أعلنت السلطات النمساوية، الثلاثاء، أنّ أحد منفذي هجوم فيينا مساء الاثنين الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل قبل أن ترديه الشرطة، هو من أنصار تنظيم “داعش”، ويحمل الجنسيتين النمساوية والمقدونية الشمالية. وأوضح وزير الداخلية كارل نيهامر أنّ هذا الشاب البالغ من العمر 20 عاماً سبق أن أدين العام الماضي بجريمة إرهابية لمحاولة السفر إلى سوريا. وقال نيهامر لوكالة “أبا” الإخبارية، إنّ هذا المهاجم الذي قتل برصاص الشرطة بعد إطلاقه النار على المارة، كان من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية. ويبحث المحققون حالياً عن مشتبه بهم آخرين محتملين شاركوا في الهجوم.

وانضم نحو 150 مواطناً من مقدونيا الشمالية إلى صفوف المتشددين بين عامَي 2012 و2016 للقتال في العراق وسوريا. وجنّد معظمهم من الأقلية المسلمة الألبانية والتي تعد معتدلة في الغالب وتشكل ربع سكان مقدونيا الشمالية وعددهم 2,1 مليون نسمة وهم في غالبيتهم من السلاف الأرثوذكس.

وحلقت طائرات هليكوبتر في أجواء المدينة، فيما انتشرت عناصر من الشرطة على الأرض، ويسعى المحققون تحديد ما إذا كان هناك أكثر من فار واحد لأنّ إطلاق النار وقع في أماكن متفرقة، فيما كان نيهامر قال في وقت سابق إنّ “مشتبهاً واحداً على الأقل ما زال طليقاً”.

 

تفاصيل جديدة عن ليلة الرعب في فيينا.. وداعش يتبّنى الهجوم

“50 طلقة نارية على الأقل”

وقال شهود عيان على سؤال لقناة تلفزيونية إنّهم رأوا “شخصا كان يطلق النار بوحشية” بسلاح رشاش وإنه تم إطلاق “ما لا يقلّ عن خمسين عيارا ناريا” خلال الهجوم. وقد سيطر الذهول في مطاعم الحي ومقاهيه حيث طلب من الزبائن البقاء في الداخل وأطفئت الأنوار فيما كانت صفارات سيارات الإسعاف تدوّي في الخارج. وأفادت الشرطة عن مقتل رجلين وامرأتين في الهجوم. كما نقل 15 شخصاً إلى المستشفى سبعة منهم في حال حرجة.

تنفيذ 18 عملية دهم ولا أدلّة على وجود منفّذ ثان

وأعلن نيهامر مساءً أنّ الشرطة نفّذت 18 عملية دهم واعتقلت 14 شخصاً في إطار تحقيقاتها بشأن عملية إطلاق النار الدامية في فيينا. وقال في مؤتمر صحافي متلفز: “نُفّذت 18 عملية دهم في فيينا و(ولاية) النمسا السفلى واعتقل 14 شخصا”. وأكد نيهامر عدم وجود أدلة حتى الآن على أن الهجوم الدامي الذي وقع وسط فيينا نُفّذه أكثر من مهاجم واحد.

وقال في مؤتمر صحافي إن المواد المصوّرة التي اطلعت عليها الشرطة “لا تظهر في الوقت الحالي أي أدلة على وجود مهاجم ثان”. وأشار إلى أن منفذ الاعتداء الدامي في فيينا مساء الإثنين نجح في “خداع” برنامج إعادة تأهيل المتطرفين والمكلفين متابعته.

تفاصيل جديدة عن ليلة الرعب في فيينا.. وداعش يتبّنى الهجوم

داعش يعلن مسؤوليته عن هجوم فيينا

وأعلن تنظيم داعش الإرهابي الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الاثنين في فيينا النمساوية في بيان بثه عبر قنواته على تطبيق تلغرام.  وجاء في البيان أنّ “مقاتلاً من داعش” نفّذ هجوم فيينا الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وفي نص منفصل أرفق البيان بصورة للمهاجم المسلح، تحدثت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم عن “هجوم بالأسلحة النارية نفذه أمس (الاثنين) مقاتل بمدينة فيينا”.

إدانات واسعة

ودعا وزير الداخلية السكان إلى توخّي الحذر بعد هجوم فيينا، وكتبت الشرطة على تويتر عقب الهجوم “ابقوا في المنزل! إذا كنتم في الخارج، الجأوا إلى مكان ما! ابتعدوا عن الأماكن العامة ولا تستخدموا وسائل النقل”! وقد حشدت الشرطة والجنود لحماية المباني المهمة في العاصمة وتم إعفاء الأطفال من الذهاب إلى المدرسة الثلاثاء. وقال كورتز: “لن يخيفنا الإرهاب وسنحارب هذه الهجمات بكل ما لدينا من وسائل”، مستنكرا الهجوم “المثير للاشمئزاز”.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلقاً “الهجمات الشريرة يجب أن تتوقف. تقف الولايات المتحدة بجانب النمسا وفرنسا وأوروبا كلها في الحرب ضد الإرهابيين، بمن فيهم الإرهابيون المتشددون المتطرفون”.

كذلك، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي “يدين بشدة الهجوم المروع” في فيينا، وكتب في تغريدة على تويتر أن “أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية”.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على تويتر أيضاً “أوروبا تتضامن مع النمسا. نحن أقوى من الكراهية والإرهاب”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة بالفرنسية والألمانية “نحن الفرنسيون نشاطر الشعب النمساوي مشاعر الصدمة والألم بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعرّض للهجوم. إنّها أوروبا خاصّتنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء”.

كما نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء بالهجوم الدامي الذي وقع في فيينا، قائلة إن “الإرهاب المتشدد هو عدونا المشترك” إن محاربته “معركتنا المشتركة”.

تفاصيل جديدة عن ليلة الرعب في فيينا.. وداعش يتبّنى الهجوم

أجواء متوترة في أوروبا

ويأتي هجوم فيينا الذي وقع في مدينة عادة ما تكون معدلات الجريمة فيها منخفضة جداً، فيما تسود أجواء متوترة في أوروبا.

في فرنسا، قتل ثلاثة أشخاص الخميس في هجوم بسكين استهدف كنيسة نوتردام دو لاسومبسيون في نيس (جنوب شرق) نفّذه شاب تونسي وصل أخيراً إلى أوروبا.

وقبل أيام قليلة، شكّل قطع رأس صمويل باتي مدرس التاريخ الذي عرض رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد على طلابه خلال حصة حول حرية التعبير، صدمة في فرنسا وخارجها.

وكانت النمسا حتى الآن بمنأى نسبيا عن موجة الهجمات المتشددة في أوروبا في السنوات الأخيرة.

وفي آذار/مارس 2018، هاجم شاب مؤيد متشدد بحسب الشرطة، أحد عناصر القوات الأمنية أمام السفارة الإيرانية في فيينا بسكين قبل أن يُردى.

وفي حزيران/يونيو 2017، قام رجل تونسي المولد بقتل زوجين مسنين في لينز. وصرح وقتها أنه يريد أن يكون عبرة لأنه شعر بالتمييز كأجنبي ومسلم.