تشن الصين حملة جديدة لجعل المسلمين يخلصون للدولة بدلا من اخلاصهم للدين الاسلامي، هذا ما يسعى اليه الحزب الشيوعي. فبالاضافة الى انتهاكاته المستمرة للاقليات الدينية المسلمة هاهو اليوم يعمد الى اقتلاع الايمان والدين من حياة الاقليات المسلمة ومن ممارساتهم اليومية التي تثبت هويتهم الاسلامية.

صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية كشفت في تقرير مصور ومستند الى شهادات قيام الصين بإدخال تغييرات جذرية على مساجد المسلمين في لينشيا، إحدى مدن مقاطعة قانسو شمال غرب البلاد.

ووفقاً للصور المتداولة، فقد تمّ تفكيك المآذن والقباب عن المساجد، وهي خطوة تساهم في تجريد المساجد من هويتها الاسلامية والعربية.

ومن خلال العديد من الممارسات، تهدف الصين إلى جعل المسلمين يخلصون للدولة بدلاً من إخلاصهم للدين الإسلامي، إذ أنها تريدُ إخضاعهم لسلطتها وإبعادهم عن معتقداتهم الدينية.

في قلب الأقلية في مقاطعة جانسو بشمال غرب الصين ، تعمل الصين حاليا على مبادرة هندسة اجتماعية تقدم سبل عيش محسنة في المقابل تطالب الاقليات المسلمة بالتحول من التدين إلى التفاني السياسي.

وتأتي هذه المبادرة المشروطة بالتخلي عن الدين والتدين، في إطار حملة “صيننة الدين”  لمحو ما تعتقده الصين النفوذ الأجنبي وإخضاع الدين لسيطرة الدولة ، والقضاء على الفقر من خلال إعادة التوطين الجماعي ، والتدريب الوظيفي ، وإرسال الكوادر إلى القرى لتعليم إرادة الحزب الشيوعي بالأساس.

تهديم المباني الدينية في “مكة الصغرى”

وقال 3 رجال يرتادون المساجد في لينشيا، المدينة التي تضمّ عدد كبير من المسلمين والتي تسمى “مكة الصغرى”، أنّ المباني الدينية قد هُدمت جزئياً، وذلك خلال التزام الناس منازلهم في ظلّ جائحة فيروس “كورونا” المستجد. وذكر هؤلاء الأشخاص أنه جرى استبدال المآذن والقباب المبنية على الطراز العربي بأسقف على الطراز الصيني.

الصين تجرّد المساجد من هويتها الإسلامية (صور)

صورة تظهر مسجد لاوهوا في مدينة لينشيا في الصين حيث جرى تفكيك مئذنته وتركيب سقف على الطراز الصيني. المصدر: صحيفة Latimes الأمريكية

 

وقال رجلٌ يُدعى ما حسن (36 عاماً) أنّ “هذا الامر حصل فجأة”، في حين اعتبر آخر يُدعى ما تشونغ شيان (55 عاماً) أن السلطات “تهدف للسيطرة عليهم”، وأضاف: “الجيل القادم سيتأثر في الغالب، ومن المحتمل أن يفقد أبناءه إيمانهم أو أنه سيضعف”.

وأوضح شيان أنّ البالغين يتمتعون بحرية نسبية للعبادة، إلا أنّ كوادر الحزب الشيوعي يقبعون خارج المساجد لضمان عدم دخول القاصرين لأداء صلاة الجمعة.

الصين تجرّد المساجد من هويتها الإسلامية (صور)

صورة تظهر مسجد كيانهيان في مدينة لينشيا الصينية في العام 2009 (اليسار)، وأخرى تظهر المسجد نفسه في نوفمبر 2020. المصدر: صحيفة “Latimes” الأمريكية

كذلك، فقد جرى حظر المدارس الدينية الصيفية والعربية التي كان يرتادها العديد من أطفال قومية الهوي المسلمة. ومع هذا، فقد كشف شيان أنّ “الآذان محظور باعتباره مصدر إزعاج”، على الرغم من أن المسلمين في لينشيا يشكلون 60% من السكان.

من جهته، قال شخص آخر تحدث شرط عدم الكشف عن هويته أنّ هناك قلقاً من التطرف الديني، وأضاف: “لم تحدث هجمات أو أي نشاط متطرف في لينشيا، لكن هذه الخطوات كانت استباقية وجاءت من بكين”.

وثائق مسربة… أسماء أئمة المساجد الذين اعتقلتهم السلطات الصينية

في العام 2016 عندما تناقلت وسائل الإعلام خبر إجبار الحزب الحاكم في الصين أئمة المساجد على الرقص في الشارع لم تكن على ما يبدوإلا نموذج بسيط لما هومخطط لمسلمي الإيغور.

فإلى جانب هدم البيوت والآثار والثقافة وإلى جانب احتجاز عشرات الآلاف في معسكرات تدريبية وثائق حصرية حصل عليها تلفزيون الآن.. لوائح صينية بأسماء عدد كبير من أئمة المساجد المعتقلين داخل سجون الحزب الحاكم في الصين.