من فتيات شيبوك إلى اختطاف الطلاب الذكور

 

بينما لا يزال العالم ينتظر معرفة مصير بقية فتيات شيبوك المختطفات من قبل جماعة بوكوحرام الارهابية، . فجعت نيجيريا من جديد باختطاف حوالي 400 طالب مقبل مسلحين هاجموا  مدرسة ثانوية في ولاية كاتسينا بشمال نيجريا على ما أعلنت الشرطة السبت، وذلك في عملية يبدو أن هدفها الخطف للحصول على فدية.

اختطاف الطلاب أعاد الذاكرة  إلى عام 2014، عندما هز العالم خبر اختطاف بوكوحرام الجماعة الإرهابية  276 تلميذة في شيبوك. عام شكّل منعرجا داخل التنظيم المتشدد واعطاه الصدارة في ترتيب الجماعات المتشددة الاكثر إرهابا. إذ ،صنف مؤشر الإرهاب العالمي  عام 2014، السنة التي شهدت اختطاف فتيات شيبوك، بأنها “الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في العالم”.

بعد 4 أعوام…السيناريو يتكرر في إحدى مدارس شمال شرقي نيجيريا، حيث اختطفت  111 تلميذة  عقب هجوم شنته جماعة بوكو حرام على مدرستهن الداخلية للفتيات في قرية دابتشي بولاية يوبي.

ويبدو ان بوكوحرام تحاول تغيير استراتيجيتها، وتستبدل خطف الفتيات بخطف الطلاب، ما يطرح عدة تساؤلات حول سياسات التنظيمات المتشددة التي تعتمد في مصادر تمويلها على عمليات الخطف والفدية..او ما يعرف بـ”التجارة القاتلة”.

بكوحرام الجماعة المتشددة التي نشأت في مدينة مايدوغوري، أكبر مدن ولاية بورنو، في شمال شرقي نيجيريا، وشنت حرباً على المنطقة طيلة العقد الماضي، جرفت وراءها عدة عمليات ارهابية استهدفت امن نيجيريا وجاراتها من الدول المجاورة، وهي في نفس الوقت استهدفت بالدرجة الأولى قطاع الصحة والتعليم، فمنعت بشتى الوسائل ضمان صحة الاطفال وتعليمهم.

منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صادم لها، قدرت في 2016 عدد الصبية الذين تحتجزهم المجموعة بنحو 10 آلاف لا تتجاوز أعمار بعضهم خمس سنوات.

ويعتقد أنه تم إطلاق سراح بعض هؤلاء الأطفال وإرسالهم إلى مراكز لمكافحة التطرف مع نجاح الجيش النيجيري في التغلغل في مناطق تابعة لاحتلال بوكو حرام. ومهما كان مصيرهم ومصير فتيات شيبوك، فإن حصيلة ضحايا النزاع كبيرة.

وتسبب مسلحو بوكو حرام في مقتل أكثر من 6644 شخصا في 2014، بزيادة مقدارها 317 بالمئة عن العام السابق.

بوكو حرام، التي يعني اسمها “التعليم الغربي خطيئة”، ارتكبت منذ عام 2009 سلسلة من الاعتداءات شمال شرقي نيجيريا، سقط على إثرها ما يزيد عن 27 ألف قتيل، و لا يزال نحو مليوني شخص غير قادرين على العودة إلى منازلهم بينما وصلت تداعياته إلى دول الجوار على غرار النيجر وتشاد والكاميرون.

تنظيم بوكو حرام الذي دائما ما يترك بصمته المؤلمة في نيجيريا ازدادت قوته خلال 2018  بعدما ضعفت في السنوات الأولى من رئاسة بخاري ، وبايع داعش سنة 2015، إلا أن خلافات حادة ظهرت بين التنظيمين، بعد تعيين الأخيرة لزعيم جديد لبوكو حرام يدعى “أبو مصعب البرناوي”، في حين أصر أبو بكر شيكاو، القائد الأول للجماعة، على التمسك بالزعامة.

بدوره، كثّف تنظيم داعش، ولاية غرب إفريقيا، وهو فصيل مرتبط بجماعة بوكو حرام، هجماته الدامية على القواعد العسكرية ما تسبب بمقتل مئات الجنود النيجيريين.

على وقع ارهاب التنظيمات المتشددة خاصة بوكوحرام، يبدو أن الأبرياء في نيجيريا غير قادرين على التملص من رهاب الخوف وعدم الاستقرار نتيجة للحروب الدامية التي تشنها الجماعة الارهابية بسابق وبدون سابق إنذار ضدهم.