أخبار الآن | سول – كوريا الجنوبية (أسوشيتد برس)

قام الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، بزيارة تفقدية إلى موقع بناء “مستشفى بيونغ يانغ العام”، وانتقد القصور وعدم المبالاة في أداء بعض المسؤولين في تنفيذ عمليات البناء، وأمر باستبدالهم، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

عاد الزعيم الكوري الشمالي ليكشر عن أنيابه بعد خضوعه لعملية في القلب، وليقول للجميع أنه ما زال موجوداً ، ويستطيع معاقبة مواطنيه وحتى مسؤوليه، آخرُ انتهاكات كيم بحق مسؤوليه كان انتقادَه لهم لعدم قيامهم في الوقت المناسب من وجهة نظره ، بتأمين الإمدادات من المعدات لبناء مستشفى ضخم في العاصمة بيونغ يانغ.

كيم وجّـهَ انتقاداتِـه تلك خلال تـفـتيش ميداني على موقع بناء مستشفى بيونغ يانغ العام، حيث وبّخ المسؤولين بشدة لتنفيذ البناء “بطريقة لا مبالية” كما يقول ، ودون وضع خطة مناسبة للميزانية.

وليشبع استبدادهُ وغروره لم يكتفِ زعيم كوريا الشمالية بالانتقادات، بل أمر بإجراء تحقيقات مع لجنة التنسيق المسؤولة عن المشروع، واستبدال جميع المسؤولين، مشيراً إلى حدوث “تراجع خطير” عن الأهداف الأصلية للمشروع، قائلاً إن المسؤولين يُـثقلون على الناس من خلال طلب جميع أنواع المساعدات منهم.

بالاعتماد على التاريخ الدموي لـ كيم جونغ أون وخاصة فيما يخص البطش بمسؤوليه والقمع لشعبه الفقير، فإن هؤلاء المسؤولين سيتعرضون لعقوبات قاسية قد تبدأ بالسجن المؤبد وربما ستنتهي بالإعدام الجماعي، خاصة وأنهم مسؤولون من وجهة نظر كيم عن إهدار مال الشعب الكوري الشمالي.

و رغم تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد في العالم، إلا أن كيم لم يُـلــقِ بالاً لهذا الأمر بل وجّه بأن تنتهي عمليات البناء للمستشفى حتى يوم 10 تشرين الأوّل المقبل بحلول الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس حزب “العمال” الحاكم، حيث كان قد شارك في مراسم وضع حجر الأساس للمستشفى / في آذار الماضي.

تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) لم يذكر متى زار كيم الموقع ، ولم يذكر أيضاً أي تعليقات من كيم بشأن الدبلوماسية النووية المتعثرة مع إدارة ترامب أو العقوبات الدولية على برنامجه للأسلحة النووية، و لكنه ذكرَ أن مسؤولين في كوريا الشمالية قيد التحقيق الآن بسبب أوامر من الزعيم الكوري الشمالي بعد اتهامهم بالتقصير.

وفي إعلانه عن خطط بناء المستشفى في مارس، قدم كيم اعترافاً نادراً بأن بلاده تفتقر إلى المرافق الطبية الحديثة، داعياً إلى تحسينات عاجلة في نظام الرعاية الصحية في البلاد، ومع ذلك لم يربط كيم بشكل مباشر بين مشروع المستشفى وجائحة فيروس كورونا، حيث تدعي السلطات الصحية في كوريا الشمالية بأنه لا توجد حالات إصابة بفيروس كوفيد-19، وهو ادعاء يشكك فيه العديد من الخبراء الأجانب.

استعجال كيم في بناء مستشفى بيونغ يانغ يطرح عدة تساؤلات حول مدى الحاجة للمستشفى إذا كنت البلاد وفقاً للسلطات الصحية خالية من الفيروس تماماً، أم أن البلاد على شفا كارثة صحية بسبب قلة عدد المستشفيات لكن سلطات بيونغ يانغ لا تصرح بذلك.

ورغم أن أزمة كوفيد-19 أحبطت الكثير من أهداف كيم الاقتصادية الرئيسية عن طريق إجبار البلاد على إغلاق الحدود مع الصين، حليفها الرئيسي وشريان الحياة الاقتصادي، وربما أعاقت قدرته على تعبئة الناس من أجل العمل.. إلا أنه لا يتوانى عن قمع شعبه الفقير والبطش بمسؤوليه لأسباب واهية.

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

كوريا الشمالية.. كيم يجتمع مع اللجنة العسكرية المركزية لتعزيز “الردع العسكري”