أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

نشرت مؤسسة السحاب الذراع الإعلامية الرسمية للقاعدة المركزية في خراسان – باكتسان وأفغانستان – شريط فيديو مدته ٤٣ دقيقة يتحدث فيه زعيم التنظيم أيمن الظواهري تحت عنوان: “صفقة القرن أم حملات القرون.” وقالت السحاب إن هذه هي الحلقة الأولى من السلسلة. 

رافق الفيديو تفريغاً بالعربية وترجمةً بالإنجليزية؛ وتخلله ثلاث فقرات يشرح فيها مُعلّق السحاب مسائل ذكرها الظواهري. 

فما الذي قاله الظواهري أو لم يقله في هذا التسجيل؟ وهل هو “جديد” حقاً؟ الجوابان مترابطان. 

يبدأ الظواهري كلمته بتحديد العنوان العريض لحديثه بأنه “الحرب المستعرةٌ بين الصليبيين والمسلمين” من دون أن يأتي على ذكر لفظ “صفقة القرن” مرةً واحدة وكأن العنوان أُقحم أو على الأقل وُضع بعد الحديث. 

يذكر الظواهري حدثين يتصلان برأيه بهذا المفهوم – مفهوم الحرب – وهما نقل واشنطن سفارتها إلى القدس – وكان هذا في مايو ٢٠١٨؛ وعقد ندوة المنامة في يونيو ٢٠١٩. 

ثم يُسمى فروعاً فقهية وعقائدية تتعلق بهذا العنوان، مثل: “جهادُ البيانِ والدعوةِ والتوعيةِ؛ وجهادُ القتالِ والنكايةِ والإثخانِ.” وفي معرض الحديث عن الفرع الأول، يمضي ٣٦ دقيقة في تفنيد مادةً تلفزيونية بثتها قناة الجزيرة في يوليو ٢٠١٩. 

الخلاصة هي أن أنصار القاعدة الذين يأملون في ظهور دليل على أن الظواهري لا يزال “موجوداً” على رأس التنظيم، لن يجدوا ضالّتهم في هذه الرسالة. فأقرب حدث أشار إليه الظواهري وقع قبل أكثر من عام. وآخر ظهور “إعلامي” للظواهري كان في مايو الماضي فيما قالت السحاب إنه الحلقة الثانية من سلسلة “معاً إلى الله” التي نشرت حلقتها الأولى قبل ذلك بستة أشهر وتحديداً في ديسمبر ٢٠١٩. في تلك السلسلة تحدث الظواهري حصراً عن المفاهيم الفقهية للإلحاد!

وخيبة الأمل ذاتُها سيشعر بها أنصار التنظيم الذين ينتظرون من الظواهري تعليقاً على أحداث اليوم خاصةً ما يتعلق بأزمات القاعدة في سوريا، اليمن وشمال إفريقيا، أو على الأقل استحضار هجمات ١١ سبتمبر!

فهل لا يزال الظواهري “موجوداً” على هرم التنظيم سواء أكان وجوداً حقيقياً أو معنوياً؟ آخر تأكيد لمشاهدة الظواهري كان في تقرير الأمم المتحدة عن الوضع في أفغانستان والمنشور في مايو ٢٠٢٠. في الصفحة ١٢ من التقرير، تذكر فقرة أن الظواهري “التقى أعضاء من شبكة حقّاني في فبراير ٢٠٢٠” وأن “حافظ عزيز الدين حقّاني ويحيى حقّاني استشاراه بشأن الاتفاق مع أمريكا وعملية السلام؛ حيث أن يحيى حقّاني ظل نقطة الاتصال الرئيسة بين شبكة حقّاني والقاعدة منذ منتصف العام ٢٠٠٩.” 

فإن كان الظواهري على قيد الحياة، لماذا لا يقول ما يناسب المقام؟ مروان شحادة، الخبير في الجماعات الجهادية، يُرجح أن الرجل ممنوع من الكلام بقرار من طالبان بعد اتفاق السلام مع أمريكا المُبرم في فبراير الماضي. 

معنى هذا أن من يُدير التنظيم عملياً هو سيف العدل الذي كان مُعتقلاً لدى إيران ويُعتقد أنه أفرج عنه في سبتمبر ٢٠١٥؛ وإن كان مكانه غير معلوم. وهنا تبرز مشكلة أخرى لأنصار التنظيم الذين يلومون سيف العدل لفشله في إدارة ملف القاعدة في الشام. 

مصدر الصورة: إصدار السحاب Screen Shot