفوف الطبقة السياسية الأمريكية، لكنه وعد أيضا بالسعي للتعاون معها في مواجهة تحديات عالمية.

وحذّر الجيش الأمريكي الخميس من أن سفنه الحربية ستكون أكثر حزما في الرد على أي تجاوزات للقانون الدولي، مشيرا على وجه الخصوص إلى بكين التي تطمح للتوسع في بحر الصين الجنوبي.

وذكرت واشنطن وتحديدا وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) في وثيقة حددت أهداف سلاح البحرية الأمريكي والمازينز وخفر السواحل للسنوات المقبلة، أن دولا عدة أبرزها الصين وروسيا “تتحدى ميزان القوى في مناطق رئيسية وتسعى إلى تقويض النظام العالمي القائم”.

أضافت الوثيقة أن “قواتنا البحرية المنتشرة حول العالم تتفاعل مع سفن حربية صينية وروسية وطائرات بشكل يومي”، مشيرة إلى “عدوانيتها المتزايدة” بينما وصفت الصين بأنها “التهديد الاستراتيجي بعيد الأمد الأكثر إلحاحا”.