أخبار الآن | كوريا الشمالية – وكالات

قبل أيام، أعلن مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية فرض حظر على التدخين في بعض الأماكن العامة، وذلك لتزويد المواطنين بـ”بيئة معيشية صحية”، وذلك وفقاً لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية.

وأوضح المجلس التشريعي إنّ قانون حظر التبغ يهدف إلى حماية حياة وصحة الكوريين الشماليين، من خلال تشديد الضوابط القانونية والاجتماعية على إنتاج وبيع السجائر.

وينص القانون على حظر التدخين في أماكن محددة مثل مراكز التثقيف السياسي والأيديولوجي، المسارح، دور السينما، والمرافق الطبية والصحية العامة.

ويُعرف الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بأنّه مدخن شره جداً، وقد ظهر كثيراً في اللقطات والصور عبر وسائل الاعلام الرسمية أثناء قيامه بالتدخين.  وعلى مدى سنوات الماضية، حثت كوريا الشمالية شعبها على الإقلاع عن التدخين، وجرى نشر لافتات حظر التدخين في المباني العامة، غير أنّ الزعيم الكوري كان يناقض الدعوات التي كان يروج لها أتباعه باستمرار، ويدخن بشكل علني، ضارباً عرض الحائط أي شعار يتم الإعلان عنه.

وفعلياً، فإنه لا أحد يجرؤ على معاقبة أو مساءلة “الديكتاتوري” جونغ أون في حال ارتكب مخالفة. فالمرشد الأعلى يعتبرُ فوق القانون، ويتعامل الناس معه على أنه بمثابة إله، ويردد التلامذة في المدارس والجنود في الجيش قصيدة وطنية لعائلة كيم: “لا وطن بدونك”.

وفي وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، غالباً ما يُرى جونغ أون وهو يسحب سيجارته أثناء تفقد المصانع، وخلاله حديثه مع مهندسي الصواريخ، وحتى أثناء زيارته لمستشفيات الأطفال، وكل ذلك رغم دعوات السلطات للناس لعدم التدخين، وهنا التناقض الكبير الذي يعني أن جونغ أون لا يلتزم بالقوانين ولا يطبقها على نفسه، ويمارس الديكتاتورية التي يريدها على غيره، ولا يحق لأحد الاعتراض.

ولا يزال كيم إيل سونغ، جد جونغ أون، يحظى باحترام كبير بين الكوريين الشماليين باعتباره مؤسس بلدهم، وغالباً ما كان يظهر في الأماكن العامة وهو يحمل سيجارة.

ومنذ توليه السلطة في العام 2011، حاول السيد كيم أن يشبه جده في المظهر والشعر القصير والملابس. ومع هذا، فإن عائلة الزعيم الكوري لديها تاريخ حافل مع أمراض القلب والأوعية الدموية التي ينسبها مسؤولو المخابرات الكورية الجنوبية إلى كثرة التدخين وشرب الكحول والسمنة.

وفي العام 1994، توفي كيم إيل سونغ بسبب قصور في القلب، كما أصيب ابنه وخليفته، كيم جونغ إيل، بجلطة دماغية في العام 2008 وتوفي بسبب سكتة قلبية في العام 2011. أما كيم جونغ أون، فقد رافقته شائعات عن اعتلال صحته، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وآلام الكاحل الناجمة عن وزنه الزائد.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك أكثر من 46% من الرجال البالغين في كوريا الشمالية كانوا مدخنين في العام 2017. غير أن منشقين عن البلاد كشفوا أن النسبة قد تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث يتخذ الرجال التدخين في سن المراهقة كمصدر للترفيه، في وقت تدعي كوريا أنه لا يوجد لديها أيّ امرأة مُدخنة.

كوريا تجري عملية استراتيجية عبر يوتيوب. ومنشقة تقول: إن بروباغندا النظام تلعب بالمشاعر لغسل الأدمغة

أون آو تعيش في بيونغ يانغ، وتواظب على التدوين في قناة “إيكو أوف تروث” أي صدى الحقيقة، وفيها تروّج لحزب العمال الحاكم، عبر مقاطع مصورة عن نمط الحياة في كوريا الشمالية، مدناً وريفاً، منها سلسلة اسمها “حياتي في بيونغ يانغ” التي تقدمها بلغة انكليزية صحيحة، وأحيانا تعرض مقاطع مصورة تقدمها شابة أخرى باللغة الروسية أو الصينية.