قال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إحياء الاتفاق النووي الإيراني في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي يتسلم السلطة في (20 يناير كانون الثاني)، سيتطلب إبرام اتفاق جديد يحدد كيفية تراجع إيران عما قامت به من انتهاكات لبنوده.

وكان الإتفاق قد فرض الاتفاق قيودا مشددة على أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. إلا أنه بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق وفرضه عقوبات أمريكية على طهران، ردت الأخيرة بانتهاك الكثير من القيود التي فرضها الاتفاق. وتقول طهران إن بمقدورها التراجع سريعا عن تلك الخطوات إذا رفعت واشنطن العقوبات أولا.

وفي وقت سابق، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستعود للانضمام للاتفاق النووي “إذا عادت طهران للانصياع لبنوده بشكل صارم”.

وقال جروسي:”إن الانتهاكات أكثر من أن يتم التراجع عنها بسرعة”.

ووأضاف:”لا يمكن أن أتخيل إنهم سيقولون ببساطة ’سنعود للمربع الأول’ لأن المربع الأول لم يعد له وجود”.

وتابع:”من الواضح إننا سنحتاج بالضرورة إلى بروتوكول أو اتفاق أو تفاهم أو وثيقة ملحقة تحدد بوضوح ما الذي سنفعله”.

ولفت جروسي، مدير الوكالة التي تراقب مدى التزام إيران بالاتفاق “هناك المزيد من المواد (النووية)… وهناك أنشطة أكثر وهناك وحدات طرد مركزي إضافية ويتم الإعلان عن المزيد. فما الذي سيحدث مع كل ذلك؟ هذا هو السؤال المطروح عليهم على المستوى السياسي ليتخذوا قرارا بشأنه”.

 

إيران تنتهك الاتفاق النووي

 

وتقوم إيران بعمليات تخصيب اليورانيوم في مواقع غير مسموح بها بموجب الاتفاق مثل موقع فوردو في باطن الجبل كما بدأت مؤخرا التخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة في مفاعل نطنز تحت الأرض”.

وقال جروسي “ما أراه هو أن نعود لنقطة البداية في ديسمبر 2015” في إشارة للشهر الذي سبق التنفيذ الفعلي للقيود النووية بموجب الاتفاق الذي تلاه إزالة كميات كبيرة من المواد والمعدات النووية.

وأضاف “إذا أرادوا القيام بذلك (الانصياع للاتفاق) فيمكنهم فعل ذلك بسرعة. لكن من أجل تنفيذ كل تلك الأمور يجب أن يكون لدينا مسار واضح”.

وتجدر الإشارة إلى أن مخزونات تبلغ إيران من اليورانيوم المخصب حاليا ما يفوق 2.4 طن وهو ما يزيد عن الحد المسموح به في الاتفاق بنحو 12 مثلا لكنه أقل بكثير من مخزونها قبل الاتفاق والذي كان يبلغ ثمانية أطنان.

 

ما الأوجه الخفية لشراكة إيران العميقة مع الصين؟
أثارت التسريبات الأخيرة حول صفقة استثمار ضخمة بين إيران والصين الأحد الماضي الكثير من التكهنات حول مسار العلاقة بين بكين وطهران في فترة تاريخية حرجة بالنسبة للبلدين.