أخبار الآن | جوبا – جنوب السودان (أ ف ب)

أعلنت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دولة جنوب السودان الأربعاء أنها ستنشر قوات في جنوب هذا البلد إثر تصاعد أعمال العنف هناك من قبل المتمردين المسلحين ضدّ المدنيين وعمال الإغاثة.

ويأتي نشر الخوذ الزرقاء لإنشاء قاعدة جديدة في ولاية الاستوائية الوسطى في أعقاب الهجمات على قوافل المساعدات الإنسانية التي وقعت هذا الأسبوع وأسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، إضافة الى نصب كمين في نفس المنطقة أواخر آب/أغسطس أسفر عن مقتل ستة من حراس نائب الرئيس.

وقال ديفيد شيرر الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن قوات حفظ السلام ستقيم قاعدة في لوبونوك، على بعد نحو 110 كيلومتر شرق العاصمة جوبا، في منطقة تشهد تجدداً للاشتباكات العنيفة بين المتمردين والقوات الحكومية.

وأضاف شيرر “سيمكنّنا ذلك من تأمين وجود وقائي في المنطقة”.

وتمّ تحميل جبهة الإنقاذ الوطني مسؤولية تصاعد العنف، والجبهة هي حركة متمردة تنشط في منطقة الاستوائية ويقودها نائب قائد الجيش السابق توماس سيريلو.

وكانت جبهة الإنقاذ الوطني أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الدامي الذي وقع بالقرب من لوبونوك وأودى بحرّاس نائب الرئيس جيمس واني إيغا.

لكنّ إيغا، أحد نواب الرئيس الخمسة، لم يكن في الموكب حينذاك ولم يصب بأذى.

كما يُعتقد أنّ مسلّحين من هذه الجماعة المتمردة مسؤولون عن كمين نصب الثلاثاء لقافلة إغاثة في الاستوائية الوسطى أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أربعة، إضافة الى هجمات مماثلة في الأيام الأخيرة أدت الى إحراق مركبات وإطلاق النار على أشخاص.

ورفضت جبهة الإنقاذ الوطني أن تكون جزءاً من اتفاق سلام أبرم عام 2018 بين الحكومة وجماعات معارضة مسلحة أخرى أنهى خمس سنوات من القتال الذي خلّف نحو 400 ألف قتيل.
لكن في كانون الثاني/يناير من هذا العام، وافق المتمرّدون خلال محادثات في روما على وقف القتال والسماح بوصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة اليها في جميع أنحاء منطقة الاستوائية.

ومع ذلك فقد اشتد العنف مؤخراً في جميع أنحاء المنطقة، حيث أصدرت جبهة الانقاذ تعليمات لقواتها كي تكون في “أقصى درجات التأهب”، وحذرت المدنيين من تجنب الطرق الرئيسية التي يمكن أن تشهد اشتباكات مع القوات الحكومية.

وقال شيرر إنه يشعر بالقلق حيال التقارير التي تفيد بأن متمردي جبهة الإنقاذ ينشطون مرة أخرى في منطقة الاستوائية.

وقال إنّ “هذا العنف يسبّب توتراً كبيراً في المنطقة ويعرض حياة المدنيين للخطر”، وحضّ جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار السابق الذي وقعوا عليه.

وتسبّبت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمرّدين التابعين لسيريلو بخسائر مروّعة في صفوف المدنيين في منطقة الاستوائية.

وفي تقرير صدر في تمّوز/يوليو الماضي، قالت الأمم المتحدة إنّ المدنيين استهدفوا بشكل متعمّد من قبل القوات من الجانبين خلال شهور من الهجمات العنيفة على القرى، حيث اغتصب المئات أو قُتلوا.